يوماً بعد يوم يشعر الرياضي السعودي بتقدم استعدادات منتخب بلاده لكرة القدم، وتفعيل برنامج إعداده، قبل الدخول في معترك نهائيات كأس العالم التي ستقام في ألمانيا، ويشارك فيها"الأخضر"للمرة الرابعة على التوالي، عقب تأهله بكل جدارة واستحقاق. وجاءت فترة الإعداد تدريجية، وفق البرنامج الذي رسمته لجنة المنتخبات الوطنية برئاسة الأمير نواف بن فيصل، واعتمده الرجل الأول في الرياضة السعودية الأمير سلطان بن فهد، وبدأ البرنامج الإعدادي بعد اختيار المدرب البرازيلي باكيتا لتسلم دفة الأمور الفنية في"الأخضر"، عقب إلغاء عقد الأرجنتيني كالديرون، وتم وضع التصورات الأولية واللقاءات الودية بعناية فائقة، من خلال البرنامج الزمني الذي قدمته لجنة المنتخبات السعودية، وجاءت بدايته عبر اللقاء الودي مع منتخب السويد في الرياض، الذي انتهى بالتعادل الإيجابي، ثم دخلت فترة الإعداد مرحلة جديدة أكثر جدية، بالمشاركة في الدورة الرباعية التي استضافتها السعودية، وحققت لقبها كوريا الجنوبية، حيث لعب المنتخب لقاءه الأول فيها مع منتخب فنلندا وخرج بالتعادل أيضاً، ولعب لقاءه الأخير امام منتخب اليونان بطل أوروبا وخرج بالتعادل كذلك، واقيمت جميع هذه اللقاءات في العاصمة الرياض، ووصفت المرحلة الاعدادية الأولى بالإيجابية، وأكد الأمير سلطان بن فهد ان الهدف منها كان تقويم عطاءات اللاعبين، واختبار قدراتهم الفنية وإمكاناتهم البدنية، ومعرفة مدى مقدرتهم على النجاح مع اسلوب باكيتا التكتيكي وخططه الفنية. وبعد أيام قليلة عاد"الأخضر"مجدداً لاستئناف نشاطه وتحضيراته الإعدادية، ودخل معسكر جدة استعداداً للمشاركة في التصفيات الآسيوية الأولية المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا، التي ستقام في قطر، ولعب لقاءً تجريبياً امام منتخب سورية انتهي بالتعادل الإيجابي، ليغادر بعده"الصقور الخضر"إلى العاصمة اليمنية صنعاء لخوض لقائهم الأول في التصفيات الآسيوية، وجاءت نتيجته رائعة برباعية هزت الشباك اليمنية، واعطت تفاؤلاً كبيراً بتطور الأداء وتحسن النتائج في الفترة المقبلة، وتحديداً خلال الفترات المتبقية من برنامج الإعداد، قبل المشاركة رسمياً في"المونديال"العالمي. وفور عودة البعثة السعودية قرر المدرب البرازيلي باكيتا استدعاء القائد الخبير سامي الجابر، وقائد الاتحاد محمد نور، والهداف البارع سعد الحارثي، للانتظام في معسكر"الأخضر"الذي يستعد اليوم إلى المغادرة صوب مدينة دوسلدورف الألمانية، لمقابلة منتخب البرتغال بعد غد الأربعاء في تجربة عالمية، تعتبر الأقوى في برنامج الأخضر حتى الآن، على ان تكون العودة بمعسكر جدة الذي يتخلله لقاء ودي امام منتخب الأوروغواي، ثم ينتقل إلى معسكر الرياض ويلعب في ختام المعسكر مع منتخب بولندا، ثم يقابل منتخب مصر بطل القارة الأفريقية في جدة، ثم يواصل رحلاته المكوكية إلى البلدان الأوروبية، ويلعب مع منتخبي رومانيا وجنوب أفريقيا في ألمانيا، ثم يسافر إلى النمسا لمواجهة المنتخب التشيخي، ثم يغادر إلى فرنسا لمقابلة منتخب بلدها، في مواجهات كروية من العيار الثقيل، سيكون لها أثرها في المنظومة الأدائية للبرازيلي باكيتا، وستعطي"الأخضر"رونقاً خاصاً بنكهة عالمية، تجعله قادراً على اللعب الرجولي والأداء المشرف في نهائيات كأس العالم، وتحقيق آمال وتطلعات جماهيره وعشاقه ومحبيه في تقديم الأداء الكروي الراقي، الذي يؤكد تطور الكرة السعودية ويعيد ذكريات"الصقور الخضر"الرائعة في"مونديال"أميركا 1994. وبعد هذا البرنامج المزدحم والسلسلة القوية من اللقاءات الودية امام منتخبات عالمية، والجهد الكبير والحرص المنقطع النظير من القيادة الرياضية، وعلى رأسها الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، وبقية الكفاءات الوطنية المميزة في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولجنة المنتخبات الوطنية، تجتاح الشارع الرياضي السعودي موجة من التفاؤل والاطمئنان تجاه مشوار"الأخضر"ومسيرته المستقبلية، سواء في"مونديال"ألمانيا أو في بقية الاستحقاقات الدولية التي سيشارك فيها خلال الاشهر المقبلة.