أجمع الكثير من المحللين والنقاد على أن التشكيلة التي أعلنها مساء أول من أمس مدرب المنتخب السعودي ماركوس باكيتا أصبحت قريبة جداً من الإقناع والرضا، خصوصاً أنها ضمت أفضل اللاعبين على المستوى المحلي، وامتلكت أفضل أدوات التنافس بين اللاعبين على كسب مركز في التشكيل النهائي ل"الأخضر". وباستعراض الأسماء المختارة فأن حراسة المرمى التي يوجد فيها مبروك زايد ومحمد خوجه ومصطفى ملائكة ستلقى تنافساً شرساً بين زايد وخوجه تحديداً، وسيكتفي ملائكة بالمراقبة الحذرة لما يحدث بين الاثنين على رغم صعوبة مشاركته في المباريات الرسمية، وإن كانت هناك بعض المطالبات بضم حارس النادي الأهلي ياسر المسيليم إلا ان باكيتا وضح إصراره على إدخال حارسيه الاحتياطيين في أجواء تنافسية، من خلال التناوب في الوجود في التشكيلة العناصرية للمنتخب. وجاء استدعاء المدافعين أسامة هوساوي الوحدة وحمد الصقور النصر لسد النقص الكبير في عمق الدفاع، ليبرهن على أن المعاناة ظلت مستمرة مع باكيتا، في عدم مقدرته على إيجاد علاج شاف لعمق الدفاع إثر غياب ثنائي الاتحاد حمد المنتشري وأسامة المولد بداعي الإصابة، وكانت التوقعات تنصب حول استدعاء مدافع الشباب عبدالمحسن الدوسري المتسلح بالخبرة والتمرس في هذا المركز المهم والحساس، إلا أن باكيتا أصر على مخالفة هذه التوقعات والأمنيات، وكان له رأي آخر في الاعتماد على تكر والقاضي، على رغم الهفوات المتواصلة والارتباك الواضح في عمق الدفاع كما ظهر جلياً في مباراة الهند الأخيرة. ويرى النقاد أن المدرب البرازيلي للمنتخب السعودي وفق كثيراً في استدعاء كامل موسى لمركز الظهير الأيسر وحسن معاذ للظهير الأيمن لتعزيز قوة هذين المركزين وخلق جو من التنافس مع الدوخي ومحمد مسعد والخثران، وهذا ما كان يُفتقد في المراحل الماضية، وتسبب في محدودية العطاء لهذين المركزين. ولاقت اختيارات المدرب للاعبي الوسط رضا المراقبين على رغم غياب نور الشلهوب والتمياط لظروف مختلفة، وذلك حينما وجه الدعوة للاعبين الذين أبدوا استعداداً طيباً خلال الفترة الماضية مثل عبده عطيف وبدر الحقباني وتيسير الجاسم والزج بهم بجانب الغنام والغامدي وكريري ومحمد أمين، إضافة لاختيارات عدة سيجدها في لاعبي الوسط عبدالغني أو الخثران ومعاذ للتمركز بوسط الميدان، والاستعانة بهم للقيام بدورين مزدوجين بحسب المهارة والكفاءة الفنية التي يتمتعون بهما. ويبدو خط الهجوم في تشكيلة باكيتا أكثر الخطوط تكاملاً وانسجاماً بوجود رباعي هدافي الدوري المحلي ياسر القحطاني وصالح بشير والمحياني والكويكبي، ولهذا ستكون الخيارات صعبة للمدرب الذي سيجد مزيجاً من الإمكانات بين هذا الرباعي، تتمثل في إجادة الألعاب الرأسية للمحياني والقحطاني والسرعة والمهارة في بشير والكويكبي، وتكمن الصعوبة في كيفية اختيار الثنائي لهذا المركز من بين هذا الرباعي.