السمنة تعني بكل بساطة التراكم الزائد للدهون على الجسم، فالطعام يزودنا بالتغذية والطاقة اللازمتين للصحة، وإذا أكلنا أكثر من اللازم يتحول الطعام الزائد إلى دهون يخزنها الجسم وإذا استمررنا في ذلك يزيد وزننا، ومع الاستمرار في ذلك يصبح الشخص سميناً. انتشرت السمنة وبدأنا نرى مضاعفاتها وقد تصبح قريباً السبب الأول للوفاة في العالم بعد أن كان التدخين في المقدمة. وتدل الدراسات العالمية والمحلية على أن انتشارها أصبح بمثابة وباء، وأن الدول النامية تحذو حذو الدول الصناعية في ارتفاع نسبة هذا الوباء، وأن فاتورة السمنة ستكون عالية، سواء من ناحية كلفة الأغذية وأنواعها أو من ناحية المبالغ الموجودة للعلاج، إضافة إلى الخسارة الناتجة من تأثر الإنتاج العملي للمصابين بالسمنة. كيف تحصل السمنة؟ لا يصاب الإنسان فجأة بالسمنة ولكنها تحصل في شكل تدريجي ومزمن:"نأكل أكثر من ما نحتاج ونخزن الزيادة على شكل دهون". تختلف أسباب اختلال التوازن بين ما تأكله وما تخزنه من طاقة باختلاف الأشخاص، ولكل من العمر، الجنس، الجينات الوراثية، التركيب النفساني والعوامل البيئية دور في ذلك. وتميل السمنة لأن تظهر في العائلات ككل. والسبب هو المشاركة في الجينات الوراثية وأسلوب الحياة والطعام لهذه العائلات، وهذا لا يعني بالضرورة أنك ستكون سميناً إذا كانت عائلتك كذلك. وللحال العاطفية والنفسية أيضاً دور في ذلك فقد يفرط بعض الناس في تناول الطعام إذا كان لديهم اكتئاب، غضب، زهق أو يأس أو غيرها من ما لا علاقة له بالجوع فشة خلق، ولا يعني هذا أن الأشخاص السمينين لديهم مشكلات نفسية أكثر، ولكنه يعني أن مشاعرهم قد تؤثر في أسلوب غذائهم وتجعلهم يفرطون في تناول الطعام. وتؤثر العادات الاجتماعية والنظرة النمطية للجمال في أنماط تناول الطعام، خصوصاً في المجتمعات التي ترى امتلاء الجسم أحد مظاهر الجمال لدى الإناث. أما العوامل البيئية، ومنها أسلوب الحياة هذه الأيام وعادات الطعام والنشاط، فيتم تعلمها ولو جزئياً من البيئة المحيطة، وزيادة الأكل وقلة الحركة أهم الأساليب التي تؤدي إلى السمنة. ويمتلك الرجال عضلات أكثر من النساء ويحرقون طاقة أكثر من النساء حتى في حال السكون، لذلك تميل النساء إلى زيادة الوزن أكثر من الرجال حتى لو كانت كميات الطعام متساوية. وللعمر أيضاً دور في ذلك، فقد يميل الناس لزيادة خلايا الدهن وخسارة العضلات مع تقدم العمر وتقل كذلك عملية الأيض لديهم، ما يحتم استهلاك طاقة أقل. وأثناء الحمل يزداد وزن النساء في شكل متفاوت بعد الحمل مقارنة بقبله، وقد يؤدي ذلك إلى السمنة، خصوصاً بعد كل فترة حمل. وهناك بعض الأمراض التي قد تساعد على حصول السمنة مع أنها غير شائعة كثيراً، منها: نقص نشاط الغدة الدرقية، متلازمة كوشنغ، متلازمة المبيض متعدد الكيسات، بعض الأدوية مثل الكورتيزون، مضادات الاكتئاب، حبوب منع الحمل، النهم المرضي. كما تعطي جداول الطول والوزن معدلات عامة عن الوزن الصحي أو زيادة الوزن بحسب الطول، ولكنها لا تفرق في توزيع الدهون داخل الجسم، ومن هنا فهي لا تساعد في تحديد المخاطر المترافقة مع زيادة الوزن. نسبة الدهون في الجسم يتفق الكثير من الاختصاصيين على أن نسبة الدهون المئوية في الجسم مؤشر جيد للسمنة أكثر من 25 في المئة عند الرجال وأكثر من 30 في المئة عند النساء من الدهون تعدّ في خانة السمنة. وهناك صعوبة في القياس الدقيق لنسبة الدهون في الجسم ويجب توافر أجهزة خاصة بذلك وهي غير موجودة في الكثير من المراكز الطبية. والأجهزة الموجودة في النوادي الرياضية وبرامج التخسيس قد لا تكون دقيقة إذا لم يتم إجراؤها بدقة. ويعد قياس الخصر عاملاً مهماً أيضاً، فالناس الذين تتراكم الدهون حول خصورهم لديهم مخاطر أكبر من الأمراض ذات العلاقة بالسمنة. وهذا يختص بالنساء اللواتي يزيد قياس خصرهن على 35 بوصة 88 سم والرجال على 40 بوصة 100سم. مقياس كتلة الجسم BMI معادلة تأخذ في الاعتبار مقاسات الطول والوزن. وهذا المقياس شبيه بمقياس نسبة الدهون في الجسم، ولكنه أسهل ومع ارتفاع قراءة هذا المقياس ترتفع نسبة الخطورة. ويلعب توزيع الدهون في الجسم دوراً في تحديد خطورة السمنة والمشكلات الصحية المصاحبة لها، وأظهرت دراسات من الدول الإسكندنافية أن الدهون المتراكمة حول الخصر وداخل البطن على شكل التفاحة تحمل مخاطر أكثر من تلك الموجودة حول الوركين والفخذين شكل الإجاصة. هل تحتاج إلى مساعدة طبية؟ نعم إذا كان: لديك زيادة وزن أو سمنة ولا تعرف كيف تفقد الوزن الزائد، قلق أو غير متأكد من تأثيرات الحمية الغذائية أو الإفراط في الرياضة البدنية على مشكلاتك الصحية، لم توفق في إنقاص وزنك بنفسك، أصبحت غير قادر على إيقاف إنقاص الوزن!، لديك شكوك حول سلامة الطريقة التي تتبعها لإنقاص وزنك. كيف تعرف إن كنت سميناً أم لا؟ يقيس الأطباء السمنة بناءً على معادلة تأخذ كتلة الجسم في الحسبان BMI Body Mass Index. وهو قياس يعتمد على العلاقة بين الطول والوزن لدى الرجال والنساء البالغين. ولمعرفة BMI لديك فإنك تقسم وزنك بالكيلوغرام على حاصل تربيع طولك بالمتر، فلو كان طولك 180سم 1.8 م ووزنك 90كلغ مثلاً يكون BMI لديك: 90/1.82 = 90/3.24 = 27.7 ويستعمل الجدول التالي لمعرفة تصنيف السمنة لديك: التصنيف BMI تحت الوزن نحيل أقل من 20 الوزن الطبيعي 20 - 25 زيادة الوزن 25 - 29.9 سمين أكثر من 30 سمنة مفرطة خطرة أكثر من 40 ماذا يمكنك عمله تجاه السمنة؟ - أفضل وسيلة هي الوقاية، فقد تفيد وجبة صحية ومتوازنة، إضافة إلى التمرين الجسماني في أكثر الحالات. - ينصح الأطباء بالتمارين مثل المشي السريع، السباحة أو ركوب الدراجة خمس مرات أسبوعياً بمعدل 20?30 دقيقة يومياً. - قد تفيد زيارة الطبيب في عيادات مكافحة السمنة. - قد يعطيك الأطباء علاجات لمنع امتصاص الدهون أو غيرها لإعطائك شعوراً بالشبع. وماذا عن الجراحة؟ هناك نوعان من الجراحة: - مجازة معدية Gastric by pass وتشتمل على تحويل جزء من المعدة مباشرة نحو الأمعاء الدقيقة لمنع امتصاص الغذاء كاملاً. - تدبيس المعدة، وهي عملية إغلاق جزء من المعدة أمام الطعام، لكيلا يتمكن الشخص من استهلاك سوى كمية ضئيلة من الطعام. وكلتا العمليتين يمكن استرجاعهما إلى ما كان الشخص عليه، ولكن هناك مخاطر عالية جداً من عودة الوزن إلى ما كان عليه بسرعة بعد ذلك. لماذا يتألمن أكثر من الرجال ؟ أخيراً وبعد قرون من الاعتقاد السائد أن النساء أكثر حساسية للألم من الرجال أظهرت دراسة طبية حديثة نشرت في عدد تشرين الأول أكتوبر من مجلة الجراحة التجميلية والترميمية أنه عندما يتعلق الأمر بالألم فإن المرأة أكثر حساسية من الرجل. وتقول الدراسة إن النهايات الطرفية للأعصاب لدى النساء أكثر منها لدى الرجال وهذا ما يجعلهن يشعرن أكثر بشدة الألم. ويقول الباحث إن هذه الدراسة تقدم معطيات جادة حول طريقة التعامل مع النساء بعد الجراحة أو خلال التعرض للألم المزمن"لأن النساء يمتلكن نهايات أعصاب طرفية أكثر فهن يشعرن بالألم أكثر من الرجال، ما يحتم استخدام تقنيات جراحية وجرعات علاجية مختلفة للسيطرة على الألم وإعطاء الشعور بالراحة". وتقول الدراسة إن معدل عدد النهايات الطرفية كان 34 في كل سنتيمتر مربع من جلد الوجه مقارنة ب17 لدى الرجال. وعلى الرغم من التوقعات النفسية والاجتماعية من الرجال ليكونوا أكثر تحملاً من النساء تظهر هذه الدراسة أن إحساس النساء العالي بالألم ناتج من عوامل فيزيائية وليست نفسية. ويضيف الباحث"أن 87 في المئة من 9.2 مليون جراحة تجميل التي أجريت السنة الفائتة كانت للنساء. وقد تؤثر القدرة على تقليل الألم على توقعات المريض للنتائج، ونأمل أن تقدم هذه الدراسة مرتكزاً جديداً للتحكم في الألم بعد الجراحة لدى النساء".