القبض على (6) مخالفين في عسير لتهريبهم (132) كجم "قات"    النصر يفوز بصعوبة على الرياض بهدف ساديو    بالاتفاق.. الهلال يستعيد الصدارة    ممثل رئيس إندونيسيا يصل الرياض    إطلاق النسخة التجريبية من "سارة" المرشدة الذكية للسياحة السعودية    انطلاق أعمال ملتقى الترجمة الدولي 2024 في الرياض    زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب جنوبي تشيلي    الأخضر يغادر إلى أستراليا السبت استعدادا لتصفيات مونديال 2026    أربع ملايين زائر ل «موسم الرياض» في أقل من شهر    ترقية بدر آل سالم إلى المرتبة الثامنة بأمانة جازان    نونو سانتو يفوز بجائزة مدرب شهر أكتوبر بالدوري الإنجليزي    جمعية الدعوة في العالية تنفذ برنامج العمرة    «سدايا» تفتح باب التسجيل في معسكر هندسة البيانات    الأسهم الاسيوية تتراجع مع تحول التركيز إلى التحفيز الصيني    انطلاق «ملتقى القلب» في الرياض.. والصحة: جودة خدمات المرضى عالية    تقرير أممي يفضح إسرائيل: ما يحدث في غزة حرب إبادة    خطيب المسجد النبوي: الغيبة ذكُر أخاك بما يَشِينه وتَعِيبه بما فيه    فرع هيئة الهلال الأحمر بعسير في زيارة ل"بر أبها"    نيمار: 3 أخبار كاذبة شاهدتها عني    رفع الإيقاف عن 50 مليون متر مربع من أراضي شمال الرياض ومشروع تطوير المربع الجديد    أمانة الطائف تجهز أكثر من 200 حديقة عامة لاستقبال الزوار في الإجازة    بطلة عام 2023 تودّع نهائيات رابطة محترفات التنس.. وقمة مرتقبة تجمع سابالينكا بكوكو جوف    المودة عضواً مراقباً في موتمر COP16 بالرياض    خطيب المسجد الحرام: من صفات أولي الألباب الحميدة صلة الأرحام والإحسان إليهم    في أول قرار لترمب.. المرأة الحديدية تقود موظفي البيت الأبيض    دراسة صينية: علاقة بين الارتجاع المريئي وضغط الدم    5 طرق للتخلص من النعاس    حسم «الصراعات» وعقد «الصفقات»    محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    ما سطر في صفحات الكتمان    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    «التعليم»: تسليم إشعارات إكمال الطلاب الراسبين بالمواد الدراسية قبل إجازة الخريف    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    لحظات ماتعة    حديقة ثلجية    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    جودة خدمات ورفاهية    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    الأزرق في حضن نيمار    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    التعاطي مع الواقع    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تارا فولي ديبلوماسية عملت في سفارة بلادها لدى السعودية من فبراير إلى يونيو 2007 : "فتاة أميركية في الرياض" تفتح نافذة لمعرفة المزيد عن المملكة وقيم مجتمعها
نشر في الحياة يوم 20 - 10 - 2007

أثارت مقالتان موجزتان عن تجربة ديبلوماسية أميركية شابة في الرياض استحسان وردود فعل خلت من العداء . التقليدي للسعودية والعرب والمسلمين. وتحولت انطباعات الديبلوماسية تارا فولي عن السعودية التي نشرتها وزارة الخارجية الأميركية في المدونة الإلكترونية بلوغ التابعة لها ? تحمل اسم"ديبنوت"? إلى منصة استغلها قراء أميركيون لمهاجمة سياسة واشنطن حيال العرب وللتنديد بمعاملتها الخاصة للكيان الإسرائيلي على حساب مصالح حلفائها العرب والمسلمين، فيما فجرت ذكريات الآنسة فولي"النوستالجيا"الكامنة في نفوس أميركيين كثر سبق لهم العمل والإقامة في السعودية قبل عقود.
