في الوقت الذي تعاني فيه الخريجات قلة الوظائف، وعدم تعيينهن في المدارس، تشكو المتوسطة 158 الواقعة في العريجا الغربية، من عدم وجود معلمات، وطالباتها يذهبن يومياً إليها ويعدن كما ذهبن، من دون أن يعلمهن أحد، نتيجة لعدم وجود مدرسات. وفي هذا الوضع"المأسوي"اضطرت إدارة المدرسة لعدم قبول عدد كبير من الطالبات المتقدمات، على رغم وجود أماكن لهن. وتقول إحدى الإداريات في المدرسة فضّلت عدم ذكر اسمها:"نرجو من وزارة التربية والتعليم سد العجز القائم في هذه المدرسة، التي تضم عشرة فصول دراسية من الأول المتوسط حتى الثالث، أربعة فصول أول متوسط، ثلاثة فصول ثاني، ثلاثة فصول ثالث، وتدرّس 18 معلمة أكثر من 300 طالبة، منهن ثلاث معلمات للغة العربية، ومعلمتان للغة الإنكليزية، ومعلمة واحدة فقط للعلوم تدرس فصول المدرسة كلها. وتتابع الإدارية حديثها بأسى:"انتقلنا إلى هذا المبنى الجديد بعد أن كنا في الأعوام السابقة في مبنى مستأجر، لكن لم نشعر بفرحة التجديد، والسبب عدم توافر معلمات يقمن بعملية التعليم". ولم تخف إحدى طالبات المدرسة تذمرها من الأوضاع التي تعيشها مدرستها، وتقول:"نحن الآن في الأسبوع الثالث من بدء الدراسة، وللأسف أكثر المناهج لم ندرسها حتى الآن". وإلى جانب فقر المدرسة في المعلمات، تشكو إدارة المدرسة أيضاً من غياب المعلمات الملحوظ، ومن دون عذر، احتجاجاً منهن على سوء الوضع، وعدم مقدرتهن على شرح الدروس لفصل يضم أكثر من 40 طالبة، وترفض المعلمات قبول الحصص الاحتياطية بسبب ضغط العمل عليهن. وتصف أم عبدالرحمن أم طالبة رفضت الإدارة قبولها، معاناتها في تسجيل ابنتها، ومحاولاتها التي باءت بالفشل، على رغم قرب المدرسة من منزلهم. وتشير إلى أن إدارة المدرسة أعادت رفض قبول ابنتها لعدم توافر معلمة للفصل. وتضيف أنها اتصلت بمكتب التوجيه، فطلبت منها الموجهة الإدارية التابعة لها المدرسة أن تعود للمدرسة المذكورة مرة أخرى لتسجيل ابنتها، ولكن عندما أخبرتها أن سبب رفض قبول الطالبة هو عدم وجود معلمات فيها، أجابتها بأنها على علم بأنه لم يتم تزويد المدرسة بمعلمات حتى هذه لحظة اتصالها. من جانبها، تقول أم نادية البراهيم:"المدرسة تبعد أمتاراً قليلة عن منزلنا، ومع هذا أجبرت على أن أسجل ابنتي في مدرسة تبعد عن المنزل كثيراً، وهذا بسبب افتقار المدرسة للمعلمات".