ما إن يحل عيد الأضحى، حتى تبدأ شريحة يمكن تسميتها ب"جزاري المواسم"في الظهور، وهي فئة يتشكل أفرادها غالباً من سباكين وعمال نظافة قرروا التخلي عن مهنهم الأصلية موقتاً، والتحول إلى"قصابين"طلباً للمال."الأضحية"التي تقع بين أيدي"جزاري المواسم"الذين لا يتقنون"القصابة"، أحياناً تمر بعذابات قبل موتها، نظراً إلى أن عملية سلخها تبدأ قبل خروج الروح من جسدها، إلى جانب عدم اتباع الطريقة المثلى عند نحرها. تقول نوف الراكان:"أتى والدي بوافد يفترض أنه قصاب لنحر أربع من الغنم في منزلنا، وقبل أن يشرع في مهمته، انصرف الأول إلى الداخل لجلب بعض الحاجيات". وتلفت إلى أنه في هذه الأثناء استل الوافد سكيناً وبدأ بتقطيع قوائم الخروف الأربعة قبل أن يذبحها،"شاهدت هذا المنظر من النافذة، وانطلقت إلى والدي وأخبرته بالأمر، ليسرع ويوقف الجزار الذي كان بدأ بقطع أضلاع الخروف، فيما كان هذا الأخير يتألم". وأوضحت أن والدها أمر"الوافد"بقطع رأس الخروف مباشرة رحمة به من الألم، وأشرف على نحر الخراف المتبقية بنفسه. وتروي هلا عبدالله حادثة كانت شاهدة عليها، تبين أن كثيراً من"جزاري المواسم"لا يجيدون مهنة القصابة،"فبعد صلاة العيد اتجهنا مع بعض أقاربنا إلى الاستراحة، بعدما اصطحب كل واحد منهم أضحيته". وتضيف:"بعث المطبخ التي اتفقنا معه قبلاً، بعض الوافدين إلى الاستراحة، لنحر الضحايا باعتبارهم قصابين"، مبينة أن هؤلاء فشلوا في مهمتهم التي جاؤوا من أجلها،"فهم لم يعرفوا حتى الوضعية المناسبة التي يجب أن تكون عليها الخراف عند نحرها". وتوضح عبدالله أن هذا الأمر دفع أقاربه إلى منع هؤلاء من نحر الأضاحي،"خصوصاً بعدما تبين أنهم سباكون وعمال صيانة ونظافة، اتفقوا مع المسلخ على العمل لديه في فتر العيد في مقابل نسبة محددة من المال".+