لخصت فولي حكايتها مع السعودية في سرد موجز تحت عنوان:"فتاة أميركية في الرياض". كتبت في مستهله:"في وقت متأخر ذات مساء، في شباط فبراير، هبطت الطائرة التي كنت أستقلها في الرياض. كنت على وشك أن أبدأ أول مهمة خارجية لي لمصلحة وزارة الخارجية، أن أعمل أربعة أشهر موظفة اقتصادية في السفارة الأميركية لدى المملكة العربية السعودية. انتظرت وصول متاعي، كنت أتلفت نحو أرجاء الصالة، محاولة أن أتخيل ماذا تخبئ لي المملكة، وكنت حائرة في عصبية، في ما إذا كان يليق بي الوقوف في مكاني وأنا مرتدية بذلة العمل وشعري مصفف بطريقة ذيل الحصان".
"قبل قليل في الطائرة، كانت النساء السعوديات الشابات يقفن طابوراً، وهن مرتديات آخر صيحات موضة"الجينز"وأحدث المبتكرات الأوروبية من"البلوزات"، ومتزينات بأجود أصناف"الماكياج"أمام حمامات الطائرة، ليخرجن منها وهن متلفعات تماماً بالعباءات السوداء والحجاب، جاهزات للدخول من جديد للمملكة العربية السعودية. سألت نفسي حائرة كيف ستكون حالي خلال الأشهر المقبلة: هل سأكون ناجحة في عملي؟ كيف ستكون حياتي الشخصية؟ شيء واحد كنت أعرفه جيداً: أنني كنت سعيدة بالبدء في هذه المغامرة الجديدة".
"في المساء كان الجو ناعماً ودافئاً، على النقيض من الشتاء القارس الذي تركته ورائي في واشنطن قبل أكثر من 17 ساعة. وفي الطريق إلى"الحي الديبلوماسي"، مررنا بالسيارة على برجي المملكة والفيصلية المتوهجين اللذين يشمخان في سماء الرياض. أمطرت مشرفتي في السفارة دايان بألف سؤال وسؤال، ورغبة مني في اماطة اللثام عن أدق التفاصيل التي يمكنني الوصول إليها".
بعد أربعة أشهر، حطت الطائرة التي تقلني في مطار دلاس، خارج واشنطن دي. سي. وخلال الساعات والأيام التالية، جاء الدور على عائلتي وأصدقائي ليمطروني بالأسئلة عن فترة عملي كديبلوماسية أميركية في السعودية. هل أحببت الرياض؟ ما طبيعة العمل الذي قمت به في السفارة؟ هل كان صعباً العيش والعمل في مكان مختلف جداً عن الوطن؟ ما طبيعة العلاقات الأميركية مع السعودية؟ كيف كان شعوري كامرأة أميركية في السعودية؟ سأجيب عن هذه الأسئلة وغيرها في مدونات لاحقة. شيء وحيد أستطيع قوله لكم: إن فترة عملي في السعودية كانت إحدى أكثر فترات حياتي روعة وتحدياً. أشعر بأنني محظوظة ومباركة بأن حظيت بفرصة اقتناء خبرة في جزء من العالم لن يتسنى لكثيرين أن يروه، وآمل بأن أكون أسهمت في العمل الجيد والعلاقة القوية بين بلدينا".
وفي مقالتها الثانية كتبت فولي:"دعونا نتحدث عن أحد أكثر المواضيع إثارة للجدل وتعقيداً، بل هو من المحرمات في السعودية: النساء في المملكة العربية السعودية حتى أكثر الجوانب الدنيوية المتعلقة بالحياة اليومية يمكن أن يثير جدلاً حين يتصل الأمر بالنساء. العمل، التعليم، اللبس، قيادة السيارة، بل القيام بزيارة لأحد مقاهي"ستاربكس"، كلها مثار نقاش ملتهب في شأن دور النساء في المجتمع. بالطبع هناك جانبان مميزان لهذه القصة: تجربة النساء الغربيات، مثلي، وتجربة النساء السعوديات أنفسهن. وأعتقد أن كلتا وجهتي النظر مثيرة وقيمة بحد ذاتها. بعض التجارب بين الفئتين مشتركة، بينما بعضها الآخر مختلف جداً. وربما كان الأكثر أهمية أن تجارب أفراد من كلا المجموعتين تختلف بدرجة كبيرة في ما بينها.
"ليس كل امرأة سعودية تشعر بالشيء نفسه حيال دورها في المجتمع، وليس كل امرأة أميركية تملك الانطباع نفسه عن السعودية. والتجارب التي أقتسمها معكم هنا تعكس فقط ما عرض لي، ولا تمثل سوى نافذة صغيرة من قضية معقدة للغاية. سأجيب عن بعض الأسئلة الأساسية التي تلقيتها عن التجارب الخاصة بي كامرأة أميركية كان عليها أن تتأقلم مع هذه الأعراف الاجتماعية والثقافية الجديدة. وفي رسالتي الآتية: سأشرككم في بعض انطباعاتي عن الدور المتغير للنساء داخل المجتمع السعودي".
"لنبدأ بعرض موجز للأساسيات. نعم. كان عليَّ أن أرتدي عباءة. لا. لم أرتد غطاءً للرأس. ولم أجلس خلف مقود سيارة طوال اقامتي في المملكة. هذه هي الأسئلة الثلاثة التي يظل يوجهها لي الأشخاص الذين يريدون معرفة المزيد عن آراء المجتمع السعودي في النساء.
الزي وقيادة السيارة هما بلا شك قضية المرأة في السعودية اليوم. وقد يرى بعضهم أنهما أقل أهمية من أشياء كالتعليم وفرص العمل المهني. أعتقد أن من الصعب فصل واحدة عن الأخرى، لكنني أقدِّر الرغبة في القيام بذلك الفصل. وأعتقد أيضاً بأن الناس مهتمون بهذه التفاصيل لأنها علامات مرئية لأسئلة أكبر، وإن تكن ملموسة بدرجة أقل يثيرها الناس عن الأدوار"الجندرية"في سياق ثقافي وتاريخي وديني متقاطع يمكن أن يكون فهمه صعباً جداً".
"العباءة ثوب طويل أسود يغطي عظم الرقبة والكعبين والرسغين، ومطلوب من النساء في السعودية ارتداءها فوق ملابسها في أي وقت تذهب فيه إلى مكان عام. كنت أرتدي واحدة منها كل مرة غادرت فيها الحي الديبلوماسي، عدا قيامي بعملي الرسمي للسفارة. حين يتم التصرف بصفة رسمية كديبلوماسية أجنبية، فإن اللبس المقبول هو بذلة عمل محافظة على الطراز الغربي. وهكذا كنت أحضر اجتماعات في مبنى وزارة الخارجية السعودية ببذلتي النسائية، لكن العباءة كانت جزءاً أساسياً من يومي أثناء التبضع في البقالة، ومقابلة الأصدقاء على فنجان قهوة، أو أية مغامرة أخرى في المجال العام".
"لدهشتي لم أكن مضطرة لارتداء الحجاب غطاء الرأس في السعودية. يطلب القانون السعودي من المسلمات تغطية شعرهن، لكن غير المسلمات مستثنيات. بعض النساء الغربيات في السعودية يخترن ارتداء وشاح على الرأس أثناء وجودهن في البلاد. بعضهن يعتبرنه علاقة احترام، بينما تراه أخريات باعتباره، ببساطة وسيلة لتفادي الاهتمام غير الضروري. أنا شخصياً ارتديت العباءة لأنه كان مطلوباً ومتوقعاً مني. لكنني رفضت ارتداء الحجاب في مناشطي اليومية وفي مناسبات أخرى غطيت رأسي أثناء زيارتي ? مثلاً ? لمسجد كسائحة في القاهرة. هناك غطيت رأسي علامة على الاحترام أثناء وجودي كضيفة في بيئة دينية، تماماً مثلما ارتدينا جدتي وأنا سراويل وأكماماً طويلة عندما زرنا الفاتيكان في روما. ولكن في مناشط الحياة اليومية شعرت بقدر أكبر من الراحة عندما أظهر نفسي على طبيعتها، كامرأة أميركية لا تؤمن بتغطية رأسها. إنني أكن احتراماً عظيماً للنساء، سواء أكنّ مسلمات أم لا، اللاتي يخترن تغطية رؤوسهن مهما كانت أسبابهن لذلك. ولكن بالنسبة لي فإن الجزء المهم يتمثل في امتلاك ذلك الاختيار، لأنني كنت أملك الاختيار فقد استخدمته. لكنني أقر بأن كثيراً من النساء لا يملكن تلك الفرصة".
"أما بالنسبة لقيادة السيارة، فقد أمضيت أربعة أشهر على مقعد الراكب. النساء ممنوعات منعاً باتاً من قيادة السيارة في السعودية.
وتستخدم السفارة السعودية، مثل كثير من العائلات السعودية، سائقين حتى يمكن لموظفين السفارة القيام بأعمالهم، وسائقو سيارات السفارة أشخاص رائعون يعملون بجد ليجعلوا أعمالنا وحياتنا أكثر سهولة. ومع ذلك فإن من المستغرب أن تضطر إلى أن تطلب"مشواراً"في كل وقت تحتاج فيه للذهاب إلى أي مكان. وسواء أكنت ذاهبة إلى وزارة الثقافة والإعلام أو المتاجر في برج المملكة، كنت أذهب في المقعد الخلفي. إن الافتقار الكامل للحرية محبط، بل مثير للغضب أحياناً. وقد كنت هناك لفترة لا تتعدى أربعة أشهر".
"بعد اللبس وقيادة السيارة، الشيء التالي الذي يريد الآخرون معرفته هو كيف استقبلني الرجال في الحكومة السعودية الذين عملت معهم. ويتساءلون: إذا كانت النساء يعاملن بطريقة مختلفة جداً فكيف يمكنني القيام بعملي بشكل فعال؟ كانت لي تجارب إيجابية للغاية من العلاقات المهنية مع نظرائي في الحكومة السعودية، بنيت على أساس الاحترام المتبادل والتعاون. عملنا معاً كأطراف متساوية تسعى صوب أهداف مشتركة. وهناك بالطبع دوماً استثناءات".
"في اليوم الأول لي في السعودية، حضرت اجتماعاً مع رجال أعرضوا عن مصافحتي ومصافحة أي امرأة أخرى من المجموعة. فكرتُ طويلاً في ذلك اليوم الأول ومعناه، وأنفقت وقتاً في مناقشته مع زملاء وأصدقاء مسلمين. مصافحة الأيدي في السياق الثقافي الخاص بي تمثل علامة للاحترام، أسلوباً لإلقاء التحية، وإشارة إلى أنني أعتبر من تعرفت إليه مساوياً لي. لقد كان الرجال السعوديون الذين التقيتهم يومذاك يتصرفون في نطاق السياق الثقافي والديني الخاص بهم. ومن وجهة نظرهم كانوا بتصرفهم ذاك يعربون عن احترامهم لي بامتناعهم على ملامستي. إنه شيء أفهمه عقلياً لكنني أصارع نفسي لأتفهمه حقاً من صميم قلبي. إنه شيء مغروس في داخلي ثقافياً. ومهما حاولت"عقلنته"، فإن من الصعب جداً عليَّ أن أقبل إشارة شخص ما إلى انهم لا ينظرون إليَّ باعتباري مساوية لهم، حتى لو كانت تلك اللامساواة تعتبر علامة احترام بحد ذاتها".
"تعلمت ببطء أن أترك الرجل السعودي يمد لي يده أولاً، بدلاً من أن أمد إليه يدي بشكل تلقائي عند أول لقاء، حتى أتفادى اللحظات الفظيعة. ومع ذلك ما أزال غير متأكدة مما إذا كنت حقاً سأتقبل تلك القضية. الخبر السار، على الأقل بالنسبة لي، أن ذلك حدث فقط مع قلة ممن التقيتهم. وفي الغالب كانت مصافحة الأيدي البداية لتجربة عمل بناء مع زملائي السعوديين".
"بالطبع ان العباءات والحجاب ومصافحات الأيدي ليست سوى البداية. لكنها تعني الكثير. المرة الأولى التي ارتديت فيها العباءة، شعرت بأنني غريبة في ذلك الثوب الطويل الممتد حتى أخمص قدمي، وحاولت التأكد من أنني أغلقت كل أزراره بشكل صحيح. لم أرتح لارتدائه كلما وضعته على جسمي. لكن ارتداء العباءة كان خطوة ضرورية بالنسبة لي لدخول المجتمع السعودي. وبالنسبة لي فإن منافع ارتدائها كانت أكبر من عدم ارتياحي لارتدائها في المقام الأول. أعتقد بأنه كان مهماً بالنسبة لي أن أرى السعودية من الداخل، من منظور أولئك الذين يعيشون هناك. اكتشفت أن العالم يبدو مختلفاً إلى حد ما على الجانب الآخر من العباءة. لكن من المؤكد أنه مشهد يستحق أن يُنْظَرَ إليه".
أثارت تعليقات فولي عن فترة عملها في السعودية مداخلات عدة، وتباينت وجهات النظر حيالها.
لكن كان ملحوظاً اختفاء اللهجة العدائية الغربية التي تسارع بإلصاق شتى التهم والأوصاف بالسعودية.
كتب إليها"بيتر"من كاليفورنيا يقول:"ليس من شك في أن هناك طرقاً عدة تكون فيها مساواة المرأة قضية في السعودية، لكني لا أعرف كيف تفكرين بأن قضية المصافحة بالأيدي مثال لذلك في بعض الثقافات عادي أن يشبك الرجل يده بيد رجل آخر ويمشيان في الطريق.
وهي ليست الحال في الولايات المتحدة. لكن ذلك ليست له علاقة بقضايا المساواة. تلك هي مشاعرهم إزاء الاتصال الجسدي في الأماكن العامة بين رجال ونساء لا تربطهم قرابة لا أعرف كيف يمكن أن تكون لذلك علاقة بالمساواة بين الجنسين أو لماذا يشعر أي فرد بأنه أُهين".
وفي مداخلة من"كاشف"في أميركا كتب:"بعدما عشت فترة طويلة من حياتي في أميركا، أستطيع أن أقول إنه سيكون مختلفاً وطيباً العيش في السعودية.
هنا في أميركا الفتيات دائماً يشتتن تركيز الشباب بالأزياء التي يرتدينها. ويصبح الأمر مزعجاً بعد حين.
وفيما قد ينظر الغربيون وآخرون إلى أشياء مثل الحشمة باعتبارها قمعاً.
اكتشفت أن مما ينعشني التفكير بأنني حيث تلفت أجد النساء يعرضن سيقانهن".
وكتب"أرفند"من كاليفورنيا:"بحكم نشأتي في الهند، فإنني متصالح مع عادة الامتناع عن مد يد لمصافحة النساء.
إنه مشابه تماماً لما لاحظتيه في السعودية، وهو أيضاً من أجل الاحترام.
نحن نصفِّق بكلتا كفَّيْنا في بادرة للتحية بدلاً من المصافحة بالأيادي".
ومداخلة من مايكل في كاليفورنيا:"أنت شابة جميلة تمثلين شعبنا تمثيلاً جيداً.
هناك أمر يثير قلقاً عميقاً في ما يتعلق بحليفلتنا السعودية. لقد وضعت ميراف ورمسر أثناء عملها في معهد هيريتيج خططاً لاحتلال السعودية، وبعبارة موجزة فإن الخطة ستلحق معظم أرجاء السعودية بإسرائيل"الكبرى".
من وجهة نظري أن عمليات من ذلك القبيل ليست شيئاً ينبغي لأميركا أن تتورط فيه ... كتاباتك تذكرني بصديق جيولوجي ألف كتاباً عن فترة عمله في السعودية عندما تم العثور على النفط، عنوانه"المغترب"، واسم المؤلف هو بَدْ رودسيل. وقد التقى زوجته الحسناء وتزوجها أثناء عملها ممرضة لدى شركة"أرامكو".
ومن ولاية جورجيا كتب"جيمس"، بعدما أشار إلى أسباب الغزو الأميركي للعراق، ومساندة الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها العدوانية الأخيرة ضد لبنان،"هل من عجب أن يفقد العالم العربي كل احترامه لهذه البلاد أميركا؟ هل من عجب لماذا نعيش في عالم مفعم بالإرهاب؟ لدينا معيار للتعامل مع إسرائيل عال جداً، إلى درجة انه لا يمكن انتقادها مهما ارتكبت من جرائم. أميركا لديها سياسات أخلاقية إلى حد معقول داخل أراضيها، لكن سياستنا الخارجية فاسدة ومنافقة وعنيفة مثل أي من ديكتاتوريات العالم الثالث التي نحب أن ننظر إليها باحتقار ونقصفها أحياناً".
أما"جين"، من نيويورك، فكتبت:"آمل بأن تنقلي إلى شعوب الشرق الأوسط أن الأميركيين إذا أتيح لهم فهم الاحتلال الإسرائيلي الوحشي والمستوطنات في فلسطين فإنهم لن يساندوا تلك السياسات.
الأميركيون شعب منصف جداً، لكنهم لا يعلمون أن الكونغرس مقيد باللوبي الإسرائيلي، وأنه لا يجرؤ على انتقاد إسرائيل، وإلا فإن اللوبي الإسرائيلي سيستهدفهم المنتقدين لإلحاق الهزيمة بهم في الانتخابات التشريعية.
وأنا أيضاً كنت سأثور ضد الولايات المتحدة إذا كنت عربية. أرجوك ساعدي شعوب الشرق الأوسط على أن تفهم أنه يستحيل تقريباً على الأميركيين أن يعرفوا بسرقة الأرض والمياه الفلسطينية من الإسرائيليين.
أي شخص يحاول إبلاغ الأميركيين مثل جيمي كارتر سيتم تلطيخه بتهمة معاداة السامية".
وكتبت"جودي"من ماساشوسيتس:?"رائعة حقاً قراءة التحديات التي واجهتك أثناء فترة عملك في السعودية.
انتهيت لتوي من قراءة رواية"بنات الرياض"، وهي تتحدث تحديداً عن إحدى الفتيات أثناء قيامها بتغيير ملابسها الغربية بالعباءة في الاستراحة على متن الطائرة أثناء عودتها للسعودية من الولايات المتحدة".
وكتب"سام"من ايلينوي:?"درست المدرسة الثانوية في مدرسة دولية تطبق المنهج البريطاني في الرياض أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات.
ولكن حين أنظر الآن إلى الوراء، على تلك الفترة، أجدها تجربة سأظل أذكرها دوماً. ولن أبدل تلك السنوات بأي شيء. إن أنواع الثقافات والبشر والجنسيات والأعراف التي قابلتها وصادقتها في المملكة العربية السعودية لا يمكن تعويضها ولا استنساخها".
وكتب"غاري"من تايلاند:?"إنني مهتم بالقراءة عن فترتك في الرياض. أنا موظف مصرفي، قضيت ستة أشهر في بنك الرياض خلال الفترة 2002-2003 وجدت السعودية بلداً رائعاً ومدهشاً وإن السعوديين كأفراد جذابون وكرماء.
هل تأتت لك فرصة زيارة مدائن صالح في الشمال الغربي"؟ ومن ولاية جورجيا كتب"زاك":?"سؤالي لك يتعلق بفيلم هوليوود الأخير عن السعودية، واسمه"المملكة".
بالنسبة إليك كشخص خَبِر الفوارق بين الثقافات العربية، كيف تجعلك أفلام كهذا تبسيطية، أبيض وأسود، صواريخ باتريوت ضد إرهابيين ? كيف تجعلك تشعرين؟
ومن دون وضعك في مشكلات مع رؤسائك، هل توافقين على أن هذه العقلية هي تحديداً التي تضعنا في طرق متقاطعة مع العرب، خصوصاً ومع الثقافة الإسلامية عموماً"؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.