سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحدث أمام مجلس الشورى ورجال الأعمال وزار الدرعية ... طالب سورية بتغيير تصرفاتها... وقال إن إيران "لم تسمع نداء العقل حتى الآن" . شيراك يشيد بنهج الملك عبدالله الإصلاحي ... ويهاجم موقدي "نيران التعصب"
واصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وضيفه الرئيس الفرنسي جاك شيراك، محادثاتهما امس في الرياض، حيث عقدت جلسة محادثات سعودية - فرنسية ثانية بعد ظهر امس، وبعد يوم حافل لضيف المملكة، بدأه بزيارة بلدة الدرعية التاريخية، ثم توجه إلى مجلس الشورى السعودي حيث القى كلمة تاريخية، اشاد فيها بجهود الملك عبدالله للإصلاح ومكافحة الإرهاب. راجع ص 9و10 وبعد ذلك قام بلقاء رجال الاعمال السعوديين، والقى كلمة اكد فيها ضرورة العمل على استغلال كل فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين، وبعد الظهر قام العاهل السعودي باصطحاب ضيفه الرئيس الفرنسي وزارا دارة الملك عبدالعزيز التاريخية، حيث اصطحبهما امير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز داخل الدارة، شارحاً للرئيس جاك شيراك تفاصيل الصور التي تؤرخ لمؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود، ومن ثم افتتح الملك عبدالله والرئيس شيراك معرض المقتنيات الاسلامية في متحف اللوفر، التي يعرضها المتحف الوطني السعودي. وفي الوقت الذي كان الرئيس الفرنسي يقوم ببرنامج زيارته، اجتمع الوزراء الفرنسيون المصاحبون للرئيس في زيارته مع نظرائهم السعوديين، وكان من اهمها الاجتماع الذي عقد بين وزيري الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والفرنسي فيليب دوست بلازي، الذي تناول تفاصيل المواضيع السياسية التي بحث الزعيمان عناوينها في جلسة المحادثات الاولى مساء امس، وهي المتعلقة بشكل اساسي بموضوعي الملف السوري ? اللبناني، والملف النووي الايراني. وعلمت"الحياة"من المصادر الفرنسية الرسمية، انه خلال المحادثات السياسية التفصيلية، بدا هناك نوع من التباين في وجهات النظر بين الجانبين، بشأن اسلوب التعاطي مع المسألة السورية - اللبنانية، ففي الوقت الذي كان هناك اتفاق تام حول موضوع الاستمرار في التحقيق الدولي حتى نهايته، للوصول الى الحقيقة بشأن اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، بدا الموقف الفرنسي اكثر اندفاعاً من الموقف السعودي، بشأن ضرورة الضغط من اجل استكمال المسار الدستوري في لبنان حتى نهايته، لانتخاب رئيس جمهورية جديد بهدف تصحيح العلاقات السورية ? اللبنانية، وإقامتها على اساس احترام سيادة لبنان، في حين ان الموقف السعودي يوافق على ان يذهب المسار الدستوري الديموقراطي في لبنان الى تقرير وضع رئاسة الجمهورية، ولكن يجب على اللبنانيين انفسهم ان يتفقوا على ذلك، ويقرروا من خلال الحوار البعيد عن الضغوط الخارجية. واشار الامير سعود الفيصل الى تعقيدات الوضع السياسي في لبنان، والتحالفات المتغيرة بين حين وآخر. وطالب الرئيس الفرنسي سورية بتغيير تصرفاتها، لا سيما في لبنان، وان تتعاون بشكل كامل مع لجنة التحقيق، وقال:"نحن، من جهتنا، علينا ان نبقى موحدين ومصممين على ان يتم التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن، ولوقف التدخلات الخارجية". وفي الوقت الذي اكد فيه شيراك متانة العلاقات بين الرياض وباريس، خلال استعراضه تاريخ العلاقات بين البلدين، جدد التزام بلاده بالإسهام في الحفاظ على امن المملكة، وكذا النهج الذي خطه الملك عبدالله، وقال:"بتلبيتي دعوة الملك عبدالله، اردت ايضاً ان اعبر عن دعم فرنسا للنهج الذي خطه لبلاده، فلقد عرف كيف يرسخ مناخ الثقة في المملكة، مدعوماً ببرنامج طموح للاستثمارات العامة، وديناميكية القطاع الخاص، على رغم الوضع الإقليمي المضطرب"، مؤكداً ان مناخ الثقة سيضع السعودية على خط واعد. وفي الشأن العراقي، شدد شيراك على اهمية ان تسهم دول المنطقة والاسرة الدولية في مساعدة العراق، ليخرج الشعب العراقي من دوامة العنف الاعمى الذي يجتاح البلاد. واوضح الرئيس الفرنسي ان الاسرة الدولية لم تغلق الباب بخصوص الملف النووي الايراني، وقال:"في ايران لم يسمع حتى الآن نداء العقل، الذي وجهته فرنسا والمملكة المتحدة والمانيا بشأن الملف النووي، على رغم الضمانات التي اعطيت لها حول تطوير طاقاتها النووية لاغراض مدنية، في اطار التزاماتها الدولية، مع احترام قواعد حظر الانتشار النووي"، وزاد:"لكن ايدينا تبقى ممدودة لايران ويمكنها الإمساك بها متى شاءت". وبالنسبة إلى الموقف من الحكومة الفلسطينية الجديدة التي تقودها"حماس"، كان الموقف الفرنسي ما زال حتى بعد ظهر امس يضع شروطه المعروفة للتعامل مع هذه الحكومة، وهو الموقف القائم - كما اعلن شيراك في كلمته في مجلس الشورى - على ضرورة اعتراف حركة حماس بإسرائيل وإعلانها نبذ العنف والتزامها بالاتفاقات والتعهدات الدولية، ولكن من المقرر ان يكون موضوع تطورات الأوضاع الفلسطينية والتعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، موضع بحث خلال محادثات مساء امس بين العاهل السعودي والرئيس الفرنسي. وشهدت المحادثات السعودية - الفرنسية في الرياض امس، اجتماعاً بين وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري ومساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، في حضور قادة عسكريين من الجانبين، ووصفت المصادر الفرنسية الاجتماع بأنه كان"اكثر من ايجابي، ونقل خلاله الامير خالد لضيوفه تحيات ولي العهد وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز للرئيس جاك شيراك وللضيوف الفرنسيين، وتأكيده الحرص على زيادة التعاون مع فرنسا الصديقة في مختلف المجالات". وعلمت"الحياة"ان الجانب الفرنسي طرح على الجانب السعودي اوجه زيادة التعاون الدفاعي، وما يمكن ان تزود فرنسا به السعودية من اسلحة ومعدات دفاعية، لتطوير قواتها العسكرية والامنية وتحديثها، ومن بينها طائرات هليكوبتر عسكرية، وطائرات إمداد بالوقود. وعلمت"الحياة"ان الرياض ابدت موافقة مبدئية على الاستمرار في التفاوض، من اجل الحصول على عدد يصل الى نحو 50 طائرة هليكوبتر من طراز"بيسنيك"و"كوجار"و "nh 90". ودعا الجانب السعودي الفرنسيين الى العمل على خفض اسعار المعدات التي يعرضونها، حتى تستطيع الشركات الفرنسية منافسة غيرها من الشركات.