لا يعرف المصريون حلولاً وسطى، فإما الخروج من الدور الأول وإما الفوز بالبطولة، وهذا التصور الذي وجدته عند معظم الإعلاميين المصريين، أثناء لقائي بعدد منهم على هامش زيارة خاطفة للعاصمة المصرية القاهرة، أثناء فترة عيد الأضحى وقبل أيام من انطلاقة بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيث كان الانطباع أن منتخب مصر سيخرج باكراً من البطولة، على اعتبار أن المستوى وبرنامج الإعداد كانا مخيبين للآمال، الاحتمال الثاني كان يروج له صديقي الإعلامي التلفزيوني المصري"المشاغب"معتز مطر، الذي رأى أن"الفراعنة"لن يتوقفوا إلا عند المنصة الذهبية، وان الرئيس مبارك سيسلم الكأس إلى حسام حسن. شخصياً تمنيت الكأس لمصر لأسباب عدة، من أهمها أن مصر تستحق أن تفرح بعد إحباطات متكررة نتيجة تصفيات كأس العالم، وتمنيت الكأس لحسام حسن، هذا الموهوب الذي حاربه الجميع في كل موقع، ونصره الله لأن نيته"طيبة"، واستطاع الصعود إلى المنصة الرئيسية ليحمل كأس أفريقيا كقائد للمنتخب المصري، ولا أزال أذكر تلك الزوبعة الصحافية التي ثارت في وجه المدرب المصري الشهير محمود الجوهري، بعد أن اختار حسام للمشاركة في كأس أفريقيا 1998، وهاجت وسائل الإعلام المصرية اعتراضاً على ضم اللاعب العجوز، واستطاع حسام أن يقود منتخب بلاده إلى الكأس القارية، الانتقادات ذاتها تكررت في مرحلة الإعداد، عندما اختار"المعلم"حسن شحاتة، المخضرم حسام حسن لبطولة 2006، أي بعد ثماني سنوات كاملة، واستطاع حسام أن يصعد إلى المنصة، وان يؤكد صحة قرار شحاتة باستدعائه. ومن بين أسباب رغبتي في فوز مصر بالكأس، وجود المدرب العربي الكبير حسن شحاتة في قيادة الأجهزة التدريبية للمنتخب المصري، فالرجل الذي لا يعرف طريق"صبغة الشعر"، والذي يفتخر بهذا البياض الذي يزحف فرادى وجماعات على شعره وشاربه، هو إنسان"نظيف"ونيته طيبة، وتكمل هذه العوامل الجانب الفني والتكتيكي الرفيع لديه، ومن غير المنطق أو العدل ألاّ يتوج عمله المخلص طوال الأشهر الماضية، بالحصول على ثالث اكبر البطولات القارية في العالم. مصر برياضتها تدخل مرحلة جديدة بهذا الفوز والانتصار الكبير، فالكرة في مصر متقدمة بشكل واضح، ولكنها كانت تعاني لفترة طويلة من سوء الإدارة، وهو ما افقد مصر الكثير من الفرص للصعود إلى كأس العالم، التي غابت عنها مصر منذ عام 1990، عندما وصلت آخر مرة إلى"مونديال"ايطاليا، وخرجت حينها من الدور الأول. مبروك للصديق سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصري، ومبروك للزميل احمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة المصري، ومبروك لحسن شحاتة"المعلم"، ومبروك لكل نجوم الكرة المصرية وجماهيرها، على بطولة لم أر من يستحقها غيرهم. [email protected]