قالت ديبلوماسية أميركية شابة عملت في سفارة بلادها في الرياض، إن الزي وقيادة السيارة ليسا القضية الوحيدة للمرأة في المملكة، إذ إن ثمة من يرون أنهما أقل أهمية من التعليم وفرص العمل النسائي. وأوضحت أنها صدمت في أول يوم عمل لها في الرياض عندما امتنع رجال سعوديون التقتهم في اجتماع عن مصافحتها، لكنها قبلت تبريرهم بأنهم إنما أعربوا عن احترامهم للمرأة بالامتناع عن ملامستها. وذكرت تارا فولي الموظفة في إدارة الإرهاب بأسلحة الدمار الشامل التابع لمكتب الأمن الدولي ومنع الانتشار في وزارة الخارجية الأميركية، في رصد لانطباعاتها عن السعودية خلال فترة عملها التي استغرقت أربعة شهور في الرياض ونشرته في المدونة الإلكترونية الرسمية بلوغ التابعة للوزارة، أنها اضطرت إلى ارتداء"العباءة"أثناء رحلات التبضع، ومقابلة الأصدقاء، والمناسبات الاجتماعية، لكنها اكتفت بالبنطال والجاكيت في أشغالها الرسمية مع دواوين الحكومة السعودية. وأوضحت أنها لم تكن مضطرة إلى تغطية رأسها بحجاب، باعتبارها أجنبية، لكنها كانت ترتدي غطاء على الرأس، تعبيراً عن احترامها للآخرين، خصوصاً في المناسبات والأماكن الدينية. وأشارت إلى أن الغربيين يتساءلون دائماً عن العباءة والحجاب وقيادة السيارة حين يتعلق الأمر بالسعودية. وقالت إن المسألة تنطوي على جانبين: تجربة النساء الغربيات في السعودية وتجربة السعوديات أنفسهن، وقد تتفق كلتا وجهتي النظر، لكنهما قد تختلفان، لأن تجربة كل امرأة سعودية أو أجنبية في الحياة مختلفة عن الأخرى. وأضافت:"ليست كل امرأة سعودية لديها الرأي نفسه الذي تملكه سعودية أخرى عن دورها في المجتمع، وليس لدى كل امرأة أميركية الانطباع نفسه الذي تكونه أميركية أخرى عن السعودية. ووصفت عدم قيادة المرأة للسيارة في المملكة بأنه محبط". وقالت:"بعد الزي وقيادة السيارة، الشيء التالي الذي يريد الآخرون معرفته هو كيفية استقبالي من جانب الرجال من الموظفين الحكوميين السعوديين الذين كنت مضطرة للعمل معهم. وأولئك يتساءلون: إذا كانت النساء يعاملن بطريقة مختلفة جداً فكيف لي أن أقوم بعملي بطريقة فعالة؟ مع نظرائي في الحكومة السعودية كانت لي تجارب إيجابية للغاية في إقامة علاقات مهنية بنيت على الاحترام المتبادل والتعاون. لقد عملنا معاً على أساس أننا أشخاص متساوون نلهث معاً من أجل"أهداف مشتركة". وأشارت فولي إلى أن الاستثناء لما ذكرته هو حادثة رفض رجال سعوديين التقتهم في اجتماع مصافحتها. وأضافت:"شيئاً فشيئاً، تعلمت ببطء أن أترك للرجل السعودي أن يبادر أولاً بمد يده ليسالمني وليس أن أمدّ إليه يدي تلقائياً عند أول لقاء يجمعنا، وذلك من أجل تفادي أية لحظات عصيبة".