سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعا قادة العالم الإسلامي إلى المحافظة على الهوية الإسلامية لأن العالم يسير نحو الهاوية . المفتي العام يناشد الفلسطينيين والعراقيين والصوماليين والأفغان وقف الاقتتال بينهم
ناشد المفتى العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان، وفي كل مكان إلى وقف الاقتتال في ما بينهم. وقال آل الشيخ في خطبة يوم عرفة في مسجد نمرة ظهر أمس:"من هذا المقام العظيم، ومن هذا المنبر العظيم، في هذا اليوم العظيم، والشهر العظيم، أناشدكم لأبين لكم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم، إذ قال في خطبته المشهورة:"إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"، وأنا أقتدي برسول الله وامتثل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم... فأقول إخوتي الدماء الدماء ... الله الله في أنفسكم، عودوا إلى رشدكم، نظموا شؤونكم ارتفعوا عن الشخصيات والذوات، ارتفعوا عن هذه الترهات، اجعلوا الغاية المصلحة العليا العامة، فقدموها على كل شيء، العدو في ساحتكم، وأنتم مشغولون في أنفسكم، جمع الله شملكم، ووحد كلمتكم، وأذل أعداءكم، إنه على كل شيء قدير". ودعا المفتي العام قادة الدول الإسلامية إلى المحافظة على الهوية الإسلامية والكيان التشريعي، وتحصين الأجيال ديناً وثقافة، وسد الثغور، وإعداد القوة، وموقف شجاع يحل قضايا الأمة في داخلها، فلا يكون للعدو مجالاً لاختراقها. كما طالب علماء الإسلام بالبحث عن حلول شرعية لقضايا الأمة، مشيراً إلى أنها بحاجة إلى موقف شرعي واضح في القضايا وفي ما دخل عليها من ثقافات وآراء من غلو وتكفير وتطرف وانحلال. ولفت المفتي العام إلى ما مني به العالم من البلاء نتيجة صنوف الأفكار التي جربها في منهجه، سواء السياسية أو الفلسفية التي تتمحور مجملها ما بين سياسة الانتقاء والنفعية، وما بين اشتراكية شيوعية، وما بين ليبرالية متحررة، وقال:"قلبوا النظر هل تجدون إلا نزاعاً وقتالاً ودماء وأشلاء وإرهاباً وفساداً، كل ذلك نتيجة للصراعات الفكرية الخاطئة، ماذا استفاد العالم اليوم من هذه الأفكار، بل ماذا استفادوا من عزل الإسلام عن واقع الحياة؟". وأضاف مخاطباً صناع القرار:"إن العالم لا استقرار له ولا انتظام لحياته، إلا إذا ثبت عليه منهج رباني، منهج خالق الخلق رب العالمين الذي خلق الخلق ويعلم ما يصلحهم، وكل صانع أدرى بما يصلح صنعته فلا بد من عود إلى هذا القرآن الكريم". مؤكداً أن العالم يسير نحو الهاوية بسبب مادة طاغية وأخلاق منهارة وحروب متأججة وأوضاع متأزمة. وقال:"إن السياسات المالية قامت على مناهج بائدة صنعتها عقول حائرة لم تعد على الأمة إلا بالدمار والبلاء"، مؤكداً أن الحل لهذا العالم نظام الإسلام الذي خاطب الروح بعقيدة راسخة وتعاليم عادلة تراعي مصالح الجميع باعتدال واتزان بديع، وتراعي مصالح العمل، وتعطي كل ذي حق حقه، وتشجع العمل والإنتاج، وحدد علاقة المسلم بالمسلم، وعلاقته بربه، وعلاقته الاجتماعية والسياسية والأخلاقية، لان مصدره من رب العالمين، ولم تصنعه أيدي البشر وإنما هو تنزيل من حكيم عليم". وأوضح أن كل الشعارات التي ترفع والنداءات التي تعلن خالية عن الإسلام هي باطلة، وأضاف أن عالمنا يزخر اليوم بألوان من الشعارات الحزبية والعصبية القومية البغيضة، وأننا أمة أعزها الله بالإسلام، جمع الله به شتاتها ووحد به صفوفها وألف به بين قلوبها، فمتى ابتغت الهدى من غيره أذلها الله. مذكراً المسلمين أن من نعمة الله على عباده المسلمين الوحدة التي منّ الله بها عليهم وأمرهم بها. وأشار آل الشيخ إلى أن المسلمين أصيبوا في دينهم وبلادهم وخيراتهم وانتهاك حرماتهم وتكالب الأعداء عليهم، والأشد من ذلك خروج بعض المسلمين يتاجرون بمصالح أمتهم لأطماع إقليمية، أو لأغراض مادية. ونبه من خطورة ذلك، وقال:"إن قضايا الأمة المصيرية تباع بأرخص الأثمان في سوق الخيانة والغدر، أفيقوا فالمنافقون قد ظهر سوقهم، هذا يبيع أعداء الإسلام قلمه بما يخط ويكتب، وذاك يبيعهم نفوذه، وذا يبيع فصاحته وخطابته، سلع تباع بأرخص الأثمان". وأوضح أن أساس نجاح كل دعوة قيامها على قواعد راسخة ثابتة، مشيراً إلى أن دعوة الإسلام تميزت بوضوح معانيها وسلامة منهجها ومعالمها وصدق دعاتها. وخصص المفتي جزءاً من الخطبة لنصح الشبان بالاهتمام بالدين والأمة، والوعي مما يراد بهم، وقال:"إن العدو يريد شاباً لا هوية له، حتى يسهل اقتياده وينفذ ما أرادوه من مخططات الفساد والدمار". وأضاف أن الله أمرنا بالعدل مع العدو والصديق، ونهى عن الأخلاق السيئة، فحرم الكذب والخيانة، وحرم الفساد في الأرض، وحرم السحر وحذر منه، وأخبر أنه يوازي الكفر، محذراً من السحرة والمشعوذين. ولفت المفتي العام إلى ظهور دعوات ضالة في العالم سارت على غير هدى، دعوات قائمة على السرية التامة، دعوات غامضة في معالمها وأهدافها، ومقاصدها غير واضحة، يقتنص دعاتها فرائسهم بالتدرج بهم شيئاً فشيئاً، للارتقاء بهم في درك الظلال، ليمسخوا انتماءهم للدين الإسلامي والوطني والقبلي، وانتمائهم إلى كل دعوة سوى هذه الدعوة الباطلة، قصدهم بهذا زعزعة العالم وتفكيكه، وإيجاد الفوضى في صفوفه وتحريض المؤامرات". وحذر آل الشيخ من الدعوات الضالة والمنادين بها، وقال:"إن المسلم الذي كرمه الله بالإسلام، وشرفه بهذا الدين الواضح في معالمه وأهدافه وغاياته، قائده محمد صلى الله عليه وسلم سيرته واضحة، هديه محفوظ لا غش فيه ولا خداع، الداعي إليه مأجور والطريق إليه الصراط المستقيم والرفقة الصالحة".