تواجه السلطة الفلسطينية الحالية والقادمة تحدياً كبيراً، بسبب تهديدات الولاياتالمتحدة الأميركية، التي قرر مجلس الكونغرس فيها حجب المساعدات المالية المقررة عن السلطة الفلسطينية، وكذلك قرار دول الاتحاد الأوروبي بقطع المساعدات التي تقدم للسلطة الفلسطينية، بحجة انتخاب حماس ونيلها الأغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني، ما لم تتخل عن برنامجها الانتخابي. كما ان إسرائيل أعلنت إيقاف الحقوق المالية المستحقة للسلطة الفلسطينية من الضرائب العائدة من المقاصة عبر الممرات، وهي حق مكتسب للسلطة الفلسطينية بموجب الاتفاقات المبرمة بينهما. أمام ما سبق تفكر السلطة الفلسطينية الجديدة في البدائل، ومنها الاعتماد على المساعدات العربية والإسلامية، التي يجب أن تتزايد، لكي تغطي النقص المتوقع أن يحصل في الدخل الفلسطيني من أوجه عدة، وأيضاً من واجب الشعوب العربية والإسلامية أن تقف مع حكوماتها لدعم الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، بتقديم العون المالي، وذلك في شكل تبرعات شهرية، لا تقل عن ريال واحد في اليوم من كل فرد، ولو فرضنا أن هذه الفكرة طبقت فستحصل السلطة الفلسطينية من شعب المملكة العربية السعودية وحدها على أكثر من 16 مليون ريال يومياً، خلاف المساعدات الحكومية التي تقدم بموجب قرارات القمة العربية وعن طريق منظمة المؤتمر الإسلامي. وإذا أضيف إلى ذلك ما ستتجاوب به حكومات الدول العربية والإسلامية مع هذه الدعوة إضافة إلى شعوبها، فإن المبالغ المتوقع أن تحصل من ملايين العرب والمسلمين ستغطي النقص الذي سيحصل من قطع المعونات غير العربية والإسلامية المهددة بالانقطاع. إن الشعب الفلسطيني قدم الكثير من التضحيات في كفاحه ومقاومة الاحتلال خلال السبعين عاماً الماضية بالنفس والنفيس، إذ كان ولا يزال خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وعن الأمتين العربية والإسلامية أمام التهديدات الاسرائيلية التي هددت المنطقة طوال السنين الماضية. ومن حقه علينا الوقوف معه واستمرار مساعدته ومساندته، حتى ينال حقوقه كاملة بإقامة دولته المستقلة، واسترجاع حقوقه وعودة القدس عاصمة له، وإنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين إلى ديارهم. إن دعم الاقتصاد الفلسطيني والتنمية في فلسطين من جانب رؤوس الأموال العربية هو بديل آخر من القطاع الخاص في الدول العربية والإسلامية، لإقامة مشاريع تنموية لانتعاش الديار الفلسطينية وإعادة بناء ما دمره الاحتلال وأيضاً من أجل إزالة آثار العدوان. كما ان المجتمع المدني بمؤسساته الخيرية عليه واجب الإسهام في هذا الميدان، لكي يساند المؤسسات الخيرية الفلسطينية لدعم الإسكان والتعليم والصحة في فلسطين، وهذا واجب ديني ووطني تجاه إخوة لنا في فلسطين في الدين والدم والجوار. * أكاديمي سعودي