تبدأ وزارة التربية والتعليم ممثلة في مدارس البنات بتدريس مادة الحاسب الآلي للصف الأول الثانوي، مع بداية العام الدراسي المقبل. وعلمت"الحياة"أن لجاناً شكلت أخيراً بتوجيه من نائب وزير التربية والتعليم الأمير الدكتور خالد بن مشاري آل مقرن، للإسراع في إنهاء إجراءت إعداد المنهج والترتيبات لبدء تدريس المادة. ويأتي القرار بتدريس المادة لطالبات الصف الأول الثانوي بعد أن كان حصراً على الصفين الثاني والثالث. ورأى عضو اللجنة التعليمية في مجلس الشورى الدكتور عبدالعزيز الثنيان، في حديث إلى"الحياة"، أن الخطوة الأخيرة من الوزارة تمثل مطلباً حضارياً وضرورة، مرجحاً أن تأخير اتخاذها يعود إلى عدم توافر المعلمات المتخصصات. وأضاف"حينما أقر تدريس مادة الحاسب الآلي للطلاب قبل أكثر من عشرة أعوام، واجهنا مشكلة في وزارة المعارف حيث كنت أعمل، لتوفير كوادر مؤهلة لتدريس المادة، مؤكداً أن وزير التعليم الياباني الذي زار السعودية في تلك الفترة كشف أنهم يعانون من المشكلة نفسها". وأكد الثنيان على ضرورة محو أمية الحاسب الآلي في المجتمع، مشيراً إلى أن تأثير القرار لن يتم بشكل سريع، خصوصاً في التعليم والجانب الفكري، الذي يحتاج إلى وقت طويل. وعن ضعف إيجابيات الخطوة التي اتخذتها الوزارة، في ظل عدم توافر معامل للحاسب الآلي في بعض مدارس المدن والقرى السعودية، قال:"لا يمكن حرمان 80 في المئة من دراسة المادة، من أجل 20 في المئة لا تتوافر في مدارسهن معامل للحاسب الآلي، خصوصاً أن مشكلة الأخريات يمكن حلها مع مرور الوقت". من جهتها، أشارت سيدة الأعمال الدكتورة عائشة المانع، إلى أن تدريس الحاسب الآلي في السعودية يعتمد على التلقين، ولا يركز على الجانب العملي وتمكين الطالب من مهارات الحاسب، مؤكدة أن الأمر نفسه ينسحب على المعاهد الخاصة التي تمنح شهادة الدبلوم في"الكمبيوتر"،"إذ تعطي طلابها المبادئ الأساسية فقط". وطالبت بأن تتبع خطوة الوزارة خطط أخرى لتمكين المعلمات من اكتساب مهارات الحاسب الآلي، وإدخاله في العملية التعليمية،"فيكون إعداد الواجبات المنزلية وشرح المواد الدراسية بما فيها العلمية والدينية عبر الحاسب الآلي". وأوضحت المانع أن دولاً كثيرة بدأت مشاريع طموحة في ذلك الشأن ونجحت، مثل الصين وماليزيا وتركيا. وأشارت إلى مبادراتها في 1986، لتدريس الطالبات في النشاط اللا صفي الحاسب الآلي في مقابل رسوم محددة، حينما كانت ترأس أحد معاهد التدريب المتخصصة في هذا الشأن، مؤكدة أن النظرة تغيرت وزاد الوعي بأهمية الحاسب في نهاية التسعينات من القرن الماضي،"رأينا إقبالاً على دراسته، بعدما دخلت البرمجة في كل شيء في الحياة".