لم يجد ثامر الصديان، وهو احد الخاسرين في سوق الأسهم، أمامه من مخرج، سوى فرض حصار اقتصادي على أبنائه السبعة، وأصدر قراراً مؤكداً بأغلظ الأيمان ان من يقوم منهم بالاتصال على مطاعم الوجبات السريعة لطلب توصيل وجبات"همبرغر"، كما كانت الصورة في السابق، حيث كانت الطفرة، فإنه سيتعرض لعقوبة رادعة عبارة عن خمسة"كفوف"على الخد الأيمن. ثامر اعترف أمام أبنائه بأن لحظات"البحبوحة"ولت، بعد ان خسر 300 ألف ريال، وهو الذي يعمل في وظيفة عادية في القطاع الخاص، وغامر ونجح وامتلك أموالاً كثيرة، وراح ينفق بصورة توحي بأنه فسخ جلباب الماضي العسير، إذ كان ينفق بالقطارة تماشياً مع موازنته الشهرية المرتكزة على الراتب، صورة ثامر تتشابه في المضمون مع آخرين في حفر الباطن وفي غيرها من المناطق، ولكنها تتفاوت في الألوان والمشاهد المسجلة بين الناس، وتحولت إلى رصد حالات من أثر المؤشر الاحمر في نفسياتهم وعقلياتهم. رجل في حفر الباطن، كان يملك - قبل السقوط المرير - 700 الف ريال، هي عبارة عن قيمة ما يملكه من أسهم في إحدى الشركات، رفض النصائح بالبيع والاقتناع بما يملك طمعاً في المليون، الذي بدأ يلوح له مع الارتفاع الكبير قبل نحو شهر، إلا أنه خسر، مع سقوط المؤشر، نحو 70 في المئة من رأسماله، وراح يندب حظه العاثر، فأصبح يمشي بلا دراية، وقام أمام مرأى من شرطي المرور الواقف أمام إحدى الاشارات بتجاوزها، فقام الشرطي بمطاردته وطلب منه التوقف، ولكن الرجل يسير بسيارته غير مدرك، إلى أن تم إمساكه داخل إحدى الحارات، غير مدرك أنه خرق القانون، فتم تحرير مخالفة في حقه"قطع إشارة حمراء، ورفض الاستجابة لنداء رجل المرور". وآخر ما تم رصده من أحوال الخاسرين في الأسهم، أن أحدهم من كثرة التفكير أصبح يسلم على من يواجهه مرتين في الوقت نفسه. كما استغل البعض تقنية"البلوتوث"، وراح يرصد مشاهد متفرقة لأحوال الخاسرين، وآخرها الرجل الذي عنونت صورته في البلوتوث خسران في الاسهم المنتشرة بين الكثيرين، وهو يقوم بحركات مشينة أمام المارة. وفى إحدى مناطق المملكة يتسابق آخرون في إرسال تعهدات شخصية بعدم العودة إلى السوق مجدداً في حال استعادتهم رؤوس أموالهم، والرجوع إلى متابعة مباريات كرة القدم، وتشجيع المنتخب السعودي ومتابعة أخباره من جديد، بعد ان ابتعدوا عنها بسبب السوق.