لقي سائق قطار ومساعده حتفهما، وأصيب 15 آخرون، إثر اصطدام القطار الذي كان في رحلة اعتيادية بين مدينتي الرياض والدمام عصر أمس، مع شاحنة حاولت عبور الطريق أثناء مرور القطار في منطقة تبعد 45 كيلومتراً من محطة الهفوف. ونتج عن الحادثة، إضافة إلى وفاة السائق أحمد الزوري ومساعده إبراهيم الراشد، إصابة 15 راكباًً، بينهم حالة وصفتها مصادر طبية ب"الخطرة"، فيما ألقت شرطة الأحساء القبض على سائق الشاحنة يمني الجنسية، الذي حاول الفرار من موقع الحادثة. وأعلنت الأجهزة الأمنية والإسعافية والطبية في محافظة الأحساء حال الطوارئ فور تلقيها بلاغاً عن الحادثة، التي باشرتها فرق من الدفاع المدني والهلال الأحمر والمرور. وكشف مصدر في مرور المنطقة الشرقية ل"الحياة"أن عبور الشاحنة"لم يكن نظامياً"، مشيراً إلى أنها"عبرت من طريق ترابي في حرم مسار السكة الحديد، قد تكون فتحته شركات تعمل في المنطقة". وأعلنت في مستشفى الملك فهد حال الطوارئ، وأحيل مراجعوه من المصابين بحالات اعتيادية إلى مدخل آخر غير المدخل الرئيس، واستدعت إدارة المستشفى الأطباء الذين غادروا قبيل وقوع الحادثة، بعد انتهاء دوامهم. وكشفت مصادر طبية في المستشفى أن"غالبية الإصابات كانت متوسطة، وتنوعت بين الرضوض والكدمات والخدوش"، مشيرة إلى أن"الإصابات حدثت نتيجة التوقف المفاجئ للقطار، إثر محاولة السائق تفادي الارتطام في الشاحنة، ما أدى إلى ارتطام الركاب في المقاعد والطاولات". ونقل مواطنون أربع إصابات من موقع الحادثة إلى المستشفى، فيما نقلت حالتان من طريق الإسعاف التابع لمستشفى الأحساء، وتولت تسع فرق من"الهلال الأحمر"نقل سبع حالات، بعد وصوله إلى الموقع. ونُقلت حالتان من طريق سيارة إسعاف تابعة لمستشفيات خاصة. وقال المدير العام للخدمات الإسعافية في جمعية الهلال الأحمر السعودي الدكتور موفق البيوك:"إن 14 شخصاً أصيبوا في الحادثة، تراوحت إصاباتهم بين البسيطة والمتوسطة، وهي عبارة عن رضوض وكدمات نتيجة لارتجاج القطار أثناء اصطدامه في الشاحنة"، مضيفاً"كان بعضهم يسير على قدميه، ولكن تم نقلهم إلى المستشفيات من أجل الاطمئنان عليهم". وأشار إلى أن"رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبد العزيز وجه بتكثيف الفرق الإسعافية المباشرة للحادثة، وأن يتم نقل المصابين على وجه السرعة، لأقرب مستشفى في المنطقة". من جانبه، أكد مساعد مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العميد ناصر الغامدي ل"الحياة"،"توجيه أربع فرق إطفاء ومثلها إنقاذ إلى موقع الحادثة، كما جرى جلب عدد من حافلات النقل الجماعي لنقل الركاب، بيد أن القطار البديل الذي أُرسل إلى الموقع حل المشكلة". وأشار الغامدي إلى أن"دخول محرك القطار إلى مسافة أربعة أمتار داخل القطار، إضافة إلى احتياطات السلامة وفنية الإجراءات، أخرت إخراج جثتي المتوفين لأكثر من خمس ساعات من حدوث الحادثة"، ملمحاً إلى أن"القطاعات المشاركة في الحادثة طبقت بنجاح خطة الطوارئ المعدة في وقت سابق". وقال:"إن الحادثة تحظى بمتابعة أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز ونائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، والمدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري، ومدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العميد حامد سيف الجعيد".