تطمح المرأة السعودية إلى آفاق التطوير الذي من شأنه تعزيز دورها الريادي، وربما كانت"ثقافة الفرح"المفترضة والمتوقع من النسوة أن يمارسنها في كل مناسبة تجسيداً لحب الوطن وإعلاناً عن الرضى والفرح الذي يعد في شكله المتوافر لا يرتقي إلى مستوى طموح من يعملن بدوام كامل طوال العام ويعمم هذا على كل الشرائح بداية من الأم ربة المنزل إلى العاملات بلا إجازة ولا توقف بحسب ظروف العمل. ولعل المثير للالتفات أن المرأة حتى في حال رغبتها تحقيق مظاهر الفرح سواء من واقع كونها عاملة أو ربة منزل تود المشاركة في كل مناسبة سواء كانت عيداً أم مناسبة سنوية مثل الجنادرية أو ذكرى البيعة، وخلافها من المناسبات التي يفترض أن يكون للمرأة فيها حضور وتفاعل ملموس وتستشعر على ضوء هذه المشاركة مشاعر تتراكم لأعوام طوال بدون ترجمتها والتعبير عنها، إلا أنها تنسى نفسها في خضم متطلبات الاحتفال للأبناء أو إن كانت هي نفسها من يعد البرامج أو يشرف على الأنشطة، وبالتالي تمر هذه المناسبات من دون أن تعبر في شكل مباشر من المشاركة الوجدانية التي ترسخ جذور الولاء والانتماء والزهو بما أنجز من واقع كونها شريكاً حقيقياً يطلق العنان لفرحها المشروع واحتفاليتها المستحقة. لماذا لا تستثمر هيئة السياحة بالتسيق مع أمانات المدن في البرامج السياحية وتتاح فرص لتصميم برامج ترفيهية اختيارية تتجاوز الرتيب المتوافر أو تسد ثغرات النقص في ابتكارات التغيير بما يحيل هذه الاحتفالات إلى لمسات جوهرية تشعرها بأجواء المشاركة الفاعلة؟ أليس من الغريب أن تستثنى المرأة الأم والعاملة من البرامج الترفيهية التي أصبحت ممتدة طوال العام على سبيل المثال أجد الموسم الصيفي السياحي المنصرم لقي كل الاهتمام والعناية والتخطيط، وغاب ما نتمنى حضوره مستقبلاً وبقوة من برامج تعبر عن الفرح وتعلن عن وجوبه، وحتى لا تستمر احتفالية الأنثى خجولة نتمنى على الجهات المعنية بالسياحة والترفيه، أن تلتفت إلى فئة المسنات والسيدات في المجتمع. ومن واقع خصوصيتنا تستدرك ما فاتها لتقديم برامج تعني في المواسم وعلى رأسها مناسباتنا السنوية، والمهرجانات التي تغيب عنها المرأة. * كاتبة سعودية