الصفحة: 4 - المحلية تنتظر سعاد الدعجاني منذ 20 عاماً دورها في الحصول على قطعة أرض من أمانة المنطقة الشرقية، وما زال الأمل يراودها مع كل إعلان عن دفعة جديدة من أسماء الحاصلين على أراضٍ، إلا أن أملها سرعان ما يتبخر، وبخاصة مع سماعها عبارة أن"دورها لم يحن بعد"من جانب المسؤولين في الأمانة. وتذكر الدعجاني أنها تقدمت بطلب منحة أرض إلى الأمانة منذ عقدين، وتتساءل"ما نوع الخسارة التي ستتكبدها الأمانة إن قامت بتسريع توزيع الأراضي على المنتظرين؟ وهل يرى المسؤولون فيها أن مدة 20 عاماً غير كافية للحصول على منحة أرض؟، وما المدة التي ينبغي أن ننتظرها لكي نحصل بعدها على الأرض؟"، وتقول:"إن بعض الناس حصلوا على أرض في سرعة قياسية، باستعانتهم بالواسطة والمعارف". وتوضح"أسكن في شقة مستأجرة منذ عشر سنوات، وعلى رغم أن سلبيات عدة موجودة في الشقة، إلا أنني تحملتها، على أمل بناء منزل على قطعة الأرض التي ستمنحها لي الأمانة، ولا أدري متى سأحقق حلمي في أن تملك أسرتي منزلاً خاصاً، بعيداً عن الإيجار ومشكلاته". ودعت سعاد إلى"ضرورة مراعاة أصحاب الظروف الخاصة في نظام منح الأراضي"، وتقول:"هناك عشرات الحالات التي تحتاج المساعدة من الأمانة، ولا تخرج هذه المساعدة عن سرعة تسليم هذه الحالات منح الأراضي، التي تقدموا بطلبات للحصول عليها، وبخاصة إذا علمنا أن هناك مطلقات وأرامل وذوي احتياجات خاصة، يأملون في الحصول على أراضِ في أسرع وقت". وفشلت فوزية عبد الرحمن في التخلص من خوفها المتواصل على أبنائها الثلاثة، وتسعى منذ طلاقها إلى تأمين مستقبلهم، وتنتظر منحة الأرض التي تقدمت بطلب لها في أمانة المنطقة الشرقية منذ طلاقها. وتشير إلى أن"حصولنا على قطعة الأرض سيكون سنداً لأبنائي ضد تقلبات الزمن وغدر الأيام"، بيد أن القلق يزداد يوماً بعد آخر، وتقول:"كأي أم أريد أن أطمئن على مستقبل أبنائي إن حدث لي مكروه، وبخاصة أنني أعاني وطأة أمراض، قد تنهي حياتي في أي لحظة، وأعتقد أن سبع سنوات كافية للحصول على منحة الأرض التي أنتظرها بفارغ الصبر، إلا أنها لم تأتِ بعد". ويقول مصدر في أمانة المنطقة الشرقية إن"توزيع منح الأراضي له نظام صارم، لا بد أن يتبع بحذافيره، وعلى رغم ذلك، فإن الأرامل والأيتام وذوي الظروف الخاصة لهم الأولوية في المنح، وأخيراً وافق أمين الشرقية على توزيع نحو 500 قطعة أرض في محافظة الجبيل على منتمين إلى هذه الفئات". ويلفت المصدر إلى أن:"أراضي المنطقة الشرقية لها طبيعة خاصة تختلف عن بقية محافظات السعودية، إذ غالباً ما تكون محصورة بين مياه الخليج وحقول البترول، الأمر الذي يحتاج معه إلى دراسات من نوع معين، تؤكد خلوها من آبار البترول قبل توزيعها على المواطنين". ولم ينفِ المصدر تأخر معاملات المواطنين في الأمانة، ويؤكد على"وجود ما يزيد على 183 ألف طلب لمنحة أرض، إضافة إلى 12 ألف طلب من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة و14 ألف طلب لمنح خاصة، وهذه أرقام كبيرة إذا ما قيست على الأراضي الجاهزة للتسليم في المنطقة الشرقية"، موضحاً"نحتاج إلى تنظيم من نوع خاص في عملية توزيع منح الأراضي، كما نحتاج إلى المزيد من الأراضي للمواطنين، وهذا ما نسعى إلى تأمينه في الفترة المقبلة". ويدعو المصدر المواطنين إلى التعاون مع الأمانة في الإبلاغ عن الذين حصلوا على منح أراضٍ في المحافظات السعودية الأخرى، ويسعون للحصول على منح أخرى في المنطقة الشرقية، ويقول:"إن لم يكن هناك تعاون من المواطنين أنفسهم، فإن معاملاتهم ستتعطل، وهذا ما لا نأمله منهم، كما يجب أن يعلموا أن تأخر معاملاتهم لدى الأمانة خارج عن إرادة المسؤولين والموظفين فيها، ونتمنى أن تمنح الأمانة كل طالبي المنح أراضيهم في أسرع وقت".