سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأدباء والمفكرون والمثقفون احتفوا بروايته "الحزام" في منزل القنصل اللبناني . أبو دهمان : أمي كانت تقول كلنا شعراء ويكفي أن تصغي للأشياء لكي تسمعها تغني
قدم الكاتب الروائي أحمد أبو دهمان طبعة جديدة من روايته"الحزام"، التي كتبها بالفرنسية، وترجمت إلى أكثر من ثماني لغات عالمية، واحتفلت مدينة جدة مساء السبت الماضي، في منزل القنصل اللبناني غسان معلم، باطلاق الطبعة الجديدة، في حفلة شهدها عدد كبير من الأدباء والمفكرين وقناصل الدول العربية والصديقة، تكريماً للكاتب الروائي الذي يعد من الأدباء الكبار، ليس على مستوى الوطن العربي بل والعالم أيضاً. والكاتب أحمد أبو دهمان يحمل في بطاقة هويته أكثر من تاريخ ميلاد، لكنه ولد فعلاً في قرية آل خلف، الواقعة على قمم جبال السروات في جنوب السعودية، وهو أول كاتب من الجزيرة العربية يكتب عملاً إبداعياً باللغة الفرنسية، إذ يجيد هذه اللغة بحكم وجوده في فرنسا منذ نحو ربع قرن. وقال أبو دهمان إن"روايته تستوعب كل القرى، كل البشر، كل الثقافات". وفي مقطع من مقاطع روايته الحزام يقول: قريتنا كانت في البدء أغنية فريدة تماماً كالشمس والقمر". ويضيف كانت أمي دائماً تقول كلنا شعراء الأشجار والنباتات والزهور والصخور والماء، إذ يكفي أن تصغي للأشياء لكي تسمعها تغني. وتناول في مقدم روايته كيف وصل إلى العاصمة الفرنسية، التي لا تخلو زاوية فيها من أثر تاريخي، وقال"لقد كنت على يقين بأن الآثار التي أحملها على جسدي تفوق في عمرها وقيمتها العلمية الكثير من آثارهم". ويضيف:"في باريس احتميت بقريتي، احملها كناراً لا تنطفئ القي السلام بصوت مرتفع كما كنا نفعل، وعندما اكتشفت أنهم لا يسمعون ألقيت السلام على السلام بصوت خفيض". ويعود للقول:"كتبت الحزام لألقي السلام بالصوت الذي يمكن أن يسمعوه، إذ عرفت بعد سنوات عدة أن الشعوب القارئة لا تسمع إلا الصوت المكتوب، سمعوا سلامي وردوا التحية بأحسن منها، ورأيت الحزام في الواجهات في البيوت علقها بعضهم على جسده، كما نفعل في القرية، اتسعت قريتي واستعدنا السلام". ويحلق أبو دهمان في مقاطع من روايته، قائلاً:"كنا أربعة في البيت أمي التي أحب وأبي الذي يحبنا وأختي ذاكرتي وأنا الشاعر كما كانوا يتوهمون... علمتني أمي الشعر وأبي علم أختي العزف، أسرة تشبه الحلم لم تكن تستهويني المدن، وأبي يقول إنها أقيمت لأهل التجارة والسياسة، وإنه من أجل اختراق مدينة عليك أن تعرف محتويات حقائب النساء اللائي يقمن فيها". وقام القنصل اللبناني غسان المعلم بتكريم الكاتب والروائي السعودي أحمد أبو دهمان، قائلاً"إن أبو دهمان يعد من المبدعين المميزين في الأدب العالمي وهو جدير بالتكريم، مشدداً على أهمية الاهتمام بالأدباء والمفكرين والمثقفين في وطننا العربي الكبير"، فيما أشاد الملحق الثقافي في القنصلية الفرنسية في جدة ميشيل نييتو برواية الحزام،"التي تعد من الروايات العالمية، التي تضيف إلى الأدب العالمي رؤية جديدة في العمل الأدبي النابع من المحلية". في الوقت الذي أجمع الكتاب والأدباء والمفكرون على أن أبو دهمان يستحق أن ينال جائزة عالمية على روايته الحزام،"لأنها تحكي الكثير من التأملات والرؤى والفكر الخلاق الذي يتمتع به الكاتب السعودي". وأكدوا أن مثل ما نال نجيب محفوظ جائزة نوبل في الأدب من خلال رواياته المحلية، التي تطرقت إلى المجتمع المصري،"فإن أبو دهمان صور الحياة في المجتمع السعودي بأسلوب رائع وفريد، يستحق التقدير والثناء".