الصفحة: 34 - محطات فنية على رغم بدء تشكّل بعض الملامح الحقيقية للدراما السعودية أخيراً، ومحاولاتها"الخجولة"للحاق بالركب الدرامي الخليجي والعربي ولو بعد حين، إلا أن أعداداً كبيرة من الفنانين السعوديين الشباب، والحديث هنا لبعضهم- ما زالوا أسرى لغياب دعم التلفزيون السعودي عنهم، وجشع بعض منتجي الربح التجاري معهم، وتجاهل عدد من الممثلين الكبار والنجوم لهم. "الحياة"التقت بعض هؤلاء الفنانين الذين تحدثوا عن رأيهم في الدراما السعودية، والأسباب الحقيقية من وجهة نظرهم في غياب"النجم الشاب"عن الحراك الدرامي السعودي، وانقسموا في توقعاتهم للمستقبل ما بين تفاؤل باستحياء، وحسرة على"واقع"الأمل في تغييره ضئيل في ظل الظروف الراهنة. يقول الفنان حبيب الحبيب:"بدأت الدراما السعودية تعمل بتقنية أفضل، تبشر بمستقبل جيد، إلا أن الفنان الشاب لم يأخذ فرصة الحضور فيها، بسبب سياسة مؤسسات الإنتاج الثابتة". ويشير إلى أن غالبية هذه المؤسسات تفكر بالربح التجاري بعيداً من الارتقاء بالدراما"تفكيرهم في الربح يحتم عليهم الاستعانة بأسماء معينة، يترتب عليها حرمان الشباب من الظهور في الأعمال". ويرى الحبيب أن مبادرة التلفزيون السعودي إلى الإنتاج المباشر لأعمال ضخمة، يفتح من خلالها المجال للفنانين الشباب، من شأنها"رفع مكانة الدراما السعودية، وصناعة نجوم جدد". ويأسف:"الساحة الفنية لدينا مليئة بأسماء كبيرة، ولكنهم بعيدون عن بعضهم، ولا توجد جهة تجمعهم، كما الحال مع جمعية المسرحيين، ومن هنا لا يعرف الفنان الشاب طريقاً للوصول إليهم". ويذهب الفنان مشعل المطيري إلى أن ما ينقص الفنان الشاب للبروز هو ذاته ما ينقص الدراما السعودية. ويقول:"لا توجد قاعدة أو صناعة مستمرة للدراما، والتلفزيون السعودي مطالب بالنهوض بها، وتبنّي الجيل الجديد من الممثلين، خصوصاً أنه دعم عدداً من الممثلين في السابق لأعوام عدة". ويتابع:"أتمنى أن يشمل هذا الدعم جيلنا من الفنانين الشباب، فلكل جيل أفكاره ورؤيته الخاصة، ولا بد من أن يأتي التأسيس من التلفزيون نفسه لا من الفضائيات الأخرى والتي بدأ الفنان السعودي بالتسول عليها". ويطالب المطيري التلفزيون السعودي بزيادة موازنة الأعمال المحلية لتصل إلى الجمهور الخليجي والعربي" المشاهد السعودي لم يعد حكراً على القناة الأولى، لذلك يجب تقديم أعمال درامية قوية ومنافسة". ويستغرب قائلاً:"ليس من المعقول أن يقتصر إنتاج عام كامل على عمل أو اثنين في رمضان فقط، وهو ما يعني أن الفنان الشاب سينتظر نحو 5 أعوام حتى يبرز إن حظي بفرصة حقيقية". وعن نظرته لمستقبل الدراما السعودية وفرصة الشباب فيها، أوضح أن"الظروف والمعطيات الحالية لا تبعث على التفاؤل، وعلى رغم أن الجيل المقبل يملك المشروع الفني، والإحساس بالمسؤولية الفنية، إلا أنه يحز في النفس التوسل لمسؤولي قنوات غير سعودية من أجل عرض عمل سعودي". ويؤكد الفنان أحمد العليان أن الممثل الشاب يفتقد للموجّه الغيور على الدراما السعودية حالياً،"نحتاج إلى قائد يدير دفة الدراما بعدل، فنحن - الشباب - لا نملك المادة والقدرة على الإنتاج الجيد، وتلفزيوننا مطالب بدعمنا وإتاحة الفرص لنا". ويضيف:"أشاهد الأعمال التاريخية الضخمة التي أنتجها الأشقاء العرب وأتحسر عليها، فغالبيتها خارجة من الجزيرة العربية، وكان من المفترض أن نبادر لها". ويتساءل:"أين نحن من الزير سالم؟ مثلاً". ولا يلوم العليان زملاءه إذا ما توجهوا إلى الفضائيات،"في الكويت تنتج أكثر من 5 أعمال في العام، ونحن نقتصر على عمل واحد، وأسماء محددة". ويشير إلى أنه لا ينتظر شيئاً من الفنانين الكبار"أين هم؟ فالغالبية منهم لم تنتج أعمالاً منذ أعوام". ويختم:"لا أرى ما يطمئن في الوقت الراهن، ولكن آمل أن تؤتي الهيكلة الجديدة لجمعية الثقافة والفنون ثمارها". ويحمّل الفنان فهد الخريجي وسائل الإعلام والتلفزيون السعودي خصوصاً، تهميش الممثلين الشباب في الدراما السعودية. ويقول:"غالبية الصحف قصرت جهودها على إبراز النجوم فقط، فتتابع أخبارهم وتتناولهم بالمقالات، وتتجاهل الشباب". ويشير إلى أن"الممثلين الشباب لم يستفيدوا من التلفزيون السعودي شيئاً، لا من حيث الإنتاج ولا الأداء داخل المسلسلات المحلية، لأن الدراما لدينا لم تخدم من الأصل". ويضيف:"لو كانت هناك نشأة درامية في أوساط الجمهور، لاحترم الشباب وأعطوا المساحة والثقة الكاملة التي تقدمهم بصورة جيدة". ويعلق بالقول:"على رغم بدء انتشار الدراما السعودية في الفضائيات إلا أنها لم تصل إلى الجمهور العربي، وخروجنا من مهرجان القاهرة 12 للإذاعة والتلفزيون من دون جائزة أخيراً، دليل على ذلك". ويطالب الخريجي التلفزيون السعودي بإقامة دورات تدريبية للمثلين الشباب تعرّفهم إلى"كيفية التعامل مع لغة الكاميرا، إلى جانب تقديمهم للمشاهدين بصورة مستمرة". وعن دعم الفنانين الكبار يوضح:"يعتمدون على الشللية التي أساءت للدراما المحلية وغيبت صناعة النجوم، ولذلك يتعين على الممثل الشاب الباحث عن النجومية، أن يمتلك عناصر الاجتهاد والعلاقة والذكاء معاً". ويرمي الفنان فيصل العيسى بمسؤولية غياب نجومية الشباب على بعض المنتجين،"للأسف يكون تفكير مثل هؤلاء منصباً على كيفية الربح من وراء العمل الذي ينتجه، فلا يفكر في تطوير الدراما السعودية أبداً". ويبرئ العيسى ساحة التلفزيون السعودي قائلاً:"التلفزيون أعطى تعاميد كثيرة ولم يقصّر فعلياً، ولكن الخلل دائماً يأتي من المنتج". ويستشهد العيسى بتجربة منتجين من الخليج،"كل عام نشاهد في الكويت مثلاً عملاً أفضل من الذي سبقه، ونرى أيضاً بروز نجوم شباب دفعة واحدة، يصبحون بعد فترة قصيرة من الأسماء المعروفة في الساحة الفنية الخليجية، وهو ما نفتقده".