انتشرت اللافتات واللوحات والملصقات التي تدعو إلى مقاطعة المنتجات الدنماركية، في الأسواق، والمحال التجارية، والشوارع، وعلى زجاج السيارات، وتجاوب التجار معها عبر إخلاء مستودعاتهم، ومحالهم من هذه المنتجات. ومن منطلق التجاوب نفسه، عمل المهندس المصري مصطفى ياسين عبر وكالة للدعاية والإعلان يديرها في الرياض منذ 23 عاماً، على توظيف قدرته في الخط والرسم، لدعم حملة نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقام ياسين بطباعة ملصقات فينيل، على زجاج السيارات، والجدران، وغيرها من دون مقابل مادي. وقال ياسين ل"الحياة"إنه يطبع أكثر من 2000 ملصق أسبوعياً تحتوي على أحاديث نبوية، ومقولات، وأبيات تعبيراً عن رفض الإساءة إلى خاتم الأنبياء والمرسلين. وأكد أنه يرفض بشدة تقاضي أي مقبل مادي على هذا العمل الذي لا يبتغي من ورائه سوى مرضاة الله تعالى ورسوله ص. وأوضح أنه ينطلق في عمله هذا من قول النبي محمد صلى الله عليه سلم:"من صلى علي صلاة واحدة صلى الله بها عليه عشراً". وأشار إلى أنه بدأ طباعة لوحات ملونة، مقاس 85 سم في مترين، وتوزيعها على المحال التجارية، والمساجد في مقابل سعر الكلفة. وأفاد بأن طلب الأفراد والمؤسسات التجارية على ملصقات السيارات التي يوزعها مجاناً يزداد يوماً بعد يوم. ومن جانبه، رأى المعلم محمد الطلاسي أن التطاول على نبينا محمد صلى الله علية وسلم أمر غير مقبول ولا بد من التصدي لمرتكبيه ومعاقبتهم، وعبّر عن سعادته بانتشار الملصقات الداعية إلى نصرة الرسول الكريم ص خصوصاً في أوساط الشباب. ورحب أكرم الروسا بتداول تلك الملصقات، على ألا تتضمن إساءة للآخرين، سواء بالسخرية منهم، أم غير ذلك، وقال:"إذا كان غيرنا يسيء إلى ديننا فإن أخلاقنا المستمدة من هذا الدين تمنعنا من معاملتهم بالمثل". واعتبر أن انتشار الملصقات التي تكرس حبنا للرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر جميل، ويلقى صدى طيباً بين مختلف فئات المجتمع. أما أبو مصعب أحد المتطوعين لتوزيع تلك الملصقات على أصحاب السيارات والمحال فأكد أنه وزع في يوم واحد نحو ألف مكتوب عليها"إلا تنصروه فقد نصره الله"... و"قاطعوا منتجات الدنمارك". وقال:"هدفنا هو التذكير بعظم قدر الرسول صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى في قلوب المؤمنين، وتركيز المقاطعة على الدولة المعتدية الدنمارك وعدم الالتفات إلى المحاولات التي تقوم بها الدول والصحف الأوروبية من تشتيت جهود المسلمين لكسر شوكة المقاطعة". وقال أحد أصحاب المحال:"تجاوُبُنا في توزيع وتسويق هذه الملصقات والشعارات ليس الهدف منه الربح المادي، ولكنه إسهامات متواضعة في الذود عن كرامة الرسول الأكرم". وأكد إقبال الشباب على شراء هذه الملصقات ووضعها على زجاج سياراتهم. ومن جانبه، أوضح وكيل كلية الدعوة والإعلام الدكتور حمزة الطيار أن ما قامت به الصحف التي نشرت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول ص ينطبق عليه القول المأثور:"رب ضارة نافعة"، فلولاه ما شهدنا تلك الحملة المضادة التي عبرت عن الاحتجاج بأسلوب راقٍ في معظم الأحيان، كما أظهرت المحبة التي يكنها ملايين المسلمين لرسولهم ص. واستطرد قائلاً:"لن أناقش مسألة انتشار تلك الملصقات من الناحية النظامية، ولكنها من الناحية الشرعية تعكس مدى الحب الكامن في قلوب أولئك الشباب لرسولهم صلى الله عليه وسلم". وأشار إلى أن هذا الفعل لا يكفي للقيام بواجب هذه المحبة، بل يجب كذلك تطبيق أوامر الرسول واجتناب نواهيه مصداقاً لقول الحق: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. أما في ما يتعلق برأي مرور الرياض فأكد العقيد عبدالرحمن المقبل أن كل ما يحجب الرؤية من داخل المركبة وخارجها ويوثر في سلامة المركبة والاستخدام الأمثل للطريق فهو ممنوع.