حمل احتفال المسرحيين في المنطقة الشرقية بيوم المسرح العالمي الأسبوع الماضي ما كانوا ينتظرونه منذ زمن، وتمثل في إنشاء مقر يتسع لنشاطهم المسرحي، بعد أن كان المكان ابرز معوقات عملهم، وعلى رغم عدم توقفه طوال السنوات الماضية، إلا أن وجود مقر يتمتع بمزايا المسرح حلم قارب التحقق، وأوضح رئيس فرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون في الدمام عبدالعزيز آل إسماعيل أن"الأعمال جارية في إنهاء المقر الجديد للجمعية والذي يتميز بسعة المكان والتجهيز المتكامل الذي يخدم الجمعية في شكل أفضل"، موضحاً أن"المقر الجديد يقع بالقرب من مبنى تلفزيون الدمام، وسيكون الانتقال إليه في غضون الأشهر القليلة المقبلة". ويرى أن العام الماضي حمل كثيراً من الجوانب الجيدة للمسرحيين، مثل"إقامة مسابقة العروض المسرحية القصيرة، التي قدمت فيها ستة عروض، وكذلك شهد العام الماضي تقديم مسرحية المزبلة الفاضلة". ولم يقتصر التطور على أعمال مسرحية قدمت على"خشبة مسرح"الجمعية، وإنما شهد ولادة ممثلين. ويوضح آل إسماعيل:"ظهرت أسماء جديدة، سواء في التمثيل أم في الإخراج مثل محمد الحلال". ويشير إلى أن حركة المسرح في المنطقة"شهدت تطوراً كبيراً، وبخاصة في تعامل الشباب مع فكرة المسرح ومفهومه والبحث عن صيغ جديدة تربط بين الجمهور والممثلين". وشهد مقر الجمعية حضوراً كثيفاً من المسرحيين والمهتمين بالثقافة في شكل عام، وقدمت في الاحتفال ثلاثة أعمال مسرحية، أحدها من أداء طلاب إحدى الدورات المسرحية في الجمعية بعنوان"دعه يتكلم"للكاتب دون بايرن وإخراج غسان الدبس، الذي أخرج أيضاً المسرحية الأولى، وهي مأخوذة من قصة للكاتب تشيخوف، ومثل فيها الفنان نضال أبو نواس، وأخرج المسرحية الثالثة المخرج محمد الحلال، الذي أدى المقاطع الموسيقية والغنائية بصوته، وذكر رئيس الفرع أن"احد العروض المقدمة سيتم عرضه في مدينة الرياض في وقت لاحق". وألقيت كلمة يوم المسرح العالمي للكاتب المسرحي فيكتور هيغو راسكون باندا، التي ترجمها الكاتب المسرحي عباس الحايك، وحملت الكلمة هجوماً قوياً على وسائل الاتصال الحديثة وبخاصة التلفزيون، وجاء فيها"كان المسرح على الدوام تحت تهديد الفناء والاندثار، خصوصاً مع انتشار السينما والتلفزيون وفي الوقت الحظر مع الوسائط الرقمية، فالتكنولوجيا غزت المسرح وغيبت البعد الإنساني فيه، مع محاولة لنشوء مسرح بلاستيكي جامد يطغى عليه تشكيل الحركة الذي أبدل بالكلمة المنطوقة، المسرحيات تقدم من دون حوار ومن دون إضاءة أو ممثلين، وليس هناك سوى دمى معروضة مصحوبة بتأثيرات الإضاءة المعددة، تلك التكنولوجيا حاولت تحويل المسرح إلى عروض ألعاب نارية أو عروض جانبية ترفيهية في ساحات اللعب". وعلى رغم ذلك، يرى أننا"اليوم نشهد عودة الممثلين قبل المشاهدين، نشهد عودة الكلمة إلى المسرح، للمسرح مناهضون واضحون مثل الفقر في التعليم الفني منذ الطفولة الذي تعوق الاكتشاف والاستمتاع به، والفقر الذي غزا العالم هو ما يجعل الجمهور بعيداً وغير مبال، واهماً الحكومات التي من المفترض أن تأخذ بيده وتطوره". ورأى رئيس قسم المسرح الفنان راشد الورثان أن العام الجديد يحمل كثيراً من الوعود على رغم"قتامة الوقت"، إلا"أن واعدين يحملون معهم عاماً جديدا في مضمار الفن المسرحي". وفيما اقتصر احتفال مسرحيي الدمام على الجمعية، احتفلت جامعة الملك فيصل في الأحساء بيوم المسرح العالمي بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون فرع الأحساء، تحت شعار"مسرحيو الجمعية جزء من منظومة المسرح العالمي، فما أجمل أن نحتفل بيوم المسرح العالمي"، وشهدت قاعة عبدالرحمن المريخي في الجمعية عرض مسرحية"الميناء"للمؤلف سامي الجمعان وإخراج زكريا المومني ومشاركة طلاب من الجامعة في التمثيل.