اطلعت على مقال قصير نشرته إحدى الصحف السعودية في 3 تموز يوليو 2006 للدكتور محسن الشيخ آل حسان، بعنوان"الثقافة الجنسية وأكاذيب مضللة"، ولفت نظري بعض الحقائق التي يجهلها الشبان والفتيات السعوديون عن موضوع الجنس...، واعجبتني مقدمة الموضوع التي تقول:"علينا أن نناقش موضوع"الجنس"بموضوعية، ونقدم العناصر الأساسية التي يحتاجها الإنسان، فنحن نتحدث عن أجيال جديدة لا تعرف شيئاً عن هذا الموضوع، وماذا يقول العلم عنه؟ وما المعلومات والحقائق الأساسية المفروض توافرها للشبان والفتيات عن الجنس؟". وما تطرق له الدكتور آل حسان في مقاله، يحتاج إلى دراسة واسعة، تشارك فيها الجامعات والمؤسسات الاجتماعية والجمعيات النسائية والأندية الشبابية من الجنسين. وربما يتاح للشبان التعرف على الثقافة الجنسية من خلال أسفارهم واطلاعاتهم وحواراتهم، وغيرها الكثير من الينابيع التي ينهلون منها، إلا أنه مع مزيد من الأسف، جميع الأبواب مقفولة أمام الفتيات، حتى من خلال الكتب في هذا المجال، وإذا ما توافرت فمن العار على أي فتاة أن تقرأ كتاباً يرشدها إلى ثقافة جنسية بعيدة كل البعد من الابتذال والخلاعة والإثارة. لقد ذكر الدكتور آل حسان أساليب أخلاقية لتطبيق الثقافة الجنسية، مثل تقديم برنامج طبي من خلال اختصاصي أو أستاذ محترم، أو إعلان تلفزيوني يشرح بالضبط الحقائق التي تبحث عنها كل فتاة أو شاب، وضرب مثلاً بأحد الإعلانات التلفزيونية الذي ترك صداه بين فئة كبيرة من الذكور، ألا وهو إعلان خيمة سنافي، الذي فسره البعض بسوء نية، ومن الممكن أن يكون مداراً للنكت الجنسية أو الابتذال، ويمكن أن يكون مثاراً للفائدة والثقافة والعلم. أتمنى من شركات الأدوية، التي تجني البلايين من الدولارات من أدوية الجنس أو ما شابه ذلك، لو خصصت موازنة لتقديم بعض البرامج التلفزيونية، أو طباعة بعض الكتب في مجال الثقافة الجنسية، التي يحتاجها الجميع، خصوصاً الشبان والفتيات، الذين يستعدون لدخول الحياة الزوجية، وهم في حاجة ماسة لمن يرشدهم إلى العلاقات الزوجية السليمة، التي توفر للجميع السعادة والرفاهية. لقد ولى زمن الجهل، وجاء عهد الثقافة والصراحة المبنية على الأخلاق والابتعاد من الابتذال والرذيلة والمنكر، لذلك أرجو من شركاتنا السعودية، وأخص الشركة السعودية الدوائية سبيماكو، أن تبدأ في الاستجابة إلى مطالبنا بتقديم الندوات الثقافية والبرامج والنشرات وغيرها، بأسلوب حضاري ثقافي نظيف يستفيد منه الجميع، فهل سُيلبى طلبي وطلب جميع الفتيات؟ أرجو ذلك! سميرة الزهراني