اعترف عدد من معلمي المرحلة المتوسطة بوجود نسبة كبيرة من الطلاب لا يجيدون القراءة والكتابة، واستنكر المعلمون هذه الظاهرة التي بدأت في الظهور أخيراً، وأبدوا استغرابهم من وصول الطلاب إلى المرحلة المتوسطة من دون إجادة القراءة والكتابة، وحمّل معلمو المرحلة المتوسطة زملاءهم مدرسي الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية مسؤولية عدم التأسيس الصحيح للطلاب، وطالبوا بوضع حلول جذرية لمشكلة كهذه ضحيتها أجيال المستقبل. الكثير من المواطنين لا يتصورون أن هناك طلاباً في المرحلة المتوسطة، وبعد سبعة أعوام من الدراسة، لا يعرفون القراءة والكتابة. "الحياة"استطلعت آراء عدد من المعلمين والتربويين، فقد أبدى عبدالله محسن المطيري الكاتب المتخصص في التربية، استغرابه قائلاً:"طلاب في الإعدادية لا يجيدون الكتابة والقراءة. حقيقة مفجعة تدل على عمق حال العجز والتخلف التي يقبع فيها نظامنا التعليمي، الذي يحقق درجات عالية من الفشل لم تعد تخفى على ذي بصيرة". ويرى المطيري أن النظام التعليمي تعرض للكثير من النقد، ولم تعد عيوبه خافية"التعديل الجزئي لم يعد نافعاً ولا مفيداً. العملية التعليمية تحتاج إلى ثورة حقيقية وكبيرة تمس البناء الحالي، مستعينة بآخر ما وصلت إليه الأمم الناهضة والمتوثبة. هذه الثورة تحتاج أن يرسخ لها توجه وطني كامل ينطلق من أعلى مستويات المسؤولين ويخصص له ما يحتاج من مادة وكوادر ومختصين. ما يحدث في التعليم اليوم يشير إلى خطورة مستقبلنا ومشاريع التنمية والإصلاح التي يخطط لها الآن. فمن دون توافر نظام تعليمي متطور لا يمكن لأي مشروع تنموي أن ينجح. هذه الأيام يدور النقاش حول التعليم في الحوار الوطني، أتمنى أن تتبعه خطة وطنية شاملة وضخمة لبحث الشأن التربوي والتعليمي المتردي اليوم". ويرى سلمان الشمري معلم لغة عربية في المرحلة المتوسطة أن إعادة تأهيل طلاب المرحلة المتوسطة الذين لا يجيدون القراءة والكتابة تحتاج إلى جهد وعمل. واقترح الشمري اعطاء الطلاب دورة خاصة لتعليمهم أساسيات القراءة والكتابة مرةً أخرى. وطالب الشمري بمحاسبة المقصرين وتفعيل قانون الثواب والعقاب ليكون الثواب حافزاً والعقاب رادعاً. وعزا فارس الطراد معلم اللغة العربية في المرحلة المتوسطة المشكلة إلى عوامل عدة،"أخبرني عدد من الطلاب في حوار عابر أن عدداً من أفراد أسرتهم لا يعرفون القراءة والكتابة بما لا يتعدى استخدام أرقام التليفونات أو التوقيع على أوراق رسمية أو قراءة أسمائهم فقط"وأضاف الطراد"تجاهل مشكلات الطالب النفسية وحاجاته المادية وغياب المتابعة الدورية من البيت وعدم وجود مرشد طلابي متخصص هو نتيجة حتمية لهذه المشكلة". وتساءل تراك الصقري"كيف يصل إلى المرحلة المتوسطة طالب لا يعرف أن يقرأ أو يكتب؟!"وأشار الصقري إلى أنه واجه طلاباً لا يعرفون القراءة والكتابة وقال:"إن ثقافة الاهتمام تبعد أحياناً الطلاب من مواد وتقربهم من مواد أخرى، فتجد الطالب يبدع في مواد الرياضيات والعلوم ويخفق في مواد أخرى والعكس، وهذا ما يجعل بعض الطلاب الذين لا يعرفون القراءة والكتابة يجتازون مرحلة إلى أخرى". وقال أحد المعلمين فضل عدم ذكر اسمه:"الواقع أنني أشفق على هذه الفئة، التي تعتبر ضحية لمخرجات خاطئة، فهم لم يتعلموا بالطريقة الصحيحة، وأنا لا ألومهم أنهم لم يتعلموا القراءة والكتابة وإن كانوا في المرحلة المتوسطة".