"عيد بأية حال عدت ياعيد.. غياب الأجواء الاحتفالية بالعيد تمر بطيئا", بهذه العبارات يصف أهالي منطقة الباحة الأجواء التي استقبلوا بها عيد الفطر المبارك حيث تسبب غياب الفعاليات والبرامج الترفيهية في إحباط كثير من سكان المنطقة, فيما تنافست لجان التنمية المنتشرة في القرى لتعويض الأهالي عن ذلك الغياب من خلال تنفيذ عدد من البرامج برغم إمكاناتها المحدودة، والاعتماد على التبرعات والدعم من بعض الميسورين. يقول المواطن عبدالله الزهراني: كان من المتوقع أن تنفذ الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها الهيئة العامة للسياحة والبلديات والغرفة التجارية فعاليات ومهرجانات خلال إجازة العيد بكافة محافظات المنطقة في ظل استمرار الأجواء الصيفية المعتدلة. ويشير خالد أحمد إلى أن بعض القرى أو لجان التنمية المنتشرة بها اجتهدت وقدمت بعض الفعاليات، التي قد لا ترقى لأن تكون احتفالات للعيد، فهي لا تتعدى كونها مسابقات ومشاركات متواضعة وألعاب نارية، وتقديم بعض الأكلات والمشروبات التراثية. وطالب صالح علي الجهات ذات العلاقة بتنظيم المهرجانات في مثل هذه الأوقات بالنظر إلى احتفالات المناطق الأخرى التي تصل درجة الحرارة فيها إلى أكثر من 40 درجة، ورغم ذلك تستمر فعاليات الاحتفال بالعيد لأيام عدة وليست ليوم واحد فقط أو ساعات محددة كما هو الحال في المنطقة، برغم ما تتمتع به هذه الأيام من أجواء معتدلة. ويشيد كل من حمدان وعبدالخالق علي وحسين الغامدي بتجهيز الحدائق والمتنزهات من قبل الأمانة والبلديات بالمحافظات خصوصاً غابة رغدان وما يجرى من تحسين بغابة الزرائب، مطالبين بإقامة احتفالات وألعاب شعبية وعروض فلكلورية متنوعة بتلك المواقع، إضافة إلى إقامة احتفالات للألعاب النارية التي تستقطب الشباب والأطفال على حد سواء، فالجانب الترفيهي هام خصوصاً في مثل هذه المناسبات، كما طالبوا بتسليم احتفالات العيد للأمانة لتنظم فعالياته. من جهته، يقول سعود الزهراني: أقيم هذا العام احتفال رائع بمحافظة القرى، لكنه لا يخدم كافة الشرائح وخصوصاً العائلات، فهي احتفالية رسمية دامت عدة ساعات فقط، مطالباً بإيجاد مواقع مخصصة للعائلات في الأعوام القادمة، إضافة إلى تنفيذ برامج أخرى في المتنزهات والحدائق والساحات الشعبية. وأكد أن تداخل مهام الجهات ذات العلاقة بفعاليات وبرامج الصيف غيبت فعاليات العيد، وباتت لا تقدم شيئا يرقى لمستوى المنطقة السياحية التي يتزامن فيها العيد مع فصل الصيف. وأضاف عبدالله الزهراني أن العيد اقتصر على معايدة بعض الأشخاص وقضاء بقية الأيام في المنزل بعد معايدة الأقارب والنوم طوال النهار والبحث عن الشباب للسهر في الليل، واصفاً العيد بأنه يوم لا يختلف عن أي يوم آخر حيث لا توجد فيه فعاليات. ويتساءل عبدالمحسن الغامدي عن عدم الاستفادة من الساحات الشعبية المجهزة لإقامة المهرجانات والتي تعج بها كافة محافظات المنطقة، مطالباً رجال الأعمال بدعم هذه الاحتفالات، فالمنطقة تفتقر للمجمعات التجارية والمراكز الترفيهية التي قد تحل كثيراً من هذه الإشكالية، وتستقطب العائلات بما تقدمه من برامج، كما هو الحال في المدن الرئيسة. إلى ذلك، ذكر مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة على بن خميس البيضاني أن الجمعية لديها برامج محددة ومعتمدة من قبل المكتب الرئيس طوال العام، ومن ضمنها المشاركة في احتفالات العيد. وأضاف أنه تم تقديم عروض شعبية ليلة العيد، مؤكداًً استعداد الجمعية للمشاركة بفعالية في أي مناسبة أو مهرجان متى تم التنسيق وقدمت الدعوة. وقال إنه تم تقديم 8 عروض شعبية في مواقع مختلفة وعرض مسرحية للأطفال وأمسية شعرية في مهرجان صيف هذا العام عندما تم التنسيق وتحديد المهام بين الجهات ذات العلاقة.