"أنت علامة مضيئة يجب أن يتعلم منها الجميع من دون استثناء حب العلم والمعرفة وعدم الركون في طلبه"، هكذا خاطب أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز الخريج موسى بن محمد ثواب الحربي 64 عاماً أمس خلال احتفال جامعة القصيم بتخريج 1835 خريجاً وخريجة من حملة درجة البكالوريوس والماجستير في 15 تخصصاً. وأضاف أمير منطقة القصيم أن رغبة جامحة تولدت لديه في أن يزداد في تعلمه، وأن يعود إلى مقاعد الدراسة الجامعية مرة أخرى. وطلب من الخريج الستيني ممازحاً أن يتوسط له عند مدير الجامعة لقبوله طالباً جديداً. الحربي الذي تخرج من جامعة القصيم في تخصص الشريعة وأصول الدين، بعد مشوار حافل بدأ عام 1415 ه، أشار إلى أن هذه الشهادة لن تثنيه عن مواصلة طلب العلم، وأنه يتمنى أن يعود من جديد إلى مقاعد الدراسة معلماً وليس كطالباً. وأضاف أنه منذ الصغر كان عاشقاً للقراءة والعلم، لكن ضعف مستوى تعليمه وقف عائقاً أمامه"في البداية جمعت أمهات الكتب ومصادر المعلومات، وقضيت وقتاً طويلاً معها يزيد على عقد من الزمن، إلا أن ذلك لم يشبع نهمي ولم يرض طموحي، فتوجهت من جديد إلى مقاعد الدراسة وأكملت المرحلة الدراسية ثم التحقت بالمعهد المكي في مكةالمكرمة في المتوسطة والثانوية، ثم بكلية الشريعة في جامعة القصيم". وللخريج المسن 13 ولداً وبنتاً، بعضهم تخرج من الجامعة والتحق بسلك التدريس، ومنهم من يعمل في القطاع العسكري، وأصغرهم في الثانوية العامة. ويعتبر الحربي أن أكثر المواقف المحرجة التي تعرض لها قبوله في الجامعة بصعوبة نظراً إلى كبر سنه، وتلك النظرات الغريبة التي وجد نفسه محاطاً بها عندما يكون بين الطلاب"على رغم هذه المواقف المحرجة إلا أنها زادتني طموحاً كي أثبت أن طلب العلم لا يعتمد على كبير أو صغير، بل الذي يحدده هو الإصرار والطموح". ولم ينس الخريج الستيني الأيام الحزينة التي قضاها بعيداً من الجامعة في السنة الماضية، بعد تعرضه لحادثة مرورية وهو في طريقه إلى الجامعة، ما أجبره على تأجيل الدراسة حتى يستعيد صحته في شكل كامل. وكانت حفلة التخرج التي أقيمت ظهر أمس في مبنى المدينة الجامعية شمال بريدة وحضره نائب أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل بن سعود شهد تخريج 1835 خريجاً وخريجة، هم خريجو الدفعة الثالثة من حملة درجة البكالريوس والدفعة الثانية من حملة درجة الماجستير. واعتبر مدير الجامعة الدكتور خالد الحمودي أن هذه الدفعة من الخريجين تاريخية، لأنها تحوي لأول مرة خريجين من كلية الطب البشري وعددهم 36 طبيباً و 15 طبيبة.