كشفت أمانة جدة عن مشاريع تطويرية ضخمة تعتزم تنفيذها والإشراف عليها في مدينة جدة. وأشارت الأمانة في هذا الصدد إلى أنها أجرت دراسة لمخططات عدد من المدن العالمية، شملت لندن وكوالمبور، وعدداً من المدن الأميركية من خلال مكاتب استشارية بريطانية وفرنسية عالمية، وعقدت ورش عمل في لندنوجدة. وشملت الدراسات وضع الحلول للكثافات السكانية والازدحامات المرورية وسط المدينة، عبر إنشاء القطارات المعلقة والخفيفة، واستخدام النقل العام الحديث للتقليل من استخدام السيارات. كما شملت الخطة الشاملة إعداد معايير لتطوير منطقة المطار القديم، لتكون امتداداً لمنطقة البلد، وتوفير منطقة متعددة الاستخدامات، والتعاقد مع مكاتب استشارية عالمية التي وضعت الإستراتيجية التنموية للمناطق العشوائية، وإنشاء منطقة"الحزام الأخضر"شرق الخط السريع، تتكون من الحدائق النموذجية الحديثة، علاوة على الخطط التطويرية التي تشمل بناء الجسور والأنفاق حول الميادين الكبيرة، للحفاظ عليها وتطويرها. وأوضح المشرف العام على الإدارة العامة للمخطط المحلي والتجديد الحضري الدكتور عبدالقادر أمير ل"الحياة"أن الأمانة أجرت دراسات عدة لمخططات عدد من المدن العالمية، وعقدت سلسلة من ورش عمل في العاصمة البريطانية لندن، بهدف إنجاز المخطط العام للتطوير ضمن الوثيقة التخطيطية الشاملة لمدينة جدة والمحافظات المحيطة بها. ويشمل هذا المخطط جميع جوانب التنمية والتطوير المتعلقة بالتنمية الحضرية والتطوير العمراني, والاقتصادي, والاجتماعي، ومعرفة توجهات ديموغرافية السكان، والمصادر الإنسانية والسكانية المتوافرة في مدينة جدة، والبنى التحتية، وتشمل: الطرق، وتصريف مياه الأمطار والسيول، والصرف الصحي، وجميع العناصر التي تشكل المدينة. وكشف أمير أن الأمانة تدرس عدداً من العروض تقدمت بها شركات فرنسية متخصصة فيما يتعلق بالمترو والنقل العام، نظراً إلى الخبرة الكبيرة في هذا المجال لتزويد المدينة بقطارات معلقة وخفيفة وسيارات النقل العام، مشيراًَ إلى أنه خلال ستة أشهر من الآن سيتم وضع التصورات النهائية لفك الاختناقات وتقليص استخدام السيارات، وقال:"نتبع عدداً من الاستراتيجيات لوضع الحلول للكثافة التي يشهدها وسط المدينة". ولفت إلى وجود دراسات تركز على وضع الميادين الكبيرة في المدينة، لوضع الحلول العاجلة لها، وإنشاء الأنفاق والجسور للمحافظة على المجسمات، وإضافة بعد جمالي لمحافظة جدة، ووضع الحلول الهندسية المرورية، إذ ستطبق الخطط على معظم الميادين في مناطق جدة، ومنها ميدان الطيارة، والميادين الأخرى. وأكد أمير أن المخطط الشامل يعتمد على وضع الدراسات الأساسية التي تفتقد لها معظم المدن العربية، ومن ضمن مخرجات الوثيقة إعداد قواعد البيانات لتكون مرجعاً للمسؤولين في الأمانة والقطاعات الحكومية والخاصة التي تحتاج لإعداد دراسات محددة عن المدينة، وقال:"سنعمل بطريقين موازيين لوضع الحلول التخطيطية العاجلة لبعض المشكلات، وإعداد المخطط الشامل لتنمية المدينة". وأفاد أنه تم التعاقد مع شركة عالمية بريطانية تشرف على أعداد المخطط الشامل، بالتعاون مع الاستشاريين المحليين، وستحصل الأمانة خلال هذا الأسبوع على نتائج المرحلة الأولى من مخرجات الخطة، وستتدارس الخطوات المقبلة، لإعداد المرحلة الثانية والثالثة من المخطط. وأشار أمير إلى أن أحد المخرجات الأساسية في المرحلة الأولى إعداد معايير التطوير لمنطقة المطار القديم، إذ ستكون منطقة تطوير شامل، كاشفاً أن الأمانة ستبدأ الشهر المقبل دعوة المكاتب العالمية، لعرض خطة التطوير والمعايير للبدء في اختيار المكتب العالمي لإعداد المخطط العام لمنطقة المطار القديم. وتبلغ مساحة منطقة المطار القديم 12 مليون متر مربع، ويجري تطويرها لتكون امتداداً لمنطقة وسط البلد، وتوفير منطقة متعددة الاستخدامات تطبق أفضل وأحدث معايير التصميم والتطوير العمراني، لتكون وسط البلد المستقبلي لمدينة جدة. وأشار أمير إلى أن لدى الأمانة عدداً من الدراسات الأساسية والرئيسة، للرفع من مستوى وكفاءة المناطق العشوائية، وقال:"نحن في طور وضع الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بالتعاقد مع استشاريين عالميين، وإنجاز الدراسات العمرانية المكملة للدراسات السابقة، وسننتهي خلال شهرين من جميع الدراسات، ووضع الإستراتيجية التنموية المتنوعة للمناطق العشوائية، من خلال عدد من نماذج التطوير ووضع نظام بناء متخصص للرفع من كفاءة المناطق العشوائية وتطويرها، ما يسهم في رفع المستوى الاقتصادي لسكان تلك المناطق، والذين تتجاوز نسبتهم ثلث سكان جدة ومساحتها، مع إكمال شبكات الصرف الصحي، وتحديث شبكة الطرق، وبناء الجسور والأنفاق، واستكمال تطوير منطقة وسط البلد، وإنشاء عدد من المشاريع العمرانية شرق الخط السريع لتكون مناطق ترفيهية مفتوحة لسكان جدة".وأكد أنه بعد الانتهاء من إنشاء المشاريع كافة فإنها ستسهم في رفع المستويين المحلي والإقليمي لمحافظة جدة، وستظهر تلك المشاريع للعيان خلال السنوات الثلاث المقبلة، من خلال دعم الدول لتلك المشاريع. ولفت أمير إلى أن الأمانة بدأت تطبيق فلسفة التطوير الشامل للمواقع، عبر تطبيق أنظمة التطوير والتصميم العالمية للمحافظة على استدامة بعض المواقع، والتوازن بين النواحي الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، والتركيز على المناطق المفتوحة والساحات والحدائق، وتشجيع الحركة خارج المباني لتكون مدينة جذابة للمشاة والزوار والسياح، من خلال إيجاد مناطق الترفيه والحدائق النموذجية والواجهة البحرية ضمن خطط برامج التطوير الشامل، إضافة إلى منطقة شرق الخط السريع. وعن تطوير الكورنيش الشمالي، قال أمير:"تم الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال التطوير، ونعمل حالياً على إنجاز عدد من النقاط التفصيلية لبعض المواقع في الكورنيش".