شرّف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الليلة قبل الماضية، بحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الحفلة الكبيرة التي أقامها أهالي منطقة جازان، احتفاء بزيارته الكريمة للمنطقة، وذلك في مدينة الملك فيصل الرياضية. وكان في استقبال الملك لدى وصوله مقر الحفلة أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، والأمراء وكبار المسؤولين ورئيس لجنة تنظيم الاحتفال العقيد إبراهيم الحمزي. ثم تشرفتْ طفلة بتقديم باقة ورود لخادم الحرمين الشريفين ترحيباً بمقدمه الكريم. وعند وصول خادم الحرمين الشريفين للمنصة الرئيسية للحفلة، قوبل بعاصفة من التصفيق والهتاف من أهالي المنطقة، الذين اكتظت بهم مدرجات الاستاد الرياضي، ترحيباً بمقدمه الميمون، فيما كان يبادلهم التحية ملوحاً لهم بيده الكريمة. وعُزِف السلام الملكي. وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في الحفلة، التي حضرها رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد، بدأت الحفلة الخطابية المعدة بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. عقب ذلك ألقى الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز كلمة ترحيبية بخادم الحرمين وولي العهد والوفد المرافق. بعد ذلك قدمت مجموعة من الأطفال أنشودة بعنوان:"بابا عبدالله". أعقبتها لوحة ترحيبية بالملك. ثم ألقيت كلمة أهالي منطقة جازان، ألقاها نيابة عنهم رئيس فرع هيئة التحقيق والادعاء العام في المنطقة الدكتور إبراهيم بن يحيى عطيف، رحب فيها بخادِم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، معبراً عن فرحة أهالي جازان بهذه الزيارة الميمونة. وعبر باسم أهالي المنطقة عن عظيم ولائهم للقيادة الرشيدة، وصدق وفائهم بما بايعوا عليه من السمع والطاعة، في العسر واليسر والمنشط والمكره، إيماناً بأن طاعة ولاة أمرنا جزء من ديننا الحنيف. عقب ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الكلمة التالية: "بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أيها الأخوة والأبناء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من دواعي سروري العظيم أن أكون في جازان بين هذه الوجوه الكريمة، المضيئة بالولاء للعقيدة والمحبة للوطن. ومن دواعي فرحتي البالغة أن أبشركم أن مستقبلاً زاهراً - بإذن الله - ينتظر هذه المنطقة الحبيبة من المملكة، مستقبلاً من الازدهار الصناعي، ومن النماء الزراعي، ومن الريادة في النقل البحري، بالإضافة إلى كل التجهيزات الأساسية الضرورية لتنمية شاملة تعم جازان من أقصاها إلى أقصاها. أيها الأخوة والأبناء لقد تأخرت مسيرة التنمية في جازان في الماضي لظروف لم يكن لأحد يد فيها، إلاَّ أن دولتكم عقدت العزم على إنهاء هذا الوضع، باختزال المراحل، ومسابقة الزمن، وإعطاء جازان عناية خاصة. من هذا المنطلق فقد وجهنا بإنشاء مدينة جازان الاقتصادية. وسيخصص 375 مليون ريال كأسهم مجانية من الشركة المكونة لهذا الغرض لأهالي المنطقة من ذوي الدخل المحدود، ونأمل - إن شاء الله - أن يجذب هذا المشروع استثمارات تصل إلى أكثر من 100 بليون ريال، وسيوفر ما يقارب النصف مليون وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر. إخواني وأبنائي، وجّهنا وزارة البترول والثروة المعدنية بدراسة إنشاء مصفاة للبترول في منطقة جازان. أيها الأخوة، أيها الأبناء قلت سابقاً، وأكرر أمامكم الآن أنه لا يوجد فرق بين منطقة ومنطقة أخرى، أو بين مواطن ومواطن، فالوطن واحد، والمواطنة واحدة كذلك. أشكركم، وأقدر لكم هذا الاستقبال الحار المؤثر، وأتمنى لكم جميعاً الصحة والسعادة والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". إثر ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والحضور عرضاً مرئياً عن مدينة جازان الاقتصادية التي وجّه بإنشائها. ثم أدت فرق منطقة جازان الشعبية لوحات من التراث الشعبي الذي تشتهر به المنطقة، حيث شارك الملك الأهالي بأداء أحد الألوان الشعبية. بعد ذلك تشرف الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز ونخبة من أهالي منطقة جازان بتقديم هدية تذكارية لخادم الحرمين الشريفين. كما تشرف أمير منطقة جازان بتقديم هدية مماثلة لولي العهد. وتسلم خادم الحرمين الشريفين وثيقة عهد وولاء موقعة من مشايخ شمل منطقة جازان باسمهم ونيابة عن جميع أهالي المنطقة. وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره للجميع وقال:"بارك الله فيكم... ولا يستغرب على أهل جازان الوفاء والإخلاص لدينهم ووطنهم وأمتهم". عقب ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى المعرض المصاحب للحفلة، حيث بدأ بجناح مدينة جازان الاقتصادية. وقد تشرف المسؤولون عن الشركة المطورة للمدينة بالسلام عليه. ثم تفضل الملك بإضاءة مجسم مدينة جازان الاقتصادية، قائلاً:"بسم الله وعلى بركة الله". واستمع الملك إلى شرح من محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ عن مكونات المدينة، وما تشتمل عليه من منشآت اقتصادية مختلفة. عقب ذلك استمع الملك إلى شرح تفصيلي لمجسمات أقسام المدينة. ثم تفضل بوضع حجر الأساس لمدينة جازان الاقتصادية، قائلاً:"بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله". بعد ذلك شاهد الملك مجسماً لمصهر الألمنيوم ومصفاة للمواد التي تدخل في صناعة الألمنيوم، ثم تفضل بوضع حجر الأساس للمصهر قائلاً:"بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله". إثر ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لمصنع حديد الجنوب، قائلاً:"بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله". ثم التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده مع المطورين والمستثمرين في مدينة جازان الاقتصادية. بعد ذلك انتقل الملك المفدى إلى أجنحة المعرض الأخرى، حيث شاهد في بدايتها صوراً وخرائط للمناطق السياحية في جازان. واستمع إلى شرح عنها من الأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. كما اطلع خلال الجولة على مجسمات من مشاريع القطاع الخاص الاستثمارية في منطقة جازان، واستمع إلى شروحات عنها. وشاهد الملك عينات من المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المنطقة، إضافة إلى الكائنات البحرية واللؤلؤ ووسائط الصيد البحرية، وخطط مكافحة التلوث، والبيئة البحرية، والأزياء الجازانية، والآثار والتراث والحرف اليدوية التي تشتهر بها المنطقة. عقب ذلك شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفلة العشاء التي أقامها أهالي منطقة جازان، تكريماً له بهذه المناسبة. وقد وجّه خادم الحرمين الشريفين باستمرار المعرض القائم في مدينة الملك فيصل الرياضية في مدينة جازان لمدة أسبوعين، ليطلع الأهالي على ما يحتويه من مجسمات للمشاريع ومن أجنحة تراثية ومنتوجات ومحاصيل زراعية مختلفة. وستكون هناك أيام مخصصة للنساء.