وصف سكان في مدينة الجبيل العام الدراسي الجديد بعد مضي أسبوع على انطلاقه ب"الأزمة المفاجئة"، مُطالبين وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد في خطاب وجهوه له ب"سرعة التدخل وتدارك ما يمكن تداركه". وقال عبدالله صالح اليوسف أحد أولياء الأمور الذي وقع على الخطاب:"إن محافظة الجبيل تمر هذه الأيام بأزمة تعليم حقيقية، عانى منها الطلاب والطالبات مع بداية العام الدراسي، جراء قصور واضح ومكشوف من جانب القائمين على مركز الإشراف التربوي، وكذلك مندوبية التربية والتعليم للبنات في المحافظة، إذ تم إغلاق عدد من المدارس، إضافة إلى دمج أخرى مع بعضها، وكذلك تحويل عدد من طلاب المرحلة الابتدائية إلى الدراسة المسائية، في محاولة لفك هذا الاختناق". وأدى هدم مبنى المدرسة الثانية الابتدائية ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم، من أجل إنشاء أخرى، إلى"مشكلة حقيقية"، بسبب عدم توافر مبانٍ بديلة، يمكن أن تستوعب أعداد الطالبات في المدرستين، ما أدى إلى نقلهن إلى مبنى المدرسة المتوسطة الجديد، الذي كان من المفترض أن يستوعب طالبات المدرسة المتوسطة الثالثة المدمجة مع الثانوية الأولى. كما تسبب تأخير توقيع عقد استئجار المدرسة الابتدائية الأولى في إيجاد مشكلة أخرى، بالنسبة لطالبات المرحلة الابتدائية، إذ استمر ضمهن إلى المدرسة المتوسطة الأولى، ما أدى إلى أزمة حقيقية. وفي قطاع تعليم البنين لم يكن الوضع أحسن حالاً، إذ أُغلقت مدرسة الملك خالد الابتدائية، لدواعي الصيانة، ولم يحدث هذا إلا مع بداية عودة المدرسين بعد الإجازة الصيفية، ما أدى إلى تحويل طلابها إلى مدارس أخرى، فحدث زحام شديد داخل تلك المدارس، ما استدعى تقسيم الدراسة إلى فترتين، صباحية ومسائية. اللافت أن قرار التحويل لم يصدر إلا يوم الأربعاء قبل الماضي، وهو ما تسبب في مشكلات كثيرة للطلاب وأولياء أمورهم. أما مدرسة الفضيل بن عايض الثانوية، فأصبحت تضم طلاب أربع مدارس متوسطة عبدالله بن سهيل، ومدرسة تحفيظ القرآن المتوسطة والثانوية. واقترح الأهالي في شكواهم إلى الوزير"إنشاء أربعة مبانٍ لمدارس بنين وبنات للمرحلة الثانوية كي تتغلب المحافظة على أزمتها التعليمية، وأربعة أخرى للمرحلة المتوسطة، وخمس للمرحلة الابتدائية". اللافت أن الجبيل الصناعية، والتي تتبع الجبيل إدارياً، تتميز مدارسها التي تشرف عليها الهيئة الملكية بوفرة المباني المجهزة وأعداد المعلمين الكافية، فيما تشهد الجبيل البلد شحاً في عدد المدارس وكذلك المعلمين. يشار إلى أن إحصاء عدد مدارس الجبيل البلد للعام الجاري أوضح أنها بلغت 13 مدرسة للبنين، منها اثنتان للمرحلة الثانوية، وثلاث للمتوسطة، وثمان للابتدائية، ومعظمها مستأجرة، أما مدارس البنات فبلغت خمس مدارس فقط، والثانوية مدمجة مع المتوسطة، وثلاث مدارس ابتدائية، لا تقل رداءة وسوءاً عن مدارس البنين. من جانبه، لم يعلق مدير مركز الإشراف التربوي بنين في الجبيل، إلا أنه أحال الأمر إلى إدارة العلاقات العامة، التي بدورها خاطبت إدارة المشاريع. وفي الجانب الآخر طلب مندوب تعليم البنات في الجبيل نسخة من رسالة أولياء الأمور إلى وزير التربية والتعليم، ليتسنى له الرد.