ثلاثة أيام كتبت خلالها حياة جديدة للسعودي عبدالله زايد الدوسري الذي نجا من حادثة عبارة "السلام 98". الدوسري قال ل"الحياة"وهو على سرير في مستشفى الملك فهد في جدة بعد إنقاذه من قبل سفينة نفط صينية:"الرأي الفاشل لقائد العبارة أدى إلى قتل الكثير". يحكي الدوسري:"تحركنا في الثامنة مساءً من ميناء ضبا، وفي العاشرة انتشرت رائحة دخان الحريق. عند ذلك طلبنا من ربان السفينة الرجوع إلى ميناء ضبا باعتباره الأقرب للرجوع. وبعد مشاجرة مع القبطان أكد لنا السيطرة على الحريق، وبعد مرور أربع ساعات توقف مرة أخرى وطلب منا الاتجاه والركوب في الجهة الأخرى من السفينة بعد دخول كميات كبيرة من المياه في محاولة لضبط وزن العبارة، كما أغلقوا الأبواب التي تفصلهم عن الركاب ونزل الطاقم في أطواق النجاة من دون إعطاء الركاب أياً من أطواق النجاة". وأكد الدوسري أن إحدى السفن التابعة للشرطة توقفت قليلاً ثم واصلت السير، وكأن شيئاً لم يحدث أمامهم، مشيراً إلى أنه مكث مع عدد من الركاب السعوديين والمصريين في اليوم الأول والثاني والثالث في البحر، إذ توفي بعضهم وبقي آخرون، وفي اليوم الثالث مرت إحدى السفن من مسافة بعيدة ثم بدأت في الاقتراب، وبعد أن أفقت من الغيبوبة وجدت نفسي داخل سفينة صينية محملة بالنفط وبادر طاقمها إلى تقديم المياه والملابس بعد استعادة الوعي. أما شقيقة مصبح الدوسري الذي نجا من الموت، فيؤكد أنه يعيش حياة جديدة كتبت له، وتساءل قائلاً:"كيف يتاجر أصحاب هذه العبارة بأرواحنا، ولمن نوجه اللوم، وكيف نبقى ثلاثة أيام ونحن نشاهد السفن المصرية والطائرات تمرّ من فوقنا دون أن تقوم بإنقاذ أي شخص". وأوضح أنه شاهد إحدى البواخر المصرية التي تحمل رقم 912 تسير في البحر بالقرب منه ليقوم بمطاردتها من الساعة الثانية والنصف وصولاً إلى الساعة الرابعة"حتى اقتربت منها وجرى رمي حبال لإنقاذي وعند اقترابي منها لثمانية أمتار سحبوا الحبل مرة أخرى وتركوني، وظللت أرى أنوار تلك الباخرة وقتاً طويلاً من دون إنقاذي". من جانبه، أكد شقيقهما الثالث أن طاقم العبارة هو السبب الرئيس في الحادثة، إذ كان يقول غير الحقيقة أثناء مناقشته مع الركاب، وكانت عبارة"سيطرنا على الحريق"جاهزة للرد على أي سؤال يوجه إلى الطاقم من قبل الركاب. مؤكداً أنه"في الساعة الواحدة والنصف فجر يوم الحادثة لم نشاهد أثراً لطاقم السفينة، أي بعد انتقال الحريق إلى الطابق الثاني، حيث كانت الأخبار تتناقل بين الركاب في شكل غير دقيق". وأضاف أن العبارة غرقت في غضون خمس دقائق كما أن قوارب النجاة في العبارة لم يستخدمها الركاب، بل طاقم العبارة.