أكثر من 30 عاماً والحركة الرياضية في منطقة الباحة تراوح مكانها الترابي، إذ تقبع أندية الحجاز والعميد والسراة والتسامح وقلوة في دائرة الظلام، بسبب لغة"العيب"التي جعلت أبناء الباحة من رجال الأعمال يمتنعون عن دعمها والاهتمام بها، إذ لا يزال تسود نظرة "الرياضة مضيعة لوقت الشبان" لدى غالبية الآباء ورجال الأعمال في الباحة. وعلى رغم وجود مدينة الملك سعود الرياضية، التي تتوافر فيها جميع الملاعب والصالات الرياضية، إلا أنها تعد شبه"مهجورة"جراء عدم وجود أندية المنطقة في مصاف فرق دوريي الدرجتين الثانية والأولى. وكذلك عندما تبرز موهبة رياضية في لعبة ما فإنها سرعان ما ينطفئ وهجها، لعدم توافر أندية ذات إمكانات عمرانية ورياضية وإدارية ومادية للانضمام إليها، إذ أن أندية الحجاز والعميد والسراة والتسامح وقلوة لا تمتلك مقرات حديثة، وإنما هي في منازل مستأجرة وقديمة البناء، وملاعبها ترابية بالنسبة للأول والثاني والثالث والرابع، أما الخامس نادي قلوة، الذي يقع في محافظة قلوة في نطاق تهامة الباحة، فيمتلك أرضاً خاصة به، في وسطها ملعب ترابي محفوف بالحجارة وغرفتان مهجورتان. وما جعل عزوف المواهب عن الانضمام لأندية المنطقة أيضاً، هو هجرتها للمدن الكبرى لاستكمال مراحلهم الدراسية في الجامعات والكليات. وأكد رئيس نادي قلوة موسى بن راشد الزهراني ل"الحياة"أن الباحة في حاجة ماسة إلى وجود مقرات لأنديتها لكي يزاول أبناؤها أنشطتهم الرياضية ويشاركوا في خدمة الحركة الرياضية السعودية، وقال:"أندية الباحة تفتقر لجميع المقومات من بنية تحتية ودعمين مادي ومعنوي، إذ لا تزال نظرة مجتمع الباحة قاصرة تجاه الرياضة، وكل الأندية في حاجة إلى دعم واهتمام من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومن رجال الأعمال وأبناء المنطقة". ورحب الزهراني بمقدم خادم الحرمين الشريفين، وتمنى أن تحظى أندية الباحة بمكرمة من مكارم الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقدمت الباحة مواهب وصلت بعطاءاتها إلى المنتخبات السعودية كقائد فريق الاتحاد السابق خميس الزهراني، ولاعبه الحالي عبدالرحمن الزهراني، ولاعب الوسط الدولي في فريق الهلال عمر الغامدي، والمدافع حسين الخثعمي، وفهد الزهراني في النادي الأهلي، وخضر الزهراني في فريق الطائي، وعبدالرحمن الزهراني في القادسية وسعد الزهراني في الفيصلي. وينتظر أبناء ورياضيو منطقة الباحة الزيارة الميمونة التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم للباحة لكي تشملهم مكرمة من مكارمه الكبيرة، وذلك بإنشاء مقرات حديثة لأندية المنطقة لكي تحفظ المواهب الرياضية من الاندثار، ويكون لها حضور فعال في خدمة الحركة الرياضية في المنتخبات السعودية.