حدائق بابل أو"سميراميس"المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع التي بناها"نبوخذ نصر"للملكة"أمييهيا"التي كانت تتشوق لحدائق وطنها"ميديا", والتي كانت محاطة بخندق مائي، بنيت تقريباً سنة 600 ق م أي قبل أكثر من 2600 عام في بابل العراق الحالي, وهناك شك في وجود الحدائق فعلياً، إذ إن كل ما قيل عن هذه الحدائق هي مجرد تصورات وروايات وتفاسير لبعض الآثار والمخطوطات. أي أن الذي"سيتحمس"فيكم للذهاب إلى العراق لرؤية وزيارة هذه الحدائق سيعود بخفي حنين، إن عاد! وبحسب الروايات أيضاً، فهذه الحدائق أصلاً ليست معلقه فعلياً، ولكن لكونها بحسب الرسومات والتصورات المستنتجة منها موجودة على ارتفاعات متفاوتة على أسطح شبيهة ب?"البلكونات"المفتوحة، سميت كذلك. وكلمة بابل في اللغة الأكادية تعني"باب الإله", وكان لحدائقها المعلقة 8 بوابات، أفخمها بوابة"عشتار". وكانت الحدائق من جمالها وروعتها الخلابة، تدخل المرح والسرور إلى قلب الناظر بمجرد النظر إليها. إذ زرعت فيها جميع أنواع الأشجار، الخضراوات والفواكه والزهور التي تظل مثمرة طوال العام، وذلك بسبب وجود الأشجار الصيفية والشتوية. ووزعت فيها التماثيل بأحجامها المختلفة. وقد استخدم الملك لبناء هذه الحدائق الأسرى اليهود الذين جلبهم من بلاد الشام في ذلك الوقت وجعلهم يعملون ليل نهار، وهناك تمثال كبير كان في المتحف العراقي يمثل هذه الحادثة، ولكن بعد الاحتلال الغاشم الأخير للعراق، تم سرقة هذا التمثال وهو ضخم جداً، بل وهو أول ما سرق من المتحف. نحن والحمد لله، التماثيل عندنا حرام، ولذلك لن نَحْمِل هم سرقتها لا من المتاحف ولا من غيرها, ولكن يقال إن حدائق"بكبرها"وبأكملها قد سرقت! بل ويقال إن معظم أحيائنا السكنية لا يوجد فيها حدائق، هذا على رغم أن جميع المخططات التي يتم اعتمادها من الجهات المعنية لهذه الأحياء، يتضح فيها وجود حديقة واحدة على الأقل لكل منها. بينما في أرض الواقع، تجد مكان الحديقة إما"فيلا"فخمة أو مجمعاً سكنياً أو تجارياً! وقال قائل بلهجته العامية:"يا رجال وش تبي بالحدائق؟ ترى ما وراها إلا الغثا! تجمع لك شباب وبلاوي عند بيتك! أو تصير الله يكرمك مزبلة، ومرتع ل?"القطاوة والفيران"! أو في يوم وليلة تصير مكان"كشتات"ومخيمات لكل من هب ودب، والدليل، شفهم حتى في الممشى كاشتين وما بقى إلا يطقون خيام!"، وكلام الأخ الحبيب هذا لا ينتج إلا من ثلاثة أسباب لا رابع لهما، إما أن يكون هو أحد المستفيدين من نهب أرض الحديقة ويرغب في بقائها أرضاً خاوية حتى يطويها النسيان و?"تنبلع"، أو أنه ممن يفتقرون لما يسمى ب?"ثقافة الحديقة"والتي تظهر في معرفة الناس لكيفية استغلال الحدائق سواء للرياضة أم القراءة أم التنزه الحضاري، أو أن كلامه صحيح، إذ لا يوجد هناك أصلاً أي اهتمام ممن عُلَّقَتْ في رقابهم مسؤولية هذه الممتلكات العامة. في النهاية، تبقى الحدائق المعلقة إحدى عجائب الدنيا منذ 2600 عام، وستبقى الاهتمامات بحدائق أحيائنا أيضاً معلقة ل 2600 سنة مقبلة من دون عجب... أنا أتحدث عن حدائق الأحياء... وليس الميادين والمماشي. [email protected]