سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المفتي العام : المجرمون الغلاة استباحوا كل شيء ! ووزير الشؤون الإسلامية يحض الدعاة على حصار مستهدفي "الثروة" فكرياً ، مجموعة "اليرموك" شاركوا في عملية بقيق وبينهم مطلوبان من قائمة ال 36 : مقتل 5 إرهابيين واعتقال سادس وضبط أسلحة ومتفجرات ومعدات للتفخيخ
وجهت الأجهزة الأمنية السعودية أمس ضربة سريعة موجعة الى خلايا"تنظيم القاعدة"، وتمكنت من قتل خمسة من أعضائها والقبض على سادس مشتبه به. وذلك بعد ثلاثة ايام فقط من مشاركتهم في محاولة التفجير الفاشلة للمجمع النفطي في بقيق شرق المملكة. وبين القتلى اثنان من قائمة ال36 في الداخل هما المطلوب الرقم 2 فهد الجوير الفراج 35 عاماً، والمطلوب الرقم 11 إبراهيم عبد الله المطير 22 عاماً. راجع ص 8 و9 وجدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس، ثقته برجال الأمن والقوات المسلحة السعودية من مختلف القطاعات، منوهاً خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء، بيقظتهم وتفانيهم في خدمة دينهم ووطنهم وشعبهم، ومشيداً بنجاحهم في القضاء على فلول الإرهابيين الهاربين وإحباط المحاولة الإرهابية في"بقيق"الجمعة الماضي. وقال وزير الثقافة والإعلام إياد مدني إن خادم الحرمين أكد"صلابة موقف الدولة، وتلاحم أفراد الشعب جميعاً في مواجهة هذه الأعمال الإرهابية، التي لا تقيم وزناً لدين أو لوطن أو لحرمة الإنسان على أخيه الإنسان". وجرت العملية بعدما رصد رجال الأمن الارهابيين إثر دخولهم استراحة في العاصمة وصلوا اليها من مدينة بقيق، فحاصرتهم وانذرتهم بالاستسلام قبل ان ترد على نيرانهم وتقتلهم جميعاً. ولم تقع اصابات في صفوف رجال الامن الذين عثروا على كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات ومعدات تفخيخ السيارت داخل الاستراحة. وقالت مصادر مطلعة في اتصال مع"الحياة"انه بعد اجهاضهم محاولة التفجير في بقيق الجمعة الماضي، تابع رجال الأمن سيارة من نوع"لاندكروزر"فرت من الموقع، بعدما تبادلت إطلاق النار مع القوة الامنية، ما قادهم الى اكتشاف استراحة في حي اليرموك شرق الرياض لجأ الارهابيون الفارون اليها. وأشارت المصادر إلى ان قوات أمنية كثيفة طوقت الاستراحة فجر الاثنين، وطلبت من الأشخاص الذين في داخلها عبر مكبرات الصوت الاستسلام، الا ان المطلوبين بادروا رجال الأمن بإطلاق النار، ما دفع رجال الأمن الى الرد عليهم. ثم بدأت عملية الدهم من الجهة الشرقية للاستراحة عند الرابعة والنصف فجراً، واستمرت نحو 90 دقيقة، تمكن رجال الأمن خلالها من قتل الارهابيين الخمسة جميعاً. وأوضحت المصادر ان بين القتلى فهد الجوير الفراج وإبراهيم عبد الله المطير، وكلاهما من المطلوبين على قائمة ال36 في الداخل، لافتة الى ان المطلوبين سبق لهما ان اجتمعا مع آخرين في منزل في حي الشعبة في الخرج دهمه رجال الأمن في نيسان أبريل الماضي، لكنهما تمكنا من الفرار. ويعد الفراج، الذي اشتهر بصورته وهو يقود شاحنة، العقل المدبر لخلايا التنظيم، بعد مقتل المغربي يونس الحياري في تموز يوليو الماضي في الرياض. ولفتت المصادر إلى ان الاجهزة المختصة في وزارة الداخلية باشرت فحوصاً لتحديد الحمض النووي الريبي وكشف هويات بقية القتلى. وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية في بيان صدر أمس:"إنه إلحاقاً للبيانات الصادرة بشأن الاعتداء الإجرامي الذي تعرضت له معامل بقيق الصناعية الجمعة الماضي، تمكنت اجهزة الأمن من تعقب عصابة الإجرام والإفساد في الأرض، الذين استهدفوا الوطن في أمنه ومقدرات أبنائه، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقيض لهم يداً من الحق حاصدة". وأضاف المصدر:"إن قوات الأمن باشرت فجر اليوم أمس مهماتها، في تنفيذ عمليات متزامنة، تم بموجبها دهم إحدى الاستراحات في حي اليرموك شرق الرياض، والتي جعلوا منها وكراً للخيانة ومنطلقاً للعدوان والإفساد في الأرض، وبعد تبادل كثيف لإطلاق النار تمكنت قوات الأمن من حسم الموقف في مدة وجيزة، لقي فيها جميع الموجودين في هذا الموقع، وعددهم خمسة، مصرعهم. وفي الوقت نفسه تم دهم موقع آخر شرق الرياض، وألقي القبض فيه على أحد المشتبه بهم، لافتاً إلى انه لم ينتج من هذه العمليات أي إصابات بين رجال الأمن، وسيصدر بيان إلحاقي يوضح التفاصيل". وفي باريس أ ف ب، دانت وزارة الخارجية الفرنسية"بأقصى قدر من الحزم"محاولة الاعتداء التي استهدفت منشآت بقيق النفطية. وقال الناطق المساعد باسم الوزارة دوني سيمونو ان باريس"تدعم المملكة بشكل كامل في اطار مكافحتها الارهاب التي تتطلب اقصى قدر من اليقظة". مفتي المملكة من جهته، اعتبر مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ امس، ان العملية الإرهابية في بقيق"تمثل وجهاً جديداً للحقد من جانب المجرمين الغلاة واستباحتهم ما حرم الله"، محذراً من إيواء الإرهابيين أو التعاون معهم بأي صورة. ودعا آل الشيخ إلى"التماس العبرة من تدرج الشيطان مع الإرهابيين، حتى ألبس أفعالهم لباساً شرعياً في أنظارهم القاصرة وعقولهم المنحرفة، إلى أن أوقعهم في ما لا تحمد عقباه. فبدأوا بحجة قتل الكفار وإبعادهم عن جزيرة العرب، ثم تدرج بهم الأمر إلى قتل رجال الأمن بحجة أنهم يدافعون عنهم، ثم غلوا إلى أن كفّروا جميع من خالفهم وجعلوهم غرضاً وهدفاً لأسلحتهم، وزادت بهم الحال سوءاً وازدادوا للشيطان انقياداً، حتى استباحوا أموال المسلمين الخاصة والعامة". ودعا وزير الشؤون الإسلامية السعودي الشيخ صالح آل الشيخ، الدعاة في المملكة إلى تكثيف تصديهم للظواهر المنحرفة، التي تستهدف دين المجتمع وثروته وأمنه، ونبّه الناشطين في المجالات الدعوية، إلى أن الغلاة اتجهوا حالياً إلى"النيل من مقدرات الوطن وثرواته ...، ولذلك لا بد من توعية المجتمع بالمخاطر الناجمة عن ذلك، عبر تفعيل أدوار المساجد والدعاة والمكاتب التعاونية". وأشار إلى أن"حصار الأفكار الضالة التي تستهدف أمن المجتمع واستقراره وثروته، لن يتحقق بعد توفيق الله إلا بالجهود المبذولة من جانب أهل العلم والدعوة، في بيان الحق والرد بقوة على أهل الباطل من الناحية العقدية"في الوقت الذي تقوم الجهات الأمنية بردعهم بقوة السلاح.