منذ أن أدخل المدرب الأرجنتيني هيلينوا هيريرا طريقة الكاتانتشو إلى ملاعب الكرة الايطالية في الستينيات، والمعتمدة بشكل كبير على غلق المنافذ الدفاعية والاعتماد بشكل كبير على الهجمات المرتدة، والايطاليون لا يفضلون غيرها، بل إن المقولة التي تذهب إلى إن الإيطاليين لا يروق لهم البدء بالهجوم، ويحبذون أن يهاجمهم الفريق المنافس هي مقولة أثبتت صحتها على مدار تاريخ كرة القدم الايطالية. في مونديال اسبانيا 1982 حققت ايطاليا الكأس آنذاك بإشراف المدرب العجوز انزو بيرزوت بطريقتها المفضلة، فبعد أن تخطت الدور الأول بشق الأنفس، نجحت في الدور الثاني بالتغلب على منتخبي الأرجنتين بهدفين لهدف ثم ألحقت البرازيل بها مسجلة في مرمى الحارس فالدير بيريز ثلاثة أهداف سجلت جميعها بواسطة المهاجم باولو روسي، طبقت ايطاليا طريقة دفاعية بحتة ونجح مدافعوها كابريني وكولفاتي وشيريا وبيرغومي وجنتيلي نجاحاً وصل إلى درجة الكمال، خصوصاً جنتيلي الذي حير نجمي الأرجنتين مارادونا والبرازيلي زيكو، ثم تخطت ايطاليا بولندا قبل أن تسحق ألمانيا بثلاثية في النهائي. تكرر المشهد في البطولة الحالية فأمام تشيخيا لجأ الايطاليون إلى طريقتهم المحبذة فسمحوا للتشيخ أن يهاجموهم، فوقعوا في الشرك الذي نصبه لهم أبناء الأزوري، افتتح مدافع الانتر متراتزي التسجيل برأسه ثم انكفأ الايطاليون تجاه مرماهم، منتظرين إحدى الهجمات المرتدة التي يجيدها مهاجموهم بشكل فعال، فخطف نجم هجوم ميلان انزاغي كرة من منتصف الملعب وهو وحيد من دون أي مراقبة فسار بها إلى أن قابل الحارس بيتر تشخ فراوغه على أحسن صورة وسجل الهدف الثاني مطلقاً رصاصة الرحمة على احد المنتخبات المرشحة للعب أدوار مهمة في المونديال. قبل المونديال تأثر المنتخب الايطالي بفضيحة المكالمات الهاتفية التي أجراها مسؤولو يوفنتوس وميلان لتسمية بعض الحكام لإدارة مبارياتهما، وكادت تلك الفضيحة أن تعصف بالمنتخب وبمدربه مارتشيللو ليبي، لكن البداية الايطالية أمام غانا والفوز بهدفين بدد تلك المخاوف وقدم الفريق بصورة جديدة، ما حدا مدرب ألمانيا يورغن كلينسمان إلى التحذير من الفريق الأزرق،"انه أحد المنتخبات المرشحة للفوز باللقب بعد أن تخطى اللاعبون المشكلة في أمام غانا".