تستعد جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للإعداد ل"يوم المهنة السنوي ال23"، في شهر ربيع الأول المقبل، والذي سيفتتح برعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، وسط توقعات بمشاركة عدد كبير من مؤسسات وشركات القطاعين الحكومي والأهلي. ويهدف"يوم المهنة"إلى تحقيق أهداف عدة، تشمل تعريف طلاب الجامعة بالفرص والمزايا الوظيفية المتوافرة لدى الجهات المشاركة، وتعميق أفكارهم الخاصة بطبيعة سوق العمل السعودية وحاجاتها من التخصصات الأكاديمية المختلفة، ومساعدة الطلاب الجدد في تكوين صورة واضحة في ما يتعلق بالتخصصات الأكاديمية المناسبة لقدراتهم العملية وميولهم الشخصية، واختيار التخصص وفقاً للمعايير الموضوعية السائدة في سوق العمل والمعايير الشخصية الخاصة بالطالب. وقال مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد صالح السلطان إن"النجاحات التي حققها يوم المهنة طوال مسيرته الطويلة تدعو للاعتزاز، وأصبح أحد الخيارات المهمة أمام القطاعات الإنتاجية والخدمية لتلبية حاجاتها من الكفاءات الوظيفية"، مضيفاً أن"نجاح يوم المهنة لم يأت من فراغ، ولكنه انطلق من عوامل كثيرة، أسهمت في جودة مخرجات الجامعة". ويوضح أن أهم هذه العوامل هو حرص الجامعة على اختيار طلابها من المتميزين علمياً ومعلميها من أصحاب الأثر الملموس في النشر العلمي، وحرصها على توفير بيئة مثالية للتعلم والمحافظة على النسبة المثلى وعلى جودة المستوى الأكاديمي، وتخريج الكوادر القادرة على التواؤم مع المستجدات التقنية والتطورات العلمية السريعة، وعلى الانطلاق إلى مواقع الصدارة في قطاعات العمل والإنتاج". وأضاف أن"يوم المهنة هذا العام يأتي تتويجاً للنجاح الكبير الذي حققه اليوم المفتوح للتوظيف، الذي نظمته الجامعة أخيراً، وشاركت فيه 95 مؤسسة وشركة، طرحت فرصاً وظيفية وتدريبية متميزة على الخريجين". ويشير إلى أساليب الجامعة في تأهيل الطلاب، وأنها"تتعامل مع الطالب على أنه طرف فاعل في العملية التعليمية، وتنمى الابتكار والإبداع وتعوده على سبل البحث الذاتي عن المعلومة وكيفية استخدام الأساليب التقنية الحديثة في الحصول على المعرفة، وتوظف التقنيات الالكترونية لتيسير عملية التعليم والتعلم، وتوفر الوسائط التعليمة غير التقليدية، وتجعل التدريب في مؤسسات إنتاجية وخدمية مكوناً رئيساً من مكونات التأهيل الشامل للطلاب". يذكر أن يوم المهنة ال22 شهد مشاركة 57 مؤسسة وشركة، وطرحت فيه أكثر من 680 فرصة وظيفية و240 فرصة تدريبية لطلاب الجامعة. وتحرص جامعة الملك فهد على إقامة يوم المهنة في شكل سنوي منذ ما يقارب عقدين من الزمن، وشهد عام 1404 ه أول انطلاقة له بمشاركة 14 شركة. وتعتبر أهداف المناسبة الرئيسة مهمة لجميع الأطراف من الطلاب والجامعة وجهات العمل. وتشمل الأهداف توفير فرص وظيفية لخريجي الجامعة وأخرى تدريبية، وتوعوية وتعريف الطالب بالطرق الفعالة في التقدم للوظيفة، وتوثيق العلاقات بين الجامعة وجهات العمل والتعرف إلى البرامج الجامعية، وإتاحة الفرصة لجهات العمل في التعريف بالأنشطة التي تقوم بها. وتأتي مثل هذه المناسبات ضمن سعي الحكومة السعودية للقضاء على نسبة البطالة، وخصوصاً وسط الطلاب الجامعيين المتخرجين في مختلف الجامعات السعودية، والمتخرجين في الثانوية العامة. وعملت وزارة العمل في شهر ذي القعدة من عام 1425 ه على إطلاق حملة توظيف للعاطلين عن العمل من خلال مكاتب العمل المنتشرة في مناطق السعودية، وكان من ضمن الاتفاق بين الوزارة وصندوق الموارد البشرية دعم التوظيف، وذلك بتحمل الصندوق 50 في المئة من راتب الموظف ولمدة عامين. وسبق أن أشارت إحصائية غير رسمية إلى أن نسبة البطالة تجاوزت 30 في المئة، وفي تقارير أخرى ذكرت أن معدل البطالة بين 15 و20 في المئة بين فئة الشباب من 20 إلى 39 عاماً. وأوضحت أن السبب ليس نقصاً في الوظائف إذ تتوافر أكثر من ثلاثة ملايين فرصة عمل مشغولة بعمالة أجنبية. وأكد وزير العمل الدكتور غازي القصيبي في وقت سابق أن"السبب الرئيس في تصاعد معدلات البطالة بين السعوديين، الارتفاع الكبير من العمالة المستقدمة من الخارج"، مشيراً إلى أن"السعودة لم تنجح في القضاء على البطالة، إذ ان الشرط الأساس لنجاحها هو خفض الاستقدام ولم يتحقق".