عاد المدرب الفرنسي برونو ميتسو مجدداً إلى الإمارات لتدريب منتخبها الوطني تاركاً إدارة فريقه السابق الاتحاد تبذل مزيداً من الجهد للبحث عن تبريرات أمام أنصار النادي تخفف من وطأة رحيل الداهية الفرنسي عقب تجربة قصيرة في جدة لم يكتب لها النجاح وانتهت بإقصاء الاتحاد من بطولة السعودية لكرة القدم للموسم الرابع على التوالي. وحاول ميتسو خلال مؤتمر صحافي عقده في الإمارات لحظة وصوله إلى مطار دبي الدولي أن يكفي نفسه سيل الانتقادات التي وجهها الصحافيون إليه بداعي عدم احترامه اتعاقدات السابقة مع أندية العين الإماراتي والغرافة القطري والاتحاد السعودي، وفضل أن يصدر أزمة إلى إدارة الأخير عندما أعلن أنه لا صحة لهروبه من تدريب النادي السعودي، وأن الاتفاق مع رئيس الاتحاد منصور البلوي ينص على تولي مهمة تدريب الفريق شهراً وليس 24 شهراً كما أعلن البلوي في مؤتمر صحافي أمام أنصار النادي في جدة. ولم يجد ميتسو حرجاً في الاعتراف بأنه ساعد في تضليل أنصار اتحاد جدة بالاتفاق مع رئيس النادي منصور البلوي الذي كان يعلم بتعاقده مع الاتحاد الإماراتي لكرة القدم اعتباراً من مطلع حزيران يونيو المقبل، ما جعل البلوي حينها يحظى بعاصفة من الهتافات في قاعة المؤتمر إعجاباً بقدرته على التعاقد مع ميتسو لموسمين متواليين. ويبدو أن ميتسو من خلال تصريحاته الأخيرة أراد الرد على إدارة النادي السعودي بعدما أعلنت أنها ألغت تعاقدها مع المدرب الفرنسي بداعي أنه فشل في قيادة الفريق إلى الفوز ببطولة السعودية عقب خسارته أمام الهلال1-2 في الدور نصف النهائي، خصوصاً أن رئيس الاتحاد منصور البلوي كان يدرك حقيقة تعاقده مع ميتسو بخلاف ما أعلنه أمام الصحافيين وأنصار النادي، ما جعل ميتسو يرفض أن يكون بمثابة ورقة التوت التي يستر بها رئيس الاتحاد عورته ويفلت من عقاب أنصار ناديه. وباتت محاولة البلوي تضليل أنصاره مجدداً من خلال النيل من سمعة برونو ميتسو وتصويره بمظهر المدرب المطرود، وتصريحات المدرب الفرنسي الأخيرة بمثابة الحجر الذي حرك المياه الراكدة في الاتحاد بعدما تعالت أصوات المطالبين بتنحي البلوي عن منصب رئيس النادي في مقابل توليه رئاسة مجلس الأعضاء الداعمين بصفته الأكثر اهتماماً بتوفير التمويل المالي لمصروفات النادي خلال المواسم الأربعة الأخيرة. ولن ينسى الداهية ميتسو تجربته القصيرة في الاتحاد لأنها التجربة الأكثر فشلاً في سجل المدرب الذي نال من الشهرة ما منحه فرصة مهمة للحصول على تعاقدات بملايين الدولارات وجعل منه هدفاً للأندية والمنتخبات الباحثة عن الانجازات، خصوصاً أن ميتسو ارتبط بتحقيق الألقاب في محطاته الأخيرة خلال المواسم الخمسة الأخيرة التي عرفت قيادته لمنتخب السنغال في مونديال 2002 وتحقيق الفوز على منتخب بلاده فرنسا، فضلاً عن تحقيق بطولة دوري أبطال آسيا مع فريق العين الإماراتي وبطولة الدوري القطري مع الغرافة القطري.