انتشار مصطلح"ذوي الاحتياجات الخاصة"بين الناس ليس صحيحاً من الناحيتين اللغوية والعلمية، على رغم كثرة تداوله بينهم، بل ان المصطلح الصحيح هو"ذوو الحاجات الخاصة"، فالأفراد لديهم في الاصل حاجة او حاجات او حوائج يتطلب إشباعها ورعايتها وتأهيلها نفسياً وتربوياً وتعليمياً واجتماعياً وبدنياً. ومصطلح الاحتياجات والحاجات لا يوجد اختلاف بينهما في المعنى ولكن الاختلاف الواضح في اللغة، فمصطلح"احتياجات"مشتق من الفعل المضارع"يحتاج"، لذلك حصل التحريف اللغوي في الجمع لتصبح احتياجات، فبعض الناس يستدلون باحتياجات للجمع، وهو خطأ لغوي شائع. يذكر ان القرآن الكريم ذكر لفظة حاجة في حال المفرد وفي الجمع حاجات وحوائج، فلم يذكر احتياجات، ومن ناحية تعريف الحاجة، كما ورد في قاموس"المعجم الوسيط"، من اصدار مجمع اللغة العربية في القاهرة،"الحاجة"بمعنى الحاجة، وجمعها حاجات، وكما ورد في"لسان العرب"لابن منظور ? المجلد الثاني ? لفظة الحوج بمعنى الحاجة، قال تعالى في سورة غافر، آية 80 ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم، وفي سورة يوسف، آية 68 إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها، ومن الملاحظ ان القرآن الكريم لم يذكر لفظة احتياجات بل أورد حاجة للمفرد وحاجات وحوائج للجمع، والحاجات نوعان: الحاجات الاساسية اولية، والحاجات المكتسبة ثانوية متعلمة من ضرورات التوافق النفسي عند الانسان العادي وغير العادي، بينما الحاجات الخاصة عند الافراد غير العاديين هي حاجات يختص بها الافراد غير العاديين من المتفوقين الموهوبين، او المعوقين، وهذا ما دعا لتسميتها الحاجات الخاصة تمييزاً لها عن الحاجات التي يشترك فيها الناس عامة. يذكر ان الدليل الموحد لمصطلحات الاعاقة والتربية الخاصة والتأهيل الصادر من المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية لمجلس التعاون الخليجي استخدم رسمياً مصطلح الحاجات الخاصة، إذ من خلال ذلك يتبين لنا أن التسمية بذوي الحاجات الخاصة اصبح علمياً من التسمية بذوي الاحتياجات الخاصة التي يجب علمياً تداولها بين سائر الناس. قسم التربية الخاصة جامعة الملك سعود - الرياض [email protected]