تعاني السيدات والفتيات من القصور في مراكز الترفيه النسائية المتكاملة، خصوصاً في مدينة الرياض، وهو ما دعا بعضهن إلى محاولة خلق نوع من الترفيه داخل البيوت والاستراحات، إلا أن هذا الأمر اقتصر على أفراد الأسرة الواحدة والصديقات، وأبعدهن عن الاختلاط بسيدات من مختلف المجالات، وهو الأمر الذي تتيحه المراكز الترفيهية، وتعتبر المرأة وسائل الترفيه أكبر من مجموعة من الألعاب لا يلعب بها إلا أطفالهن، أو من تمتلك الجرأة منهن، إذ أصبح الترفيه للمرأة في مدينة الرياض يكتفي بوجود بعض الألعاب والأسواق. رغبة المرأة في الترفيه عن نفسها، وعدم وجود أماكن مخصصة لذلك، دفع بسيدة الأعمال منيرة الشنيفي إلى افتتاح أول مقهى ثقافي ترفيهي من نوعه في الرياض وسط مجمع تجاري، الأمر الذي أعاد الذاكرة إلى حقبة من الزمن القديم، حين كانت المقاهي تجمعاً ثقافياً تَخرّج منها عدد من الأدباء،"ريترو"الفيصلية هو ملتقى نسائي ترفيهي ثقافي جمالي. نبعت فكرة إنشائه من حاجة المرأة لمثل هذه المشاريع التي تفتح لها مجال الترفية وقضاء وقت ممتع يتميز بالخصوصية، وجد أصداءً واسعة، فوجود مركز ريترو في وسط مجمع تجاري ساعد علي انتشاره، تقول الشنيفي:"حرصت على أن تجد المرأة في المركز الثقافة والترفيه، وفي الوقت ذاته أنشئ هذا المركز ليكون منبع وملتقى سيدات المجتمع الراقي، إذ يستقطب الطبقة المثقفة الواعية"، وتضيف:"يستهدف مركز ريترو مختلف الطبقات العمرية لسيدات المجتمع، إذ روعي في المشروع تلبية رغبات المرأة السعودية، وهو ملتقى نسائي لتبادل الفكر والثقافة، وهو ليس مقصوراً على شخصيات بذاتها، فهو ملك لكل من تنتمي إلى الطبقة الراقية المثقفة". القائمات على المركز حرصن على تقديم عدد من البرامج التي تناسب رواده،"يخصص المركز يوماً للأدب والشعر، تُدعى فيه عدد من الأديبات والشاعرات للتواصل مع محبات الشعر، وكذلك للتوقيع على كتبهن"، إضافة إلى المهتمات بالأسهم والاستثمار الالكتروني، إذ يوجد في المركز شاشات التداول والانترنت التي تساعد المستثمرة في القيام بعملها في جو من الخصوصية، إضافة إلى المعارض الفنية التشكيلية، ومعارض تسويقية مميزة من خارج المملكة، من مجوهرات نادرة وتحف أثرية عالمية، وإقامة دورات تجميلية تُعنى بالشعر والماكياج بشهادات موثقة". وتؤكد الشنيفي مدى حاجة النساء إلى مراكز تتميز بالخصوصية والراحة،"لإشباع حاجتهن وقضاء وقت فراغهن في مكان يضفي عليهن الحيوية والنشاط والثقافة"، وتسعى الشنيفي من خلال مركز ريترو إلى"فتح خيار ترفيهي هادف للمرأة في المجتمع السعودي، وتوفير بيئة تمارس المرأة من خلالها مختلف هواياتها الثقافية، خصوصاً أن المراكز الترفيهية النسائية قليلة، ولا تكفي لسد رغبة النساء، إذ إنها في حاجة لمثل هذه المراكز وإشباعها بتوفير الأنشطة المختلفة التي تضفي المتعة والسرور داخلها".