عمل الدكتور محمد صالح الشنطي بدأب وإخلاص لمتابعة المنجز الإبداعي، ولعل المعرفة الواسعة به بدأت مع إصدار كتابه الشهير"فن القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية"وعلى رغم عموم الرؤى النقدية في الكتاب، فإنه قدم الإبداع القصصي بصورة شمولية، من حيث الأسماء للمبدعين وإنتاجهم، ثم توالى إنتاجه الأدبي النقدي المتصل بالإبداع المحلي في جوانبه واتجاهاته كافة. ومحمد صالح الشنطي ناقد يتسم بالحيادية في رؤاه، من منطلق الموضوعية مع تجنب الخلاف. ما جعل القراء والمختصين على وفاق مع معظم ما يقدمه من أعمال ذات مواضيع مختلفة، ولعل طلاب الكليات الجامعية وموادهم التدريسية، كان من دوافع هذا الثراء التأليفي، الذي يغطي مواضيع أدبية متعددة، من حيث التخصص بين القصة القصيرة والرواية والشعر والنقد والأدب الإسلامي، ومن حيث الزمن التاريخي بين القديم والحديث. وإذا كان مقامه في المملكة جعله يمنح الأدب السعودي جزءاً كبيراً من مؤلفاته، فإن شعر المقاومة والرواية العربية والأدب القديم لقيت اهتماماً ضمن هذه المؤلفات. يغادر الدكتور الشنطي الى بقعة عربية أخرى، غير أن مآثره في إثراء الحركة الأدبية في المملكة ستبقى تاريخاً حافلاً يسجل له. وهو من دون ريب من أبرز من تناول مسيرة الأدب في المملكة العربية السعودية، مؤلفاً، ومحاضراً، ومناقشاً، ومتفاعلاً، مع الساحة الثقافية. دعواتي له بحياة حافلة بالمزيد من العطاء، وأجزم وأثق باستمرار تواصله معنا.