هل تعتقد أنك تتمتع بصحة طيبة كما ينبغي؟ لقد كنت ممن يمارسون الرياضة منذ تخرجهم في الجامعة، وهذا أمر طيب للغاية، ولكن ما نوع الرياضة التي تمارسها الآن؟ عندما نطرح هذا السؤال على الراغبين في الانضمام إلى نادي Up Scale Health نتبين أن كثيراً من عادات المرء القديمة يصعب عليه التخلي عنها نهائياً، ولذلك يصر كثير من الناس على مواصلة الرياضات التي تفوق فيها في الصغر. وهذا بوجه عام أمر طيب، وأفضل بكثير من الركون إلى مطالعة شاشات الحاسب الآلي أو التلفزيون أو شاشات أسواق المال على مدى ساعات. ولكن هل استمرارنا بحماسة في ممارسة الرياضات التي كنا نلعبها ونحن صغار يفيد صحتنا ولياقتنا على النحو الأمثل؟ على الأرجح لا! ولتوضيح ذلك نشير إلى أننا اعتدنا عندما كنا شباباً أن نمارس الرياضات والألعاب التي برعنا فيها، والتي يفترض تفوقنا فيها لاسباب جينية آنذاك. فصاحب العضلات المفتولة يمارس كرة القدم الأميركية، بينما يمارس صاحب الجسم المرن الرياضة البدنية الجمبازية. أما أولئك الذين يتمتعون بالقدرة على التحمل، فكانوا يمارسون رياضة العدو للمسافات المتوسطة. وكان المدربون يوجهوننا نحو الألعاب التي تناسب بنيتنا، ونستطيع من خلالها أن نتفوق ونبرع. ولم يكن التمتع باللياقة البدنية القضية الاساسية بقدر ما كان للتسيد واحراز الفوز الأولوية القصوى في تلك الأيام. فاللياقة آنذاك كانت وسيلة وليست غاية. فالغاية هي الفوز، ومن ثم"تضخمت"لياقتنا من الناحية الفعلية، لتفي بتحقيق غاية الفوز. الانتقال من مرحلة الفوز بالمسابقات إلى مرحلة الفوز بالصحة والآن وقد بلغنا أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من العمر، ومازلنا نشعر بانجذاب طبيعي للرياضات التي تفوقنا فيها، نتساءل ببساطة: لماذا نمارس شيئاً آخر مختلفاً؟ وتكمن الإجابة في عبارة مؤداها"أننا الآن في حاجة إلى الفوز بصحة طيبة، وليس الفوز في منافسات رياضية". ولهذا السبب، علينا أن نعيد تقويم ما نمارسه في صالة الألعاب أو نادي الرياضة. علينا أن نمارس التدريبات اللياقة التي تتوافق وتتناسب مع عمرنا. وبدلاً من ممارسة التدريبات التي كانت تلبي ضرورات اللياقة التنافسية في مرحلة المراهقة، علينا السعي إلى تلبية ضرورات حماية صحتنا والحفاظ عليها مع تقدم العمر. وبناء على ذلك، تعتبر إعادة تقويم رياضاتنا وأساليب التدريب التي نمارسها المدخل الأساسي لتحقيق اللياقة البدنية الصحية اللازمة للفترة العمرية التي نحياها. وإذا لم ننتهج هذا المسلك، فإننا قد نتعرض لخطر الوقوع في براثن اصابة طويلة الأمد، إضافة إلى اعتلال الصحة وتدهورها. اللياقة الزائدة وخطر الإصابة عندما كنا نتدرب من أجل الرياضات التي تفوقنا فيها ونحن صغار، كنا نركز غالباً على قوتنا الجسمانية الجينية ونهمل في كثير من الأحيان فكرة التمتع بصحة طيبة طوال الوقت. فعداء المسافات المتوسطة طوال عشر سنوات في سن الشباب، لا يمكنه مواصلة النشاط نفسه بالقدر نفسه في سن ال24 من العمر. بل ان الاطباء يحذرونه من انه إذا لم يتوقف عن العدو، فإن هذا سيعني انه سيكون في حاجة إلى كرسي متحرك لاستخدامه مع بلوغه ال50 من العمر. فالمرء قد يفوز كبطل لالعاب القوى، لكنه يقوض لياقته وصحته العامة أثناء تلك العملية، وهو ما نشاهده كثيراً مع أبطال سابقين بعد تجاوزهم سن ال20 وال30 من العمر، إلى حد معاناة بعضهم من اصابات واعتلال في الصحة، نتيجة الإفراط في التدريب في شبابهم. وأبرز الأمثلة على الابطال الذين اصيبوا نتيجة الافراط في التدريب لاعبة التنس مارتينا هينغز. وفي ضوء ما سبق، يستحسن أن تستشير اختصاصي اللياقة في أحد المراكز الصحية المحترمة، ليعرفك بالتدريبات التي من شأنها أن تمنحك لياقة صحية شاملة، تتناسب مع ما يحتاجه جسمك ويستحقه. ومن شأن التدريبات المُعدة بعناية أن تعالج الحلقة الضعيفة في صحتك ولياقتك، أو بمعنى آخر المناطق التي تعاني ضعفاً جسمانياً جينياً. وعلى رغم صعوبة هذا الامر في البداية، إلا أنه سرعان ما تنشط لياقتنا العامة أو الشاملة الضرورية للفوز بالصحة في مرحلتي منتصف وأواخر العمر. إن هدفنا يجب أن يكون واضحاً، وهو أن آخر تدريب لنا يجب أن يكون في اليوم المقدر لنا أن نفارق فيه هذا الكوكب للأبد، وليس في اليوم الذي نتخرج فيه من الجامعة! ترجمة: أحمد أبو زيد * مدير عام نادي الراقي.