عند الحديث عن كرة السلة السعودية، لا يمكن إغفال اسم اللاعب الدولي علي المغربي ابداً، إذ بات اسمه مقروناً بلعبة كرة السلة، فهو احد أشهر لاعبيها، واكثرهم قرباً من الجماهير الرياضية على اختلاف ميولهم. ولعل لقب"صائد البطولات"هو أشهر ألقابه، فهو أحد اكثر اللاعبين تتويجاً بالبطولات وصعوداً لمنصات التتويج، سواء مع فريقه الاتحاد"فريق الاحلام"، ام مع المنتخب السعودي الاول لكرة السلة. المغربي الذي بدأ مزاولة لعبة كرة السلة في نادي الاتحاد، برز بشكل كبير، واستطاع أن يحجز آنذاك لنفسه مكاناً على خريطة الفريق، على رغم وجود النجوم علي السنحاني وحسن عطا الله وعبدالرحمن شاهين ومحمد الشريف، ولم يكتف المغربي بذلك البروز بل زاحم الدوليين في قائمة"الأخضر"التي كانت تضم عدداً كبيراً من نجوم اللعبة، كأبناء الجاسر والبصيص ومحسن خلف وخالد السماري، والاخير كان اغلى لاعب سعودي في كرة السلة في حينها. واسهمت نجومية المغربي في ان يكتب اسمه بين عمالقة السلة السعودية، وأسهم في تحقيق المنتخب السعودي عدداً من البطولات، كان أبرزها بطولة الخليج التاسعة التي اقيمت في الدمام بعد ان هزم المنتخب القطري. المغربي كان انشودة في فم رابطة الاتحاد، التي كانت ترى ان فريقها قادر على حسم البطولات متى ما كان نجمها المفضل المغربي في عز توهجه. أما بداية المغربي، فكانت صعبة للغاية فهو بدأ في فريقه الذي اعتاد على البطولات وفي ذلك يقول"كنت شغوفاً بلعبة كرة السلة، وكنت احضر مباريات الاتحاد واشاهد نجومه، وكنت اتخيل نفسي وانا في ارض الملعب مطبقاً لحركات لاعبي الدوري الاميركي NBA، خصوصاً نجمه عبدالكريم عبدالجبار ثم ماجيك جونسون اللذين كانا سبباً في تعلقي باللعبة، إذ اعتدت قبل بدء التدريب على مشاهدة إحدى المباريات الاميركية، وكنت اقوم بتطبيق تلك الحركات التي كانت تشدني، وانعكس ذلك ايجابياً على ادائي، إذ وجدت كل الاهتمام من كل المدربين الذين اشرفوا على تدريبي، وتحسن ادائي كثيراً في الميدان، وكنت اسعى دائماً للعب الفردي لابراز مواهبي، الا ان ذلك الامر لم يجد القبول لدى الاجهزة الفنية". ويضيف المغربي:"بدأت مشواري في اللعب منذ عام 1993 مع اشبال الاتحاد، ثم مع فريق الشباب، الا ان تلك المشاركة لم تطل، إذ سرعان ما تم اختياري للفريق الاول، وقدمت مستويات، كانت سبباً في ضمي لمنتخبي الشباب والاول". ويواصل:"عشت فترات سعيدة، كما عشت فترة أليمة، الا ان الانجازات كانت تنسيني كل المتاعب وآلام الاصابات التي كنت اتعرض لها". المغربي الذي احترف في الدوري الكويتي، وحقق مع فريقه بطولة الدوري، يقول ان اكثر ساعات المرارة التي عاشها كانت تلك التي اوقفه خلالها الاتحاد السعودي بعد تخلفه عن الالتحاق بأحد المعسكرات لبطولة آسيا، وذلك بعد تعرضه لاصابة استدعت توقفه عن اللعب 6 اشهر، الا انه فوجئ بقرار الإيقاف الذي جعله يقدم على اتخاذ قرار الاعتزال، الذي قوبل بالرفض من جميع منسوبي كرة السلة، سواء في الاتحاد أم السعودية، وجعله يتراجع عن ذلك القرار بعد أن خضع لضغوط. أما أسعد لحظات حياته فيحكيها المغربي قائلاً:"كانت في بطولة الخليج التاسعة في الدمام، التي توج فيها المنتخب السعودي بطلاً، إذ دخلنا حينها في تحدٍ خاص مع أنفسنا بعد أن قام مدرب قطر بإعلان التحدي، وقال إنه حضر لتسلم الكأس والعودة للدوحة، وأن مباراته مع السعودية ستكون بمثابة تدريب خفيف لقطر، الذي كان يضم خليطاً من أفريقيا وآسيا، واقترب القطريون كثيراً من تحقيق كلام مدربهم، بعد أن تقدموا بفارق 15 نقطة في الربع الثالث، إلا أن هدير الجماهير السعودية وكلام مدرب قطر أشعلا الحماسة فينا، فحولنا تأخرنا في تلك المباراة إلى فوز كان بمثابة الضربة القاضية لمدرب قطر، الذي طأطأ رأسه وخرج من الصالة من دون أن يتفوه بكلمة، وتحولت الاحزان إلى أفراح عمت الصالة". وتبقى للمغربي أمنية واحدة يسعى إلى تحقيقها - على حد تعبيره - وهي الوصول للعالمية مع المنتخب السعودي، خصوصاً أن اللعبة تشهد تطوراً في السعودية.