"المجمع الفقهي الإسلامي لا اعرفه"، رد سريع لسعيد الشهراني 28 عاماً معلم التربية الإسلامية، والحاصل على إجازة تخصصها الدقيق في الدراسات القرآنية لطلاب مراحل الأساس، والتي تركز مناهجها وخططها على تأصيل زرع أحكام وفروع الشريعة الإسلامية في عقولهم. سعيد يمثل شريحة عريضة من المجتمع السعودية، من تيارات وأطياف متنوعة،"يطمئنون"لفتاوى"هيئة كبار العلماء"السعودية، دون غيرها، حتى وان كانت من"المجمع الفقهي الإسلامي"، من دون الإشارة إلى أن الإسلام حكر على السعوديين. لا يحتاج إثبات حقيقة توصل إلى"إيمان"السعوديين بفتاوى هيئة كبار علمائهم، إلا لاستطلاع رأي سريع لتأتي الردود من نوع:"لأي دولة يتبع المجمع الفقهي الإسلامي"، وجاءت نسبة 95 في المئة من الإجابات حول من يرأس المجلس بالقول على الفور"والله ما ادري". وحتى وقت قريب لم تكن فتاوى المجمع الذي يضم نخبة من علماء العالم الإسلامي تلقى اهتماماً في الشارع السعودي حتى الدورة ال 18 التي أعلنت رسمياً الحكم بالتحليل لزواجي"فرند"و"المسيار"، اللذين كانا حائرين بين ألسنة السعوديين وأمنياتهم. ويبدو أن الفتاوى التي جاءت"على هوى"، شريحة عريضة انتظرت طويلاً لتجد غطاء شرعياً لنواياها، التي دخلت حيز التنفيذ، ليهبوا ويلقوا بكامل ثقتهم في المجمع، الذي ظل سنوات يصدر فتاوى لا ينتظرها إلا المسلمون في المهاجر الغربية، إذ أن معظم المسائل الشرعية كانت تخصهم. وبالعودة إلى الحديث مع سعيد ليكمل سبب اختياره فتاوى هيئة كبار العلماء عن غيرها من المرجعيات الدينية:"نحن في هذه البلاد لدينا علماء يعرفون طبيعتنا وعلى طريقتنا ومذهبنا، ولذلك اعتقد أن ما يقولنه هو الصحيح، أما المجمع الفقهي الإسلامي، أعضاؤه من مدارس دينية أخرى". وما لا يعلمه سعيد وكثر من السعوديين شملهم استطلاع الرأي أن رئيس"المجمع الفقهي الإسلامي"، و"هيئة كبار العلماء"واحد هو الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والذي يشغل أيضاً موقع مفتى الديار السعودية، ونائبه الدكتور عبدالله التركي، والأمين العام الدكتور صالح بن زابن البقمي وكلاهما سعودي. وتعرف"رابطة العالم الإسلامي"الذي يأتي المجمع تحت مظلتها بأنه"عبارة عن هيئة علمية إسلامية ذات شخصية اعتبارية مستقلة، داخل إطار رابطة العالم الإسلامي، مكونة من مجموعة مختارة من فقهاء الأمة الإسلامية وعلمائها". ويهدف المجمع إلى بيان الأحكام الشرعية في ما يواجه المسلمين في أنحاء العالم من مشكلات ونوازل وقضايا مستجدة من مصادر التشريع الإسلامي المعتبرة، وإبراز تفوق الفقه الإسلامي على القوانين الوضعية وإثبات شمول الشريعة واستجابتها لحل كل القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية في كل زمان ومكان. وتشمل استراتجية المجمع نشر التراث الفقهي الإسلامي وإعادة صياغته، وتوضيح مصطلحاته وتقديمه بلغة العصر ومفاهيم تشجيع البحث العلمي في مجالات الفقه الإسلامي، وجمع الفتاوى والآراء الفقهية المعتبرة للعلماء المحققين، والمجامع الفقهية الموثوقة في القضايا المستجدة، ونشرها بين عامة المسلمين، والتصدي لما يثار من شبهات وما يرد من إشكالات على أحكام الشريعة الإسلامية. وبأخذ رأي آخر من الاستطلاع يقول الاختصاصي في تقنية المعلومات سليمان عبدالرزاق الدليجان:"لم نعرف إلا هيئة كبار العلماء للحصول على أي حكم ديني في مسألة أو التعامل مع أي حديث، واعتقد أن الهيئة اقرب إلينا نحن السعوديين". ويشير عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالمحسن العبيكان المعروف باستشهاده بقرارات المجمع في فتاواه قائلاً:"علماء السعودية يأتون في مكانة خاصة في داخل البلاد أو في الدول الإسلامية، ولذلك يرون أن فتياهم هي الأقرب". ويحمل العبيكان وسائل الإعلام تراجع معرفة السعوديين بالمجمع مزيداً:"للأسف هناك تقصير إعلامي، تجاه المجمع وما يصدر عنه، يجب على الإعلام نشر الفتاوى والقرارات الصادرة عن المجمع، ويجب أن توزع في كتيبات على جميع الناس، ولا يقتصر على المهتمين بالمسائل الشرعية فقط".