تفاعل عدد من الأجانب خصوصاً الأوروبيين منهم، مع الحملات الإعلانية التي أطلقتها الهيئة العليا للسياحة و"الخطوط السعودية"من خلال برنامجها"اكتشف السعودية"، وإصدار تأشيرات سياحية تشمل غير المسلمين. لكن بعضهم توقع أنها مماثلة للتأشيرات السياحية التي تصدرها بقية الدول، فتوجهوا إلى سفارات الرياض للحصول عليها، لكنهم فوجئوا أن منحهم التأشيرات رهن بتسجيلهم في برامج سياحية تنظمها"الخطوط السعودية". وقال الصحافي في جريدة"وولستريت جورنال"يارو سولاف ل"الحياة":"راجعت السفارة السعودية في روما، للحصول على تأشيرة سياحية، تمكننني من اكتشاف السعودية، لكن مسؤولاً هناك أخبرني بعدم وجود تأشيرات سياحية بالمعنى المفهوم للكلمة، وأن الأمر يقتصر على زيارة السعودية من طريق أحد برامج الخطوط السعودية". وأضاف:"زرت أحد مكاتب الخطوط السعودية، للتسجيل في برنامج اكتشف السعودية، إلا أن الموظف المختص اعتذر، لأن الرحلة المتاحة حالياً مخصصة لهواة الغوص، ويتضمن البرنامج بعد الوصول إلى جدة، أخذ جولة في البحر الأحمر لمدة أسبوع، يعيدنا بعدها الباص إلى المطار". ودعا سولاف إلى تمكين سفارات السعودية من صلاحية منح التأشيرات السياحية، وألا تكون الأماكن التي يمكن زيارتها محددة. أما الفرنسي آلان بارت، فاعتبر التقيد ضمن أفواج سياحية عاملاً محبطاً لبعض السائحين. وقال:"أرغب في زيارة السعودية برفقة عائلتي، إلا أن التقيد بمجموعة قد تختلف أهداف زيارتها السعودية أو اهتماماتها السياحية، يعتبر عائقاً لمن يرغب في اكتشاف البلد بنفسه وبحرية". وتابع:"أخبرني أحد المنسقين للبرامج السياحية أنه في حال لم يتقدم عدد كاف من الفرنسيين الراغبين في زيارة السعودية، فإنه يتم دمج المجموعة مع وفود سياحية أخرى". وأشار بارت إلى أن السعودية من أهم الدول التي يرغب الأوروبيون في اكتشافها، خصوصاً أنها أهم الدول الإسلامية، وتحولت إلى رمز للتقدم والرفاهية. وعن إمكان، السماح للسفارات السعودية بمنح تأشيرات السياحة للأفراد الراغبين في زيارة السعودية، أوضح مصدر في الهيئة العليا للسياحة أن ذلك يحتاج إلى وقت طويل للتمكن من وضع ضوابط لتنظيمه. وأشار إلى أن السائح المسلم بإمكانه زيارة السعودية من أجل السياحة بواسطة تأشيرة العمرة، وهي متاحة للمسلمين العرب وغيرهم على مدار العام، أما بالنسبة إلى غير المسلمين فتقتصر إمكان زيارتهم للسعودية في الفترة الحالية على البرامج السياحية التي تنظمها الخطوط السعودية كبرنامج اكتشف السعودية". ولفت إلى أنه سيسمح للمستشفيات والفنادق بإعداد برامج سياحية، بعد وضع ضوابط خاصة بسياحة العلاج، إلا أنه استبعد تحولها إلى تأشيرة سياحة عادية تُمنح بعد قيام الراغب في زيارة السعودية بحجز تذكرة سفره ومقر سكنه. وأما منح السيدات تأشيرات السياحة، وإن كان حضور محرم برفقتها سيكون ضمن الشروط الأساسية، وعلى رغم عدم تأكيده الأمر، فإن المصدر أكد أن نظام التأشيرات السياحية والعمل بها سيكون وفق الضوابط الشرعية.