توصلت عائلتان في محافظة القطيف أمس، إلى"تنازل مشروط"قد يسهم في إيقاف حكم بالقصاص صدر في حق المتهم بالقتل أحمد البحراني، الذي أقدم قبل نحو ثلاث سنوات على قتل ابن خالته رائد الدرويش في حي الدخل المحدود في جزيرة تاروت. وعلمت"الحياة"أن الاتفاق المشروط بدفع أسرة القاتل مبلغ ستة ملايين ريال، لذوي القتيل، وجرى التوقيع عليه أمس في محافظة القطيف، التي بذلت جهوداً في التقريب بين وجهات النظر، إضافة إلى جهود بذلها وجهاء ومشايخ في المحافظة، ما يعني أن الاتفاق سيكون ملغياً في حال لم يتوافر المبلغ المطلوب، وأن القصاص سينفذ في حق القاتل في مدة أقصاها ستة أشهر كما طلب ذوو القتيل. وعن القضية قال ذوو القاتل أن ابنهم"لم يقتل عمداً، بل دفاعاً عن نفسه، بعد أن هاجمه قريبه، إثر خلاف عائلي نشب بينهما، اضطر إثره القاتل للدفاع عن نفسه". وذكر فتحي البحراني، وهو أخو القاتل"حدثت مشكلة بين أختي وزوجها، فاستعانت بأخي الذي تجادل مع زوجها، وتطور الجدال إلى شجار بينهما، وأراد القتيل ان يطعن أخي بسكين وعصا كبيرة عجرة، فقام بالدفاع عن نفسه، وحصل ما حصل، وهو ما ندم عليه أخي". وعلى رغم إقرار فتحي بأن هذه القضية التي شقت وحدة العائلة،"أصبحت من الماضي، وأن الجميع في الأسرة يحاول تجاوزها ليعيش بسلام"، إلا أنه عبر عن مخاوفه وأسرته من عجزهم عن"توفير مبلغ الدية المطلوب، ليصبح التنازل نهائياً"، مضيفاً"مررنا بمراحل صعبة خلال عملية التفاوض مع أقربائنا، وقام الشيخ حسن الصفار بالتوسط بيننا، ووقفنا على مبلغ ثلاثة ملايين ريال، ثم عاود ذوو القتيل إلى المبلغ الأول الذي طلبوه، وهو مبلغ ستة ملايين". إلى ذلك، قال مصدر في محافظة القطيف:"إن هناك مساعي كبيرة بُذلت من أهل الخير ورجال المنطقة والمشايخ ومحافظة القطيف، أدت جميعها إلى التوصل إلى هذا الحل المرضي للطرفين". وأطلقت جمعية القطيف الخيرية حملة خاصة لجمع التبرعات. وشهدت محافظة القطيف في وقت سابق تضامناً غير مشهود في قضية قتل مشابهة، أدين فيها الشاب صادق الجامع، الذي أفرج عنه قبل نحو ثلاثة أشهر، بعد جمع مبلغ تجاوز خمسة ملايين ريال، وهو ما لم يكن باستطاعة أسرته جمعه لولا تضامن أبناء المحافظة، التي شهدت حملة كبيرة لجمع التبرعات من طريق جمعياتها الخيرية.