لم يكن يدور بخلد شبان الأهلي الذين يمثلون خريطته في مواجهة منافسيه في هذا الموسم وبالتحديد منذ أسابيع عدة، حينما وطئت قدما الداهية الصربي نيبوشا موسكوفيتش النادي، أن يتحقق حلمهم على وجه السرعة، منذ أشهر قليلة كان الرفاق ياسر المسيليم ومحمد عيد وجفين البيشي ومعتز الموسى في إحدى المدارس الثانوية في جدة أثناء فسحة الإفطار الصباحية، يتساءلون بحرقة متى نجد أنفسنا نمثل خريطة الأهلي ونحجز مقاعدنا الأساسية في ظل وجود لاعبي الأهلي الكبار، ونقلب طاولة الهزائم وندخل الذعر في قلوب المنافسين، ونعيد للأهلي هيبته وللمدرجات الجماهير ونرسم الفرحة على شفتي صناع ومسيري وأنصار نادي"القلعة"؟ صديقهم الساخر في المدرسة يوسف لم يمهلهم طويلاً قائلاً لهم رددوا"يا ليل ما أطولك"، وفي غمضة عين رد زميلهم عبدالله الحزماني قائلاً:"إحساسي لا يكذب، قريباً ستكونون حديث الإعلام بوسائله كافة، ولكن لا تنسونا من الكعكة، وضحك الجميع"وما هي إلا أيام وصدق إحساس الحزماني، وأعلن نيبوشا أنه لا يعترف بالأسماء مهما كانت، ولكن"من يواظب على التدريبات ويطور إمكاناته الفنية وينفذ التكتيك ويعطيني نتائج إيجابية هو الأجدر بتمثيل الفريق، هذه سياستي وعليكم تقبلها ومن لا يستطيع فعل ذلك، فمن الأفضل أن يأخذ مكاناً مناسباً في مدرجات الأهلي ويؤازر فريقه من هناك". تلك الكلمات منحت أولئك الشباب الثقة، وابتسم صالح المحمدي ومحمد مسعد وتيسير الجاسم والعبدالله وتركي الثقفي ومالك معاذ عندما نظر تجاههم الصربي وغمز بعينه وهو يبتسم، بينما الثلاثي المحترف المغربيان جواد أقدار وعبدالحق العريف واليوغسلافي ديان دامياتوفيتش حكّوا رؤوسهم بأناملهم متمتمين"أهاه". وأسرَّ نيبوشا لأحد أصدقائه في الرياض عشية لقاء ذهاب الأهلي والشباب في مسابقة كأس ولي العهد، بأنه سيصنع من شبان الأهلي مجداً تليداً وحديثاً للإعلام، كون التجديد وتغيير الدماء هو المطلب الحقيقي لعودة الفريق إلى منصات التتويج، وأشاد الصربي باللاعب الدولي حسين عبدالغني دون غيره من جيل الكبار الدوليين وغيرهم، ما يعني أن هناك أكثر من خط أحمر تحت عدد كبير من لاعبي الفريق ممن تجاوزوا مسمى شبان الأهلي الجدد، وما هي إلا أسابيع ويعلن النادي عن قائمة الاستغناء ونقل الخدمات وغيرها من المسميات المغلفة، التي توحي للاعبين الذين لم يقدموا ما يشفع لهم بالاستمرار، بالرحيل بعد أن تأخر كشف القائمة كثيراً. ولعل ما سهل مهمة نيبوشا التعاون التام الذي وجده من مساعده يوسف عنبر والعقلية التي تحاكي عقليته وتهتم بمنح الشبان الفرصة الأوفر، إضافة إلى أن مساعد المدرب السابق إيليا جورج كانت له لمساته الفنية والمعلوماتية التي استفاد منها نيبوشا كثيراً. ويقول أحد المقربين من البيت الأهلاوي، إن الأسماء التي وردت في الأعلى هي الثابتة في خريطة الفريق مستقبلاً، ما يعني أن بقية الأسماء ربما تجد فرصتها في أندية مختلفة، وعدد منهم بدأ يحزم حقائبه. ويكفي أن صاحب"الشقلبة"الشهيرة مالك معاذ ورفاقه منحوا مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة نكهة خاصة وحضوراً مميزاً لم يشهده منذ فترة طويلة، وباتت الشركة الراعية أكثر ابتهاجاً بعودة جماهير الأهلي إلى المدرجات، إذ إن دخلها فاق التوقعات، بحسب ما ذكرته بعض المصادر المطلعة داخل أروقتهم. انتفاضة"صاحب الكؤوس"وعودته للانتصارات فتحت آفاقاً جديدة معه في عالم الاستثمار، وتهافت المعلنون إلى أروقة النادي في سبيل الظفر بعقد إعلاني ضخم، إلى غير ذلك من التبرعات السخية التي بدأت تنهال على النادي، ولعل ما قام به عضو الشرف عبدالخالق سعيد وتبرعه ب200 ألف ريال دلالة واضحة على أن الانتصارات تحقق الأهداف المنشودة، إذ شهد تألق القدم عودة الجماهير وأعضاء الشرف بالتبرعات المادية، وستمتد القائمة خلال الأيام القليلة المقبلة.