أعادت امرأة من محافظة الزلفي 250 كيلومتراً شمال غربي الرياض الأمل من جديد إلى أسرة ابتهال في عودة طفلتهم المفقودة إلى منزلها الذي غابت عنه منذ سبعة أشهر. ولفت انتباه إحدى المدعوات لحفلة زفاف أقيمت مساء الثلثاء الماضي في الزلفي وجود طفلة صغيرة بيضاء البشرة بصحبة "طقاقات"بشرتهن سمراء، ما أثار شكوكها أن تكون"ابتهال". ما دعاها إلى سؤال عضوات الفرقة عما إذا كانت ابنة احداهن فأجبنها بالإيجاب. وازدادت شكوك المرأة في الطفلة بعد اختلاف أعضاء الفرقة في تسميتها واللاتي أكدن أنها ابنة شقيقتهن، لتتصل فوراً بزوجها لإبلاغ الشرطة بالأمر. واقتادت الشرطة التي حضرت بدورها لموقع الزفاف الفرقة والسائق والطفلة إلى مركز الشرطة في الزلفي. إلى ذلك، أشار والد الطفلة المفقودة سلطان مرزوق المطيري ل"الحياة"إلى انه حضر وأسرته إلى مركز الشرطة في الزلفي فجر الأربعاء للتعرف على الطفلة، إذ أوضح أن والدتها وإخوانها اعتقدوا أنها ابتهال بنسبة 50 في المئة مع تغير في بعض الملامح ولون الشعر وزيادة في الطول، كما أن والدتها عثرت على علامة في رأس الطفلة كانت موجودة في ابتهال. وافاد المطيري أن شقيقة"الطقاقات"التي تدعي أن الطفلة ابنتها حضرت من مقر سكنها في القصيم برفقة زوجها ومعهما وثيقة دفتر العائلة مدوناً بها اسمي طفل وطفلة. وفي السياق ذاته، توصلت التحقيقات الأولية إلى ثبوت أقوال الرجل والمرأة بشأن الطفلة، وعدم تزعزعهما عن موقفهما أو ارتباكهما خلال التحقيق. وكانت الجهات المختصة أخذت عينات صباح أمس من الحمض النووي D.N.A للطفلة، إضافة إلى المرأة والرجل مدعيي أبوتها، كما أخذت عينة من أسرة ابتهال، على أن تظهر نتائج العينات خلال 48 ساعة، ويتحدد من خلالها إن كانت الطفلة ابتهال أم لا. وأوضحت مصادر أمنية ل"الحياة"أن الأجهزة الأمنية ستفصل في قضية الاشتباه بموضوع الطفلة المفقودة ابتهال، وذلك بعد أخذ عينات من الحمض النووي لكشف التحليل الوراثي، إذ سيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة بعد الانتهاء من التحليل خلال الساعات المقبلة. وأشارت المصادر إلى أن الطفلة لا تزال موجودة لدى شرطة المجمعة لحين الانتهاء من قضية الاشتباه. من جهته، كشف شقيق ابتهال متعب المطيري أن الطفلة نقلت عصر أمس مع مدعيي أبوتها إلى مركز شرطة محافظة المجمعة،"أنا ووالدتي واخوتي حددنا بعض الملامح في الطفلة تشبه طفلتنا". وأضاف في حال أظهرت نتائج تحليل الحمض النووي صحة توقعاتهم بشأن ابتهال، فمن المؤكد أنها تعرضت للتعذيب النفسي والجسدي طوال ال 7 أشهر الماضية، كما انه لم يستبعد وجود فرضية السحر. وتمنى شقيق ابتهال أن يستجاب دعاء آلاف المصلين أثناء خطبة العيد الاثنين الماضي في جامع الرشيد في المجمعة،"عندما ابتهلوا إلى المولى عز وجل لعودة ابتهال لأحضان والديها مرددين خلف الإمام الدعاء لعودتها عاجلاً غير آجل كي تقر بها أعين والديها وإخوتها". يذكر أن الطفلة ابتهال اختفت من أمام منزلها في المجمعة في الخامس من نيسان أبريل الماضي في ظروف غامضة في ظل عدم وجود أية آثار أو معلومات تفيد بالعثور عليها، على رغم الجهود والطاقات الكبيرة التي وجه بها أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز للبحث عنها، إضافة إلى جهود الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في ذلك. وأثارت قضية ابتهال اهتماماً واسعاً وكبيراً لم تشهده قضية اختفاء مماثلة في الوطن العربي، إذ بلغت المكافآت المرصودة لمن يعثر عليها أو يدلي بمعلومات عنها أكثر من مليون ونصف المليون ريال.