تندفع الكثير من النساء نحو عيادات التجميل، للحصول على لوك جديد وجسم متناسق، أو لإزالة بعض العيوب البسيطة، غير مدركات أن هذا النوع من الجراحات من المحتمل أن يؤدي إلى تشوهات جسدية نتيجة الأخطاء الطبية، التي قد تكون وقتية من السهل التعامل معها، أو دائمة يتعذر علاجها، وهنا تكون الطامة الكبرى. في هذا الشأن، يتحدث استشاري جراحة التجميل في مستشفى قوى الأمن الدكتور محمد جلال قائلاً:"ينبغي أولاً توضيح ماهية الخطأ الطبي، فالمريض الذي لا تعجبه نتيجة الجراحة يعتبرها خطأً طبياً، لكنه في الواقع ليس خطأ، مثال ذلك عملية شد الوجه أو إزالة الترهل في البطن اللتين قد يصاحبهما التهاب الجرح أو توسع في الندبة أو تجمع دموي، يسميها البعض أخطاءً ونحن الأطباء نطلق عليها اختلاطات"، موضحاً أن المضاعفات التي تحدث في التجميل تنقسم إلى قسمين، فمنها ما يعود إلى جهل القائمين على هذا المجال، وهذا ما نسميه بالخطأ الطبي، ومنها الأخطاء التي تحدث رغماً عن الجراح كالتي ذكرت سابقاً. ويفيد الدكتور جلال:"يجب أن يكون المريض على وعي ودراية بنوع الجراحة التي ستجرى له، والمضاعفات التي يمكن أن يصاب بها بعد الجراحة، ويجب أن يعرف الشخص ما الإحساس الذي سيتعرض له بعد الجراحة". ويشير إلى أنه لا أحد ينكر وجود أخطاء طبية، تصدر عن عيادات التجميل، ويعتمد ذلك على الجرّاح وقدرته وخبرته العلاجية، منوهاً بأن عدداً من الأطباء الذين يمارسون جراحة التجميل، لا يحملون شهادة التخصص، ومعظمهم يحمل صفة طبيب عام أو جراح عام، تلقى عدداً من الدورات في الجراحات التجميلية، وبذلك أصبح يجري هذا النوع من الجراحات لأنها أكثر ربحاً. ويتابع إن هناك أخطاء قابلة للتصحيح، وكوارث ومضاعفات من جهة أخرى لا يمكن علاجها أو التعامل معها، كالتي حدثت مع سيدة جاءت إلى العيادة تشتكي حالها بسبب شكل وجهها، وحينما أرادت السيدة أن تجري جراحة نفخ في وجهها بغية التخلص من التجاعيد، زارت إحدى عيادات التجميل التي منحتها أملاً كبيراً في نجاح هذه الجراحة لبساطتها من دون حدوث أي متاعب، لكن ما حدث لم يكن في الحسبان، لأن المريضة خرجت من غرفة الجراحة بمأساة أكبر من مشكلة الخطوط البسيطة في وجهها، إذ أتت الجراحة التجميلية مفعولها السلبي وصار وجهها ك"البالون"بعد نفخه، وكأن من أجرى لها الجراحة ليس جراحاً، إذ قام بنفخ وجهها بمواد دائمة اندمجت وتفاعلت داخل الجسم ولم يجد معها أي تدخل جراحي، وبذلك حُكم على السيدة بأن تعيش بقية حياتها وهي تحمل آثار جراحة خاطئة. ويشير جلال إلى أن نجاح الجراحات التجميلية يتوقف على اختيارك للطبيب المعالج، الذي يجب أن يكون اختصاصياً، كذلك طبيعة الجراحة والنتيجة المرجوة منها ومدى قابلية الجراح لتحقيق تلك النتيجة، إذ تلعب في نجاحها عوامل متعددة تتعلق بالجراح والمريض.