شهدت بريدة خلال عطلة عيد الفطر المبارك حركة مبيعات ضخمة للألعاب النارية والمفرقعات، خصوصاً بعد اطمئنان مروجيها وبائعيها إلى تجاهل الدفاع المدني والشرطة لهم، على عكس الأعوام الماضية، التي كانت تشهد تشديداً واضحاً على تجارها ومصادرة أي كميات منها. وكانت أقسام الطوارئ في المستشفيات استقبلت خلال عطلة العيد عشرات الإصابات والحروق الناتجة من استخدام"الطراطيع"،إضافة إلى ما أطفأته فرق الدفاع المدني من حرائق سببتها هذه الألعاب. بعض الآباء أبدوا درجة حنق كبيرة على الجهات المسؤولة، خصوصاً إدارة الدفاع المدني والشرطة، المعنيتين بمتابعة انتشار هذه الألعاب وبيعها في الشوارع والأسواق والمحال التجارية، لأطفال بعضهم لم يتجاوز سن السابعة. ويؤكد عبدالعزيز الفضل أنه تفاجأ هذا العام بالباعة، وهم ينتشرون في كل مكان، ويبيعون الخطر للأطفال الصغار، ويقول:"لفت نظري تعدد أنواعها عن السابق، وزيادة خطورتها، والمشكلة أنها تباع في كل مكان، فمهما منعت أبناءك من شرائها، وأطفالي مثل كل الأطفال الآخرين مغرمون بهذه الألعاب، لجهلهم بمدى خطورتها، وكلما حذرتهم أجابوني بأنهم يعرفون كيفية استخدامها، وهذا في الحقيقة عكس ما شاهدته وسمعته من جيراني، عن الإصابات التي تحدث بسببها". واستغرب كل من عبدالله الرياعي وفهد الربيش وعبدالله المقبل كيفية دخول هذه الكميات الهائلة من الألعاب النارية الخطيرة وانتشارها بهذا الشكل في السعودية، مطالبين الدفاع المدني والشرطة وأمانات المناطق ووزارة التجارة وكل الجهات المسؤولة بمحاربة تجار هذه المواد الخطيرة، الذين لا يهمهم سوى جمع الأموال، حتى ولو بجلب الخطر للأطفال". من جهته، أوضح أحد تجار الألعاب النارية في مدينة بريدة فضل عدم ذكر اسمه أنهم يشترون الألعاب النارية بالجملة من تجار معروفين في جدة يحضرونها عن طريق الميناء أو من خلال البضائع المهربة من اليمن. وأضاف:"استفدنا هذا العام من تاجر كبير في القصيم، زودنا بجميع أنواع المفرقعات النارية، التي أحضرها من الصين، وأدخلها إلى السعودية بطريقة نظامية، بعد أن كلف برعاية عدد من حفلات عيد الفطر المبارك في المنطقة، إذ قام بتصريف كمية كبيرة منها في السوق السوداء". في السياق ذاته، أوضح مدير العلاقات العامة والناطق الرسمي في إدارة الدفاع المدني في منقطة القصيم النقيب إبراهيم أبا الخيل أن دور الدفاع المدني في هذا الجانب يعد دوراً حيوياً مهماً للحد من مخاطر الألعاب النارية، سواءً على الأفراد أم المنازل أم المنشآت التجارية، وهو دور مكمل لأدوار بقية الجهات الأخرى". وأضاف:"من هذا المنطلق كان دور الدفاع المدني يسير في خطين متوازيين، الأول هو التوعية بأخطار هذه الألعاب، وذلك من خلال المحاضرات التوعوية التي يتم إلقاؤها على طلبة المدارس في مختلف المناسبات، أو من خلال النشرات والكتيبات التوعوية التي يتم توزيعها على مختلف شرائح المجتمع". وتابع:"بالنسبة للخط الثاني، فيتم عبر التنسيق مع الجهات ذات العلاقة كالشرطة والبلدية ووزارة التجارة، وفق آلية تم تحديدها من خلال اجتماعات متتالية بين هذه الجهات، إذ تم توضيح دور كل جهة في ما يتعلق بهذه الألعاب، ويتضمن دور الدفاع المدني فيها عند ملاحظة أي محل أو شخص يقوم ببيع هذه الألعاب تبليغ الشرطة بشكل فوري لإتمام عملية الضبط". ونفى أبا الخيل أن يكون هناك أي تساهل حاصل في تطبيق الأنظمة والتعليمات، بخصوص مواقع بيع وتداول الألعاب النارية، لكنه شدد على أن دور الدفاع المدني يعتبر مكملاً لدور بقية القطاعات ذات العلاقة التي تتوالى متابعة وتداول بيع هذه الألعاب. وطالب الآباء والأمهات كافة بضرورة أن يحرصوا على متابعة أبنائهم وأشار إلى أن الدفاع المدني باشر خلال اليومين الأول والثاني من أيام العيد 18 حادثة حريق في القصيم نتج منها إصابة واحدة،"وسيتم حصر جميع الحوادث والإصابات التي حدثت خلال شهر رمضان المبارك وأيام العيد على مستوى منطقة القصيم بشكل دقيق، ومن ثم درسها وإيجاد الحلول لها من الجهات المختصة".