ناقش حشد من النساء الداعيات إنشاء مجلس تنسيقي ممثل منهن في كل من شرق وغرب وجنوب الرياض، ليتولى تنسيق وتوحيد الجهود بين المؤسسات الدعوية في مدينة الرياض. على أن يتضمن عدداً من الداعيات تترأس كل واحدة منهن فريق عمل ليقوم بالمهام المقترحة. وأوصت الداعيات في ملتقاهن الذي نظم أخيراً في مدينة الرياض ب «متابعة الداعيات لتطورات الأحداث المحلية والعالمية وصياغة الخطاب الدعوي بما يتواكب مع تلك الأحداث ويناسب الفئة المخاطبة». وطالبت توصياته بضمان المعاهد المختصة «تأهيل الداعيات لمواكبة المستجدات من خلال تزويدهن بأساليب تجديد الخطاب الدعوي وأساليب تطبيق نظام الجودة في العمل الدعوي». إلى جانب «التوسع في الاستفادة من تقنيات العصر في الدعوة النسائية، عبر إنشاء المواقع والمنتديات». وكانت اللجنة النسائية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي في غرب الرياض هي التي نظمت الملتقى الأول للداعيات بعنوان «رؤى متعددة لجهود موحدة»، تحت شعار «وجعلني مباركاً أينما كنت» دعت إليه 130 داعية. وأوضحت الدكتورة نورة الحساوي أن أهداف الملتقى تركزت في توحيد الجهود الدعوية لتكون قادرة على التأثير بفعالية، وتبادل الخبرات والأفكار والأساليب في المجال الدعوي، ومعالجة المشكلات التي تعترض عمل الداعيات والعمل الدعوي. وناقش الملتقى العديد من أوراق العمل في جلسات عدة، أدارتها الدكتورة منيرة الحريشي، ومن ابرزها ورقة للدكتورة أسماء الرويشد عن «واقع الخطاب الديني وأساليب تجديده» أكدت فيها أن الإسلام في عصرنا الحاضر، أحوج ما يكون إلى من يحسن عرضه على الناس، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، خصوصاً في صفوف الشباب من الذكور والإناث وجوهر ذلك الاعتدال في الخطاب الدعوي وتحسينه وتطويره، ثم بينت المقصود بالخطاب الدعوي، أنه عبارة عن وسيلة إيصال هذا الدين والدعوة إليه، فينبغي ان يطور نظراً لمقتضيات العصر ومستجداته والانفتاح على ثقافات كثيرة، ولكن كل هذا في ظل الضوابط الشرعية. وأضافت الرويشد أن الحاجة إلى تجديد الخطاب الديني أصبحت ضرورة من ضروريات العصر، وجزءاً مهماً من متطلبات الدعوة، وان الخطاب الدعوي لابد أن يتناسب مع معطيات العصر الذي نعيشه، فالخطاب قبل 40 سنة والناس ليس لديهم إعلام وفضائيات وانترنت ليس هو الخطاب الذي يجب أن يسود مع كل هذه الوسائل. وقالت الرويشد: «إذا أردنا أسلوباً دعوياً مناسباً يشمل مختلف الأساليب الدعوية الناجحة في كل زمان ومكان فسنجده مجموعاً في المعنى الشرعي «للحكمة» والتي قال الله تعالى في شأنها «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن». وركزت الرويشد على مجالات تطوير الخطاب الدعوي التي منها التطوير في الوسائل، وذلك باستخدام الوسائل الحديثة المتاحة والمباحة للدعوة إلى الله كالانترنت والقنوات الفضائية ووسائل التقنية، وتطوير الداعية لنفسها فكلما طورت نفسها ازدادت ثقة الناس بها، وازدادت مساحة انتشار دعوتها. وعن آليات تجديد الخطاب الدعوي، قالت الرويشد: «من خلال مراعاة الأصول الشرعية والتأصيل على منهج الكتاب والسنة واستحضار خصوصيات المراحل العمرية، والتحديات العامة التي تواجه المجتمع والمرأة كالدعوة إلى التحرر من الدين والخروج عن أحكامه باسم الحرية أو بدعوى إزالة التمييز ضد المرأة، وكذلك المواضيع التي تهم الشباب بشكل خاص، كالعلاقة بين الجنسين، والتطرف، والشذوذ العقائدي كعبدة الشيطان». واختتمت الرويشد ورقتها بالتأكيد على أن بين أسباب نجاح بعض الدعاة في خطابهم الدعوي بعث الأمل في نفوس المدعوين، والتركيز على الألفة وإثارة المشاعر والعواطف الداخلية وملامسة القلوب والعقول معاً، وهذا ما نجح فيه كثير من الدعاة فقدموا خطاباً ايجابياً لا سلبياً ولا تعنيفياً وبسطوا المفاهيم للجماهير ولم يكتفوا بذلك بل عالجوا في خطاباتهم مشكلات الناس النفسية وأعطوهم الأمل والثقة في تطوير أنفسهم من الناحية الإيمانية والشرعية». أما الدكتورة رقية المحارب فقدمت ورقة عمل بعنوان «الأدوار المناطة بالقائمات على الدعوة لتوحيد الجهود الدعوية»، قالت فيها: «اننا في عصر تتكاتف فيه الجهود للوقوف ضد الإسلام، ولذلك ينبغي أن تتكاتف الجهود المسلمة لدفعه، وتتعاون لنشر دين الله في المعمورة، لكننا نرى الواقع يخالف هذا الخيار ويعرض عنه في وقت أحوج ما يكونون للتعاون، لكن لا يعني ذلك تمييع الأصول التي نتحاكم وفقها، أو أن نتنازل عن قيمنا ومبادئنا. وفي هذا الإطار ينبغي لمن تحمل الدعوة إلى الله أن يحرص على الائتلاف والتعاون لتحقيق مقاصد الشريعة لعمارة الأرض؛ فالاجتماع وتوحيد الكلمة بين الدعاة إلى الله من ألزم الضرورات قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا). وحددت المحارب سبل توحيد الجهود الدعوية ومنها بحسبها «أن يكون لنا منهج واضح في قبول الخلاف والتعامل معه بعيداً عن فرض الرأي بغير حجة من الله قائمة وبعيداً عن رفض الآخر لمجرد الهوى والتعصب بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. قال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)» أما عن خطة مقترحة لتوحيد الجهود فأشارت الدكتورة المحارب إلى نقاط عدة منها: - إعداد استراتيجية للعمل الدعوي المشترك تحدد: كيفية التعامل مع وسائل وأساليب الدعوة. وكيفية تجنب الصدام والازدواجية. - توحيد الجهود الدعوية عبر الفضائيات: بإنشاءِ مكتبٍ لتنسيق الجهود الدعوية عبر الفضائيات السعودية والعربية، لتلافي التضارب أو التباين في الطرح وتناقض الحلول المقترحة وتوفير الجهود وترتيب أوقات البث، وإنشاء مواقع أسرية تعتني بشؤون الأسرة الداخلية والخارجية وتملأ الفراغ لدى النساء والأطفال. - إنشاء مواقع إسلامية بلغات متعددة، كالإنكليزية، فمعظم المستخدمين للشبكة الذين يبلغ عددهم أكثر من 220 مليون مستخدم يتكلمون الإنكليزية. (افتتاح مواقع بهذه اللغة). 20 في المئة من المستخدمين من اليابان (افتتاح مواقع بهذه اللغة). والتوقعات تشير إلى احتمال أن يكون الصينيون عام 2010 هم الأكثر استخداماً (التحضير لهذا الأمر بإنشاء مواقع باللغة الصينية). وجاءت ورقة الدكتورة نوال العيد بعنوان «إدارة الجودة الشاملة»، أوضحت فيها المقصود بالجودة وأنها تضافر كل الجهود داخل المؤسسة بهدف تحسين الأداء تحسيناً مستمراً لرفع مستوى المخرجات، وبينت خصائص الجودة من خلال التحسين المستمر للأداء والعمل الجماعي والأداء بشكل صحيح وتلبية حاجات وتوقعات المستفيد، وذكرت العيد مراحل بناء نظام إدارة الجودة (الإعداد والتهيئة- التخطيط- التقويم - التطبيق - تبادل ونشر الخبرات). وأوضحت مديرة اللجنة النسائية في غرب الرياض هند العبيد أن «المؤتمر خطوة مباركة لتحقيق تعاون مشترك مع المؤسسات والجمعيات الخيرية، وتبادل الخبرات لتحقيق أهداف مشتركة وبناءة لخدمة وطننا الغالي وديننا الحنيف». وأعلن عن ترشيح رئيسات يشرفن على المجلس التنسيقي والتنظيمي في الرياض هنّ: الدكتورة أسماء الرويشد والدكتورة نوال العيد والدكتورة رقية المحارب والدكتورة منيرة القاسم والدكتورة نورة الحساوي والدكتورة جواهر المبارك ونسرين الرديني. وقالت مسؤولة لجنة الأنشطة الثقافية سميرة العبيد: «الملتقى الأول للداعيات حرصنا فيه على جمع أكثر من 130 داعية في منطقة الرياض، كخطوة أولى لتوحيد الجهود ودفع مسيرة العمل الخيري والدعوي بما يناسب العصر».