بعدما طوينا صفحة الأندية التي تتمركز في المراتب الخمس الأولى من سلم الترتيب، الاتحاد والاتفاق والشباب والوطني ونجران، فإن الأندية التي تليها في الترتيب، الوحدة والحزم والنصر والهلال، لم تؤد أدوارها الفنية كما كان متوقعاً، وإن استثنينا الهلال الذي لعب مباراتين من أصل ست مباريات، ما يعني صعوبة تقويم أدائه الفني بالصورة المطلوبة. الوحدة... وضع مختلف عكس فريق الوحدة التوقعات التي كانت ترشحه لأن يكون الفارس القوي مع انطلاق مباريات الدوري، معتمده في توقعها هذا على ما بذله الفريق من مجهود لافت خلال منافسات الموسم الماضي، التي توّجها في النهاية بالمركز الثالث في الترتيب النهائي لأندية دوري خادم الحرمين الشريفين، كذلك الاستقرار العناصري الذي تشهده تشكيلة الفريق، إضافة إلى الاستعداد المثالي للفريق بمعسكر تونس الخارجي مع مدربه الجديد الهولندي فيرسلاين، ومشاركة الفريق في الدورة الودية مع أندية الشباب والهلال والحزم، إلا أن المردود الفني للفريق في المباريات الأربع لم يكن بالصورة التي كان المتابعون يأملونها من الفريق المستقر والمدعوم إدارياً، لذلك جاءت الخسارة من الاتفاق بأربعة أهداف، ومن ثم من الشباب، ناقوس خطر على الفريق، حتى وإن كان تغلّب على القادسية الفريق المتواضع، وكذلك على الحزم الأقل إمكانات، إلا أن ولوج ثمانية أهداف في مرمى الفريق في مقابل تسجيل مهاجميه تسعة أهداف خلال المباريات الأربع يترك بعض علامات الاستفهام على الأداء والتكتيك الفني للفريق، وتحتاج الفترة المقبلة إلى تجهيز الفريق بصورة مثالية، حتى يتمكن من المنافسة على جبهتين خارجية وداخلية في غضون أيام قصيرة. الحزم إلى أين؟ على رغم عناده كفريق مقاتل لأندية الدوري الممتاز من الموسم الماضي، إلا أن فريق الحزم ظهر خلال المباريات الست التي لعبها في الجولات الماضية بمستوى متأرجح، ما أدى إلى حصده خمس نقاط من أصل 18 نقطة، وهو ما يعطي الدلالة على أن الفريق يعاني مشكلات فنية لم يتمكن معها المدرب البرتغالي خوسيه من إيجاد الحلول المناسبة، التي تعطي الفريق دفعة كبيرة لحصد النقاط والابتعاد عن مناطق الخطر، التي ربما يعاني الفريق بسببها الكثير من الصعوبات، وبما أن الفريق أقام معسكراً خارجياً وتم دعمه بلاعبين أجانب ذوي مستويات جيدة، إضافة إلى التعاقد مع لاعبين محليين، إلا أن المردود لم يكن يوازي ما صُرف وبُذل على الفريق، وقد تكون خطوة الإدارة بالاستغناء عن مساعدي المدرب بداية التصحيح، التي ربما تطاول رئيس الجهاز الفني متى ما واصل الفريق تقديم المستويات غير الجيدة. تذبذب النصر بمعدل ست نقاط في كل مبارياته الخمس فإن الفريق"الأصفر"يعاني العديد من المشكلات الفنية فوق المستطيل الأخضر، وحاول المدرب فوكي جاهداً التغلب عليها أو تعديل ما يراه يحتاج للتدخل، لذلك جاءت مباريات الفريق متذبذبة المستوى، ومن شوط لآخر، فقد كانت البداية قوية بالتعادل الإيجابي مع فريق الشباب الأفضل تجهيزاً والأكثر تنظيماً، لكن الفريق لم يستفد من نتيجة التعادل والأفضلية التي كان عليها، وخسر من الوطني الصاعد حديثاً للدوري، وخسر للمرة الثانية من الاتحاد بنتيجة كبيرة وصلت لخمسة أهداف على أرضه وبين جماهيره، إضافة إلى تعادل أشبه بالخسارة من ضيفه فريق الطائي، وعلى رغم هذا الهبوط الحاد في مستوى الفريق، إلا أنه تمكّن من العودة بقوة حينما أطاح بالأهلي في جدة بثلاثية نظيفة، هذه النتائج المتفاوتة للنصر تركت الباب مفتوحاً لأي توقع أو نتيجة لمبارياته المقبلة، التي ستبدأ أمام الوحدة، وأصبح التوقع الصعب عن الشخصية التي سيلعب بها النصر، خصوصاً أن الفريق يحتاج إلى ملء خانة اللاعب الأجنبي الثالث بلاعب ذي تأثير فني على بقية اللاعبين. غموض الهلال ضيفا الدوري الممتاز أصبحا العامل المشترك لمباراتي الهلال في الدوري، فالوطني خسر بخمسة من الهلال، ونجران أسقطه بثنائية، وعلى رغم خوض"الأزرق"هاتين المباراتين إلا أن نقاطه الثلاثة ومحصلة الأهداف الستة جعلته يتقدم في الترتيب على القادسية والأهلي والطائي، التي لعبت أربع وخمس مباريات، إلا أن الفريق الهلالي تأثر سلباً من حال عدم الاستقرار التي بدأ معها الموسم، وكانت المحصلة أن يغادر الفريق أهم البطولات التي ينتظرها أنصاره بطولة دوري أبطال آسيا على يد الوحدة الإماراتي، وإن كان تأهل على المستوى الخليجي لملاقاة الاتفاق، إلا أن الصورة الفنية للفريق لم تكن بتلك الصورة المُرضية المتوقعة من فريق بحجم الهلال، وامتدت حال عدم الاستقرار التي يعانيها النادي لتصل إلى أن يفشل مسيرو النادي في إبرام صفقة لاعب أجنبي ثالث يتفوق على نجوم الفريق، ولا يمكن إغفال الهبوط الحاد في مستوى بعض لاعبي الفريق، وما لها من تأثير كبير في منهجية الفريق، حتى أصبح الفريق يعاني كثيراً في المباريات التي خاضها على المستوى الخارجي تحديداً، وستكون مباراة القادسية امتحاناً صعباً للفريق"الأزرق"كي يعالج الخلل الذي عطل قدرات الفريق.