شهدت مستشفيات المنطقة الشرقية خلال اليومين الماضيين، ارتفاعاً في عدد المصابين بأمراض الحساسية الصدرية، تراوح بين 50 إلى 65 في المئة، إثر عاصفة الغبار التي اجتاحت سماء المنطقة. وشكل الأطفال نحو 70 في المئة من مراجعي المستشفيات، التي اكتظت بمرضى الربو والشعب الهوائية، وقدم لهم العلاج، المتمثل في البخار. وتعتبر أمراض حساسية الصدر"الأكثر شيوعاً"بين مراجعي المستشفيات، وتصنف في المرتبة الأولى. وقال مدير مستشفى"الولادة والأطفال"في الدمام الدكتور سعيد الغامدي:"إن الإقبال الكبير الذي شهده المستشفى جاء نتيجة لتقلبات الطقس التي تعرضت لها المنطقة أخيراً". وأضاف"تم تكثيف الجهود الاحترازية لمواجهة مثل هذه التغيرات، من خلال تدعيم قسم الإسعاف بكوادر فنية، ومضاعفة عدد الأطباء أثناء الفترات المزدحمة بالمراجعين، ويتراوح عدد الأطباء بين خمسة إلى ستة أطباء، إضافة إلى تدعيم الكادر التمريضي بأعداد مضاعفة". وفي الأحساء كان المشهد يتلخص في"سعال، وضيق نفس، وحرارة مرتفعة، وهروب واختباء"، بعد موجة الغبار التي تسللت إلى أجواء المنطقة بعد يوم ربيعي جميل، ليسرق الابتسامة من شفاه كانت تعتزم قضاء يوم أول من أمس في المتنزهات. واستقبلت مستشفيات الأحساء الخاصة والحكومية أعداداً كبيرة من المراجعين والمرضى، الذين اشتركوا في أعراض متشابهة تصب في غالبيتها في أمراض الجهاز التنفسي. ولم تغلق أجهزة الأوكسجين في غرف الملاحظة التي اكتظت بالواقفين والجالسين والنائمين، الذين ينتظرون أدوارهم من أجل الإنعاش من طريق جهاز الأوكسجين، أو حقنة أو جرعة دواء. كما لم تتوقف حشود المراجعين حتى الساعات الأولى من فجر أمس، إذ شهدت أقسام الإسعاف في المستشفيات والعيادات الخاصة وفوداً مستمراً وغير منقطع. وأكد مصدر صحي في أحد المستشفيات أن"غالبية المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، جراء عاصفة الغبار المفاجئة التي شهدتها الأحساء، هم من الأطفال، الذين لم يدركوا خطورة الأجواء، فخرجوا إلى الشوارع من دون مراعاة عواقب ذلك". وحذر من أن"التعرض للغبار والملوثات في صورة دائمة يزيد من نسبة إصابة الإنسان بالموت الدماغي الناتج من تجلط الأوعية الدموية وتصلب شرايين الرئة وضعف مناعتها". وخلت المتنزهات والشواطئ في مدن الشرقية وقراها من المرتادين، الذين فضلوا البقاء في المنازل، بعيداً عن الأجواء المتقلبة.