لقي 22 حاجاً من جمهورية قيرقستان، إحدى الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق حتفهم، وأصيب 24 آخرون بجروح وكسور بالغة، إثر اصطدام الحافلة التي كانت تقلهم بحافلة أخرى وجهاً لوجه، على طريق حرض - البطحاء ? الرياض، على بُعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود السعودية ? الإماراتية. وتعد الحادثة الأولى بعيداً عن الأراضي المقدسة التي شهدت حجاً خالياً من الحوادث بين الحجاج. وأُعتبر، بشهادة جهات محلية ودولية، حجاً ناجحاً على كافة المستويات والأصعدة. وكان الحجاج في طريق عودتهم من الأراضي المقدسة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ليسافروا منها إلى وطنهم عبر إحدى شركات الطيران. واصطدمت حافلة ثالثة كانت متجهة إلى الإمارات بإحدى الحافلتين، إلا أنه لم يُصب أحد من ركابها بأذى، باستثناء بعض الكدمات لعدد من ركابها، وتضررت مقدمة الحافلة. ولقي سائق الشاحنة الثانية سوري الجنسية حتفه، فيما أصيب سائق الأولى سوري الجنسية بجروح بالغة. وتحمل الحافلات الثلاث اللوحات الإماراتية، وتعود إلى شركة"زائر الحرمين". وكان أكثر حالات الوفاة بين الركاب وقعت بين النساء، وتراوحت الإصابات بين الجروح والكسور البالغة. وأرجع مصدر سبب الحادثة إلى"الضباب الكثيف صباحاً"، إضافة إلى"السرعة الزائدة من جانب السائقين". وكان أول الواصلين إلى موقع الحادثة فرق الهلال الأحمر التابعة إلى مركز البطحاء، والتي باشرت في إسعاف الإصابات ونقل المصابين إلى المركز الصحي في البطحاء، ومن ثمة نقلهم إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في الهفوف، والذي أعلن فيه حال الطوارئ. واستخدم الهلال الأحمر أكثر من عشر سيارات إسعاف، وتم نقل المتوفين إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك فهد من طريق سيارة"الشحرورة"التابعة إلى البلدية وسيارات الهلال الأحمر. وباشرت الفرق الأمنية، بقيادة مدير مركز شرطة البطحاء المقدم عبدالله العصيمي الحادثة، إضافة إلى فرقة الدفاع المدني، ووجد في الموقع مدير مستشفى الملك فهد الدكتور عبد المحسن الملحم، وكذلك قيادات من أمن الطرق والدوريات الأمنية. ووجه أمير الأحساء الأمير بدر بن محمد بن عبدالله آل جلوي الجهات المعنية كافة بمتابعة الحادثة وتذليل الصعوبات من أجل علاج المصابين وتقديم أفضل الخدمات الصحية لهم. وطالب عدد من أهالي البطحاء بضرورة سرعة تنفيذ ازدواجية خط البطحاء - الرياض، وتوسعته إلى أربعة مسارات، نظراً لكثرة استخدامه من جانب الشاحنات والحافلات العابرة للطريق، التي تصل إلى نحو ثلاثة آلاف شاحنة وحافلة في اليوم. كما طالب رئيس مركز منفذ البطحاء مشاري يوسف العبدان ب"ضرورة سرعة تنفيذ مستشفى البطحاء، والمعتمد من جانب وزارة المال في وقت سابق، وكذلك تدعيم المركز الصحي بسيارات إسعاف إضافية". وشهد طريق حرض - البطحاء حوادث عدة في الأشهر الماضية، وسبق أن قام وزير النقل والمواصلات الدكتور جبارة عيد الصريصرى، بزيارة إلى محافظة الأحساء، للإطلاع على سير تنفيذ مشاريع الطرق التي تنفذها وزارته في المحافظة، والوقوف ميدانياً على استكمال المشاريع، التي بلغت كلفتها نحو بليون ريال، بطول يتجاوز 950 كيلو متراً